تمرّس الشيخ نعيم قاسم بالسياسة في مرحلة مبكرة من عمره، لكنه بدأ خطواته الأولى في مسيرته الدينية باكراً جداً.
نعيم قاسم الذي درس الكيمياء، ثم درّسها، كانت نزعته بالتديّن هي الأقوى، وكان النشاط السياسي يستهويه، فمزج بين النزعة والهوى، ليخلص إلى تركيبة “كيميائية” أوصلته في مسيرته إلى منصب نائب الأمين العام لـ”حزب الله”، ثم ليحمل عبء مسؤولية الأمانة العامة وكالة بعد استشهاد الأمين العام السيد حسن نصر الله… ثم بالأصالة بعد التوافق عليه في مجلس شورى “حزب الله” كأمين عام للحزب.
ولد نعيم بن محمد نعيم قاسم في منطقة البسطة التحتا في بيروت عام 1953. والده من بلدة كفر فيلا التابعة لإقليم التفاح جنوب لبنان. متزوج ولديه 6 أولاد، 4 ذكور وبنتان.
التحق بكلية التربية في الجامعة اللبنانية عام 1970، ودرس الكيمياء باللغة الفرنسية، وبعد تخرجه درّس المادة نفسها 6 سنوات في المدارس الثانوية. وحصل بعدها على الماجستير في الكيمياء في الجامعة نفسها عام 1977.
أثناء دراسته الجامعية، بدأ نعيم قاسم إقامة دروس في المسجد للأطفال في حلقات أسبوعية وعمره آنذاك لم يتجاوز الـ18.
بعد ذلك، درس مناهج الدراسة الحوزية على يد كبار علماء الشيعة في لبنان، من أبرزهم الشيخ أسعد فنيش، والشيخ محسن عطوي، والشيخ مصطفى خشيش، والسيد عباس علي الموسوي، والشيخ حسن طراد، والسيد علي الأمين، ثم درس على يد السيد محمد حسين فضل الله بحث الخارج في الفقه والأصول.
وعكف نعيم قاسم على التدريس أسبوعيا في مسجد البر والإرشاد لأكثر من 10 سنوات، ثم انتقل بدروسه إلى مسجد الإمام المهدي الغبيري وبقي هناك 4 سنوات، وظل يتنقل بين المساجد والحسينيات سنوات عدة، ولا يستقر في إحداها إلا من 3 إلى 5 سنوات.
وأثناء دراسته الجامعية ساهم في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” مع عدد من الطلاب، وترأس “جمعية التعليم الديني الإسلامي” من عام 1974 إلى عام 1988.
نشط في الجماعات الإسلامية منذ سبعينيات القرن العشرين، وعمل مع الإمام موسى الصدر عند بداية تأسيس “حركة المحرومين”، والتحق بـ”أفواج المقاومة اللبنانية” (أمل) الجناح العسكري لـ”حركة المحرومين” فور تأسيسها على يد موسى الصدر عام 1974.
عُين نعيم قاسم في منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي في حركة “أمل”، ثم التحق أميناً في مجلس قيادة الحركة، وعند تولي الرئيس الراحل حسين الحسيني القيادة، شغل منصب مسؤول العقيدة والثقافة.
استقال نعيم قاسم من حركة “أمل”، بعد عام من انتهاء الثورة الإيرانية، وقرر إكمال دراسته في الحوزة، واستمر في نشاطه الديني عبر إلقاء الدروس في المساجد والحسينيات ببيروت والضاحية الجنوبية.
عاد للعمل السياسي متأثراً بقائد الثورة الإيرانية الإمام الخميني، وشارك في اللجان الإسلامية التي عملت في الأنشطة الإعلامية للثورة.
وعقب لقاءات بين اللجان الإسلامية عام 1982، تأسس “حزب الله”، وكان نعيم قاسم من بين أبرز الفاعلين العاملين على تأسيسه.
كان عضواً في مجلس شورى “حزب الله” وبقي فيه 3 دورات، وبعدها وكلت إليه مسؤولية الأنشطة التربوية والكشفية في بيروت، ثم تقلد منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي، قبل أن يترأسه.
فتسلَّم بداية مسسؤولية الأنشطة التَّربوية والكشفية في بيروت، ثم نائبًا لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيسًا للمجلس التنفيذي، وهو نائب الأمين العام لـ”حزب الله” منذ أصبح العلامة الشهيد السيد عباس الموسوي الأمين العام لـ”حزب الله” عام 1991، واستمر في هذا المنصب مع خلفه الأمين العام السيد حسن نصر الله عام 1992.
تولى رئاسة هيئة العمل الحكومية المسؤولة عن متابعة الوزارات المختلفة ودارسة هيكلياتها وقراراتها، وأيضا متابعة وزراء الحزب وعمل الحكومة. كما تولى متابعة عمل النواب البرلمانيين للحزب وحركتهم السياسية. وهو المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله منذ أول انتخابات نيابية عام 1992.
وشهدت فترة تولي نعيم قاسم المسؤولية مواجهات عدة مع العدو الإسرائيلي، بما في ذلك حرب “تموز 1993” وحرب “نيسان 1996” وحرب “التحرير 2000” وحرب “تموز 2006″، إضافة إلى مواجهات عام 2017.
استمرت علاقته المباشرة مع الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله لأكثر من 35 سنة، من خلال الموقع العملي المشترك في شورى الحزب، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات.
له مؤلفات عديدة، وقد أصدر 26 كتاباً.