ساهمت انفراجات الطقس الواسعة في لبنان، وسطوع أشعّة الشمس منذ ساعات الصباح الأولى وحتى المغيب، في ذوبان الجليد المتكدّس في الساعات الماضية على المرتفعات الشمالية.
كما أذابت أشعّة الشمس ثلج العاصفة الأخيرة الذي تساقط على المناطق المنخفضة، وحصرته صعوداً اعتباراً من ارتفاع 1000 متر وما فوق.
لكن شمالية شباط وصقيعه أدّيا إلى تشكّل لوحات جليدية طبيعية، تعاون في نحتها شمس شباط وصقيعه، لا سيما اعتباراً من ارتفاع 1250 متراً وما فوق.
اللوحات الجليدية تنوعّت أشكالها وأحجامها بحسب غزارة المياه السائلة من جراء ذوبان الثلوج.
وأعاق الجليد الحركة في الجرود صباح الأربعاء، لكن أغلب المدارس فتحت أبوابها بعد يومين من العطلة القسرية، على أن يبدأ الدوام فيها بعد “حماوة أشعة الشمس” أي بعد التاسعة صباحاً.
وجراء موجة الصقيع، ارتفعت صرخة المزارعين الذين أبدوا تخوّفهم من ضياع محصول هذا العام.
وعلى مر السنين، شهد جبل تربل تقلبات مناخية عديدة أثرت على بيئته وطبيعته. لكن الثلوج التي غطت الجبل مؤخرًا تعكس ظاهرة نادرة تثير اهتمام العلماء والباحثين في مجال المناخ. فالمنخفض الجوي “آدم”، أدى إلى تدني درجات الحرارة في المناطق الساحلية العكارية. وتُعد هذه الظاهرة نادرة نسبياً في بعض المناطق الساحلية، حيث أن تأثير البحر عادةً ما يساهم في الحفاظ على درجات حرارة أعلى مقارنة بالمناطق الداخلية. ومع ذلك، فإن الظروف الجوية السائدة خلال هذا المنخفض كانت كافية لتسبب انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة.
يصل ارتفاع جبل تربل إلى حوالى 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، مما يجعله واحدًا من أعلى القمم في المنطقة.
ويتكون الجبل من صخور كلسية وصخرية، مما يساهم في تشكيل المناظر الطبيعية الفريدة التي يمكن رؤيتها هناك. ويتمتع الجبل بمناخ معتدل خلال فصل الصيف وبارد في الشتاء، مما يجعله وجهة مثالية لممارسة الأنشطة الخارجية مثل المشي لمسافات طويلة والتخييم.
وتعتبر تغطية الثلوج لجبل تربل فرصة لتعزيز السياحة الشتوية في المنطقة، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي ويعزز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.