/ خلود شحادة /
تكسر قيادات تيار “المستقبل”، ما يمكن تسميته “الصمت” التنظيمي، في محاولة لـ”ردع” محاولات إنهاء وجود “التيار” وإضعاف حضوره وتفكيك قواعده ووراثة مناصريه واستمالة جمهوره.
صحيح أن عنوان الاجتماع الذي تعقده الهيئة التنفيذية في تيار “المستقبل”، اليوم، بعد غياب طويل، يتفادى هذه الإشكاليات العميقة التي بدأ قياديو “المستقبل” يشعرون بوطأتها، إلا أن المناقشات لن تستطيع كم أفواه “الثائرين” على هذا الواقع داخل التيار، والذين كانوا خلف الإصرار على هذا الاجتماع الذي تجاوب معهم في الدعوة إليه الأمين العام أحمد الحريري، والذي لا يقل “ثورة” عنهم، وإن كان معنياً أكثر من الجميع بالالتزام بالضوابط التي حدّدها الرئيس سعد الحريري، ولذلك لجأ إلى تحديد عنوان “مناقشة الأمور التنظيمية” للدعوة اليوم.
ويأتي هذا الاجتماع تلبية لإلحاح العديد من قيادات ومسؤولي “المستقبل” الذين يشعرون أن دورهم بدا يضمحل، بعد أن كانوا مركز الثقل في بيئاتهم، وذلك منذ تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي وعمل “التيار”.
وبحسب أكثر من قيادي في تيار “المستقبل”، فإن الاجتماع اليوم هو محاولة لاستنهاض الواقع التنظيمي الذي بات متحلّلاً، وبدأت قواعد التيار تتفكّك وتبتعد عنه، بسبب هذا الغياب عن متابعة القضايا الاجتماعية، وعدم وجود قضية سياسية تشدّ عصب “المستقبليين”.
ويكشف أحد قياديي تيار “المستقبل” لموقع “الجريدة”، أن هناك نوعاً من “الإحباط الشديد” لدى قواعد التيار، وأن هناك “تسابقاً” من قبل القوى السياسية على “تناتش” جمهور تيار “المستقبل”، من داخل بيئة “المستقبل” ومن خارجها، كما أن النواب الجدد والقدامى يتعاملون مع مناصري تيار “المستقبل” على أنهم “تركة سياسية” يسهل عليهم وراثتها أو “قضمها.
لكن قيادياً آخر يؤكّد لموقع “الجريدة” أن مناصري تيار “المستقبل” ما زالوا متمسكين بالتيار، وهم يعيشون مرحلة “استراحة” في انتظار عودة الرئيس الحريري إلى عمله السياسي وإعادة تنشيط التيار وضخ الحيوية في الجمهور الحريري العريض الذي ما زال قوياً، ولم يستطع أحد تجاوزه ولن يستطيع أحد إلغاءه.
ويكشف القيادي أن إغراءات كثيرة تقدّم للعديد من قياديي “المستقبل”، لكنهم لم يضعفوا ولم يتأثّروا، ومن غادر هم قلّة وكشفتهم المرحلة وتبيّن أنهم انتهازيون. لكن عصب التيار متماسك، وهو ينتظر القرار بعودة العمل السياسي.
وعن موقف الرئيس سعد الحريري من الدعوة إلى الاجتماع، يؤكّد أكثر من قيادي في تيار “المستقبل” أن التواصل قائم ومستمر مع الرئيس الحريري، وهو يؤكّد دائماً أن عودته لن تكون بعيدة، وهو يتابع بدقّة تفاصيل ما يجري في لبنان.
هل لاجتماع اليوم أي خلفية مرتبطة بالتطورات السياسية والحكومية؟ يجزم أحد نواب “المستقبل” السابقين أن لا صلة للاجتماع بأي شأن سياسي داخلي، لكن ربما يطرح المنسّقون في المناطق بعض القضايا السياسية، وهذا أمر مرجّح، لكن العنوان ليس مرتبطاً لا بالترسيم ولا بالحكومة ولا بانتخابات الرئاسة… هذه الأمور يقرّر فيها الرئيس سعد الحريري، وهو لم يحدّد موقفاً منها إلى اليوم، وعلى الأرجح أنه لن يصدر عنه أي موقف من العناوين السياسية اللبنانية.
وهل ثمة احتمال أن يشارك الرئيس الحريري في اجتماع اليوم “عن بعد”؟ يجزم قيادي في “المستقبل” أن الأمر غير مطروح، وهو مستبعد.