إجراءات عاجلة لإنشاء شبكة مناطق محمية بحرية في لبنان

نظمت “الحملة الوطنية لإنشاء شبكة مناطق محمية بحرية”، مؤتمرا وطنيا لحماية البيئة البحرية ، في مركز التدريب والمؤتمرات التابع لطيران  الشرق الأوسط ، ألقى الضوء على الحاجة الملحة لإنشاء شبكة مناطق محمية بحرية (MPA) في لبنان لحماية تنوعه البيولوجي البحري الغني والحفاظ على موارده البحرية، والمساهمة في صحة نظمها البيئية الساحلية على المدى الطويل.

وأوضح بيان ل”الحملة” ، “أن المؤتمر جمع منظمات بيئية لبنانية، مؤسسات علمية، والمجتمعات المحلية التي تتشارك هدفا مشتركا: وهو إنشاء شبكة محميات بحرية متصلة تغطي ما لا يقل عن 30 في المئة من المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان بحلول عام 2030. هذا الهدف هو جزء من استراتيجية شبكة المناطق المحمية البحرية الوطنية التي وضعتها وزارة البيئة في عام 2012، والتي تحدد الخطوات اللازمة لتطوير شبكة محميات بحرية لضمان الحفظ طويل الأجل والاستخدام المستدام لموارده البحرية”.

وركزت رسائل المؤتمر على الحاجة الملحة لتنفيذ هذه الاستراتيجية فوراً، وإنشاء إدارة فعالة وتمويل مناسب للمناطق المحمية الحالية والمستقبلية. وفي إطار النقاشات، شدد المتحدثون على أهمية وقف الأنشطة الضارة مثل التلوث، والصيد الجائر، وتدمير المواطن التي تواصل الإضرار بالنظم البيئية البحرية للبنان.

وأشار البيان الى المطالب الرئيسية والنقاط البارزة:

-العمل لإقرار قانون إدارة المناطق الساحلية المتكاملة (ICZM) وقانون الصيد البحري. هذه القوانين الأساسية حاسمة لحماية النظم البيئية الساحلية والبحرية في لبنان، وتعزيز إدارة الموارد المستدامة ومرونة المناخ. من خلال المناصرة والتعاون والعمل، ستقوم حملة مناصرة شبكة المحميات البحرية بتعبئة جميع الجهود لإعطاء الأولوية وتأمين تمرير هذه القوانين لصالح بيئة لبنان واقتصاده.

-العمل على إقرار محميات ساحلية جديدة بالتعاون مع البلديات المحلية، كما ورد في الاستراتيجية الوطنية للمحميات البحرية لوزارة البيئة لعام 2012، لضمان حماية البيئة البحرية وتعزيز التنوع البيولوجي في المناطق الساحلية.

-إعلان حماية المناطق البحرية العميقة وإنشاء شبكة إدارة موحدة لإدارتها وحمايتها، لضمان استدامة البيئة البحرية العميقة وحمايتها من الأنشطة الضارة، مما يسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري وتعزيز الاستدامة البيئية لتحقيق هدف حماية 30% من بحرنا.

-المطالبة بالإقرار الفوري لقانون إنشاء المحميات في أنفة وجبيل، وهما منطقتان حيويتان للتراث البيئي والتنوع البيولوجي في لبنان. هذه المناطق هامة في الحفاظ على النظم البيئية البحرية والساحلية في لبنان، وتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة.

تضمن المؤتمر ثلاث محاور ندوات  رئيسية:

الندوة 1: المناطق المحمية البحرية في لبنان – التحديات، الإنجازات، والفرص تناولت الوضع الحالي للمناطق المحمية، والدروس المستفادة من المحميات الحالية مثل محمية جزيرة النخيل، ومحميات صور، والتحديات التي يواجهها لبنان في توسيع شبكة المحميات البحرية.

الندوة 2: السياحة الشاطئية وحماية الحياة البحرية استكشفت تقاطع السياحة، والحفاظ على البيئة، وفوائد المناطق المحمية في مناطق مثل “الحمى  الساحلية”، مع التركيز على الممارسات المستدامة ودور المجتمعات المحلية.

الندوة 3: الصيد المستدام والحفاظ على التنوع البيولوجي ركزت على الممارسات المستدامة في مجال الصيد وكيفية دمجها في شبكة المحميات البحرية لضمان فوائد بيئية واقتصادية طويلة الأمد للسكان الساحليين في لبنان.

وفر المؤتمر منصة للجهات المعنية الرئيسية، بما في ذلك ممثلو “عملية البحر الأزرق”، و”جمعية حماية الطبيعة في لبنان”، و”إندي أكت”، و”أصدقاء الطبيعة”، لمناقشة مستقبل جهود حماية البيئة البحرية في لبنان والتعاون في استراتيجيات لوقف الأنشطة البشرية المدمرة في البيئة البحرية اللبنانية.

وأشار البيان  الى ان شبكة المناطق المحمية في لبنان” هو مشروع ينفذه  التجمع اللبناني للبيئة  (LEF)   بالتعاون مع جامعة البلمند، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي. يهدف المشروع إلى إنشاء شبكة فعالة من المناطق المحمية البحرية في لبنان لحماية التنوع البيولوجي البحري والأنظمة البيئية الساحلية من خلال حملة مناصرة وطنية مدعومة بالأدلة العلمية.

ودعت الحملة “ومع استمرار تهديد الأنظمة البيئية البحرية في لبنان من الأنشطة البشرية، إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة من الحكومة اللبنانية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني لحماية هذه الموارد الحيوية والعمل نحو مستقبل مستدام لبحار لبنان”.