“بورصة” التصويت: بري رئيساً بـ70 صوتاً.. ومعركة شرسة بين بو صعب والسكاف

/محمد حمية/

يعود الرئيس نبيه بري اليوم الى كُرسي الرئاسة الثانية، متوّجاً بأكثرية وزانة تتجاوز نصف عدد أعضاء المجلس النيابي، ويقبض مجدداً على مطرقته مترئساً المجلس النيابي الجديد، بتلاوينه المختلفة، وتوجهاته المتعددة، وتوازناته الفريدة منذ ما بعد اتفاق الطائف.

يرأس “رئيس السن” نبيه بري الجلسة المنتظرة داخلياً وخارجياً، لانتخاب بري نفسه، ونائبه وهيئة المكتب والإدارة المجلسية، وسط حال من الغموض والضبابية تخيّم على مشهد ساحة النجمة، رغم حسم فوز بري بالرئاسة وترجيح فوز النائب الياس بو صعب بمنصب نائب الرئيس. بيد أن الغموض يعتري انتخاب بري من الدورة الأولى أو الثانية وعدد الأصوات التي سينالها، ومن سيكسب المعركة على نائب الرئيس مع توسع دائرة المرشحين الى 5 وهم: مرشح تكتل “لبنان القوي” النائب الياس بو صعب، ومرشح كتلة “القوات اللبنانية” ـ غير الرسمي ـ النائب غسان حاصباني، ومرشح كتلة “إنماء عكار” ـ المبدئي ـ النائب سجيع عطيه، ومرشح قوى “المجتمع المدني” غير المحسوم النائب ملحم خلف، والنائب “المستقل” غسان السكاف.

ومن المتوقع، وفق معلومات “الجريدة”، أن تُزيل الاتصالات المكثفة والمستمرة بين الكتل النيابية وبين القيادات السياسية، الغموض القائم، وتحسم الأمور قبل انطلاق جلسة الغد بساعات قليلة، أو ترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها في ما خص استحقاق نائب الرئيس.

وتشير آخر المعطيات وخلاصة الاتصالات، إلى أن بري سينال الأصوات التالية: كتلة التنمية والتحرير 15، الوفاء للمقاومة 13 والنائبين ينال الصلح ومحمد الحجيري 2، نواب حزب الطاشناق أو كتلة “الأرمن” 3، كتلة “اللقاء الديموقراطي” 8، كتلة “التكتّل الوطني” 3 (طوني فرنجية، فريد الخازن، وليام طوق)، كتلة “نواب عكار” 4 (وليد البعريني، محمد سليمان، أحمد رستم، سجيع عطية)، نواب “جمعية المشاريع” 2، النواب المستقلون: عبد الكريم كبارة، جهاد الصمد، ميشال المر، فراس سلوم، أحمد الخير، عبد العزيز الصمد، حسن مراد، ميشال الضاهر (8)، وقد يُعدل نائب صيدا عبد الرحمن البزري موقفه في ربع الساعة الأخير ويمنح بري صوته وفق المعلومات، والأمر نفسه بالنسبة للنائب نبيل بدر وربما آخرين من مختلف الكتل يصوتون لبري من “تحت الطاولة”.

الحاصل المتوقع أن يبلغه بري هو بين 58 صوتاً و60 صوتاً من دون أصوات تكتل “لبنان القوي”، ويرتفع الى ما بين 67 إلى 70 صوتاً في حال ترجم التفاهم الذي تم بين عين التينة و”البياضة” برعاية “حارة حريك”، بعد لقاء بري ـ بو صعب السبت الماضي، وقد يزيد أكثر أو ينقص وفق التصويت النهائي لبعض النواب الذين يقفون في “المنطقة الرمادية”.

وبحسب معلومات “الجريدة”، فإن “التيار الوطني الحر” لايزال على موقفه بعدم التصويت لبري، لكنه سيترك حرية التصويت للتكتل بالتصويت لبري، ومن المتوقع أن ينال بري أقل من 10 أصوات من تكتل “لبنان القوي” وفق التفاهم بين عين التينة و”التيار” ومنهم النواب: بو صعب وفريد البستاني وسليم عون وأسعد درغام ومحمد يحيي وسيمون أبي رميا وغيرهم… مقابل أن تمنح كتلتا “الوفاء للمقاومة” وبعض أصوات “التنمية والتحرير” وبعض النواب الحلفاء أصواتهم لمرشح “التيار” الياس بو صعب الذي من المتوقع أن ينال ما بين 45 و50 صوتاً، هم أصوات “حزب الله” و”حركة أمل” والنواب الحلفاء وتكتل “لبنان القوي” وعدد من النواب المستقلين، ويتغير هذا القرم وفق ما تفضي اليه حصيلة المشاورات المكثفة اليوم بين الكتل.

في المقابل سيصوت ضد بري بوضع ورقة بيضاء “القوات اللبنانية”، والتي لم تنجح بعقد تفاهم مع أي من الكتل المنضوية تحت اطار “المجتمع المدني” والمستقلين الذين بدورهم لم يتفقوا على مرشح لمنصب نائب الرئيس.

أما النواب الذين لن يصوتوا لبري فيبلغ عددهم حوالي 52 نائباً: “القوات” (18) الكتائب (5) و”المستقلون” (9) وقوى المجتمع المدني (15) والنواب أسامة سعد وجميل السيد وكميل شمعون ونعمت أفرام وعماد الحوت وآخرين.

أما “أم المعارك” فستدور رحاها على معركة نائب الرئيس لوجود أكثر من مرشح، وبالتالي ستشهد معركة سياسية حقيقية وشرسة، مع عملية خلط أوراق الكتل واختلاف الاصطفاف السياسي بين استحقاقي الرئاسة والنيابة، إذ لن يلتزم كل النواب الذين سيصوتون لبري بالتصويت للنائب بو صعب، وفق التفاهم مع “الثنائي” و”التيار الوطني الحر”.. فإلى جانب بو صعب، الأوفر حظاً، هناك النائبان ملحم خلف الذي تحسم قوى “المجتمع المدني” ترشيحه، وغسان السكاف المدعوم من كتلة “اللقاء الديمقراطي” والنواب المستقلين الذين عقدوا اجتماعاً في منزل نبيل بدر. إلا أن سجيع عطيه أفيد أنه انسحب من السباق لصالح السكاف، علماً أنه كان أكد لـ”الجريدة” عصراً الى أن “الاتصالات مستمرة مع الكتل النيابية وأنه مستمر في ترشيحه.

من جهتها، من المتوقع أن تتجه “القوات” للتصويت بأوراق بيضاء حيال استحقاق الرئيس، ولدعم السكاف إذا ما توحدت عليه قوى “المجتمع المدني” و”المستقلون”، في محاولة لهزيمة مرشح “التيار” الياس بو صعب، وتكون بذلك قد هربت من المعركة لكي لا تكشف أوراقها وتنفضح أكثريتها الوهمية. وأيضاً قد تصوت “الكتائب” للسكاف وأيضاً بعض النواب المستقلين كالنائب عبد العزيز الصمد وجميل عبود وأحمد الخير وأشرف ريفي ورامي فنج.

ووفق المعلومات، فإنه في حال لم تتفق قوى “المجتمع المدني” على ترشيح ملحم خلف فقد تتجه لدعم غسان سكاف، لتنحصر المعركة بين الأخير وبو صعب الذي سيكون بأمس الحاجة لكامل أصوات ثنائي “أمل” و”حزب الله”، لضمان الفوز في مواجهة تكتل واسع داعم للسكاف يشمل أصوات “المجتمع المدني” والمستقلين و”الاشتراكي” و”القوات” و”الكتائب”، أي حوالي 55 نائباً، وسط معلومات عن ضغط خارجي لتوحيد هذه القوى في استحقاق نيابة الرئاسة وتظهير حجمها لصعوبة تظهيره في استحقاق الرئاسة. وهذا الأمر، قد يدفع “التيار الوطني الحر” إلى توسيع الاتفاق مع “كتلة التنمية والتحرير” بالتصويت الكامل للرئيس بري مقابل تصويت “التنمية والتحرير” بالكامل للنائب بو صعب، وهذا قد يحسم المعركة بالنسبة لنائب الرئيس، وأيضاً سيرفع رصيد الرئيس بري من الأصوات إلى ما يزيد عن 75 نائباً.

وفي مطلق الأحوال، بانتظار أن ترسو “بورصة” مواقف الكتل والنواب والأرقام، ما هي إلا ساعات و”يذوب الثلج ويُبان المرج” وتحسم “الصندوقة” النتائج وإن غداً لناظره قريب.