“النهار”: ميقاتي يوسّع “مظلته” وبري يهاجم البيطار بعنف

كتبت صحيفة “النهار” في عددها صباح اليوم تقول: “يبدو واضحاً ان مزيداً من التداعيات المالية والاقتصادية والاجتماعية السلبية للإنسداد السياسي الذي يحاصر الحكومة قد أملى التوجه نحو خطوات من مثل رفع نسبة السحوبات المالية من المصارف مع تبديل سعر الدولار المصرفي “المسحوب”، فيما توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى مصر بهدفين اقتصادي يتصل باستجرار الغاز والطاقة، وديبلوماسي سياسي يتصل بتوسيع مظلة الدعم العربي لحكومته.

وبذلك يتضح ان أفق التسوية السياسية الداخلية لا يزال مقفلاً تماماً اذ يتسم المشهد الداخلي بجمود وشلل كلّي في المبادرات والتحركات الآيلة إلى إنهاء أزمة منع مجلس الوزراء من الانعقاد، ولا تبرز في هذا السياق أي معالم إيجابية حتى اشعار آخر.

ولوحظ في هذا السياق ان الرئيس نبيه بري شنّ أمس هجوماً عنيفاً جديداً على المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار بما يعكس المناخ التصعيدي الذي تتجه اليه الازمة الحكومية والازمة السياسية القضائية. ورفض بري اتهامه بأنه يقف وراء تعطيل جلسات الحكومة تاركاً لرئيسها نجيب ميقاتي القيام بالخطوات المطلوبة التي تساعد في التئام جلساتها. ثم عاود بري تحميل البيطار مسؤولية كل هذه المضاعفات القضائية وما نتج عنها “جراء عدم حسن ادارته لملفه”. ولم يتوان عن وصفه بـ “المتآمر”وبأنه”ينفذ الأوامر ويتلقى التعليمات التي ضربت مسار التحقيق في تفجير المرفأ”.

ومع ان زيارة الرئيس ميقاتي للقاهرة أمس كانت مقررة ضمن جدول جولته على بعض العواصم، بعد زيارته باريس قبل أسابيع، فإن توقيت الزيارة وسط استمرار ترددات “المبادرة الفرنسية السعودية”تجاه لبنان إتخذ بعداً خاصاً خصوصاً ان لمصر دوراً معروفاً في إعادة ترميم المظلة العربية فوق الواقع اللبناني كلما تعرضت للاهتزازات والانتهاكات كمثل تلك التي فجرت أسوأ أزمات لبنان الديبلوماسية مع دول الخليج. وبزيارته القاهرة أمس والدفع الذي وفّره موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي لتحرك ميقاتي، فإن الجانب الإيجابي من هذا التحرك يبدو في تعزيز الرعاية العربية وتوسيعها مجدداً للواقع اللبناني علّ هذه الرعاية تساهم في إسباغ بعض التوازن المفقود على الساحة اللبنانية بفعل هيمنة التحالف الداخلي المرتبط بإيران ونفوذها والوهن الكبير الذي أصاب القوى المعارضة لهذه الهيمنة. كما ان جانباً اقتصادياً مهماً في هذه الزيارة يعني لبنان كثيراً لجهة إستجرار الغاز المصري والتعاون في مجالات الطاقة.

ولم تكن الزيارة بعيدة من الأصداء المتواصلة للبيان السعودي الفرنسي المشترك في شأن لبنان، اذ أعلن أمس وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أنه “لا توجد أزمة بيننا وبين لبنان، بل الأزمة في لبنان بين “حزب الله” والشعب اللبناني”، وقال: “يجب أن نرى أفعالاً وليس أقوالاً من الحكومة اللبنانية، والمهم أن نرى إصلاحات حقيقية”. ووصف استقالة وزير الاعلام السابق جورج قرداحي بانها “محمودة لكنها ليست الأساس”.

وكان صدر أيضاً في ختام المحادثات التي أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع أمير دولة قطر بيان قطري سعودي مشترك تضمن فقرة عن لبنان أكد فيها الجانبان “أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألا يكون منطلقا لأي أعمال تزعزع أمن المنطقة واستقرارها أو ممراً لتجارة المخدرات”.