المفتي قبلان: لتشكيل حكومة “سياسية” سريعاً.. ولا حل الا بالتسوية!

رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “البلاد اليوم من كارثة إلى كارثة، ومن أزمة إلى أزمة، وموقعنا الأخلاقي والديني والوطني والإنساني يحتم علينا أن نكون وطنيين في حق، وأن نوظفَ إمكاناتنا لحماية هذا البلد، بعيدا عن اللغة الطائفية والمناطقية، لأن الإنسان بما هو إنسان هو كائن مقدس محترم عند الله سبحانه وتعالى، والتعددية الثقافية والدينية تعني شراكة مصالح، وعدالة عامة، تعني قضايا وطنية أكبر من الصيغة الطائفية بحيث تستوعب الجميع”.

وفي خطبة الجمعة، لفت المفتي قبلان إلى أن “سوق الطاقة والغذاء يعاني من ضغط لوبي عالمي قوي، وقصة نقص بالمعروض النفطي والغذائي كذبة هذا اللوبي الذي ما زال يستغل حاجة العالم والبشرية، وفقا للعبة العرض والطلب، وتكبير الأزمات وتجفيف الأسواق بهدف جني الأرباح، أما قصة بشر وناس وضمير لا قيمة لها في مطابخ طغاة السياسة والتجارة العالمية، وما أزمة “فايروس كورونا” عنا ببعيدة”.

واعتبر المفتي قبلان أن “الكرة اليوم في ملعب النواب والقوى السياسية، والاستشارات النيابية على الأبواب. ولذلك، فإن المطلوب التعامل مع كارثة لبنان على أنها كارثة وطنية غير مسبوقة حتى يتم الاتفاق على حكومة تسوية وطنية إنقاذية”.

ودعا الى “تشكيل حكومة سياسية بالمعنى الأعم، وليس بالضرورة حكومة تكنوقراط، لأن الرمادية في هذا المجال ستكون بمثابة أزمة جديدة للبنان”، مشدداً على أن “الحل لا يمكن إلا أن يكون بتسوية سياسية سريعة لإنقاذ البلد من أسوأ ارتطام، فالحكومة ضرورة وطنية لا فرار منها أبدا”.

واعتبر أن “البنك المركزي يدخل مرحلة الشلل، والمصارف أشبه بمغارة لا يحكمها قانون، والأغلبية مهما كان حجمها وشكلها في لبنان لا يمكنها أخذ قرارات مصيرية، فلا إنقاذ دون تسوية سياسية وطنية سريعة تراعي التنوع السياسي والطائفي في لبنان. وغير ذلك، ترقيع ومزيد من استنزاف البلد، ودفعه نحو المجهول، وما أخطر المجهول في هذه الأيام”.

أما بخصوص ترسيم الحدود البحرية فأشار المفتي قبلان إلى أن “لبنان يهوي، وسكاكين واشنطن تتسابق إليه، بالمباشر أو عبر حلفائها، والحل باستخراج النفط من بحرنا ومياهنا، ولا نقبل بأي تفريط من أيٍ كان في بموضوع الترسيم البحري، والمعركة في هذا المجال سيادية وإنقاذية بامتياز، وتبدأ بنوع شركات التنقيب، ومن غير المسموح أن تتنعم تل أبيب باستخراج النفط، فيما نحن ممنوعون منه”.