الولايات المتحدة تطوي صفحة انتخاباتها بسرعة.. ولبنان على عتبة مفاعيل الحصار؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية للخميس 7/11/2024

مقدمة نشرة أخبار الـ “أن بي أن” 

يكاد معظم العالم يكون في حال إنتظار لبواكير مرحلة جديدة “دعس” في أمتارها الأولى الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.

ولعل منطقة الشرق الأوسط في رأس لائحة المنتظرين لاستكشاف السيناريوهات المرتقبة لخرائطها السياسية الممهورة بختم الرئيس الأميركي العتيد.

لكن ثمة ترقبا أيضا لفترة الشهرين الأخيرين من عهد جو بايدن حتى العشرين من كانون الثاني المقبل.

وإذا كان كيان العدو الإسرائيلي ممثلا ببنيامين نتنياهو قد لاقى ترامب باستثمار سياسي وتوظيف حربي في الجغرافيا الفلسطينية واللبنانية على وجه الخصوص فإن لبنان الرسمي سيقوم بواجبه البروتوكولي في تقديم التهنئة لترامب بفوزه  إلا أن موقفه لا بد أنه سيتسم بالحذر وسط ترقب ما إذا كان الرئيس العتيد سيترجم وعده بإنهاء الحروب بما يشمل إنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان.

ولبنان الواقع على فالق العدوان إستقبل الحدث الأميركي مضرجا بدماء المئات من الشهداء والجرحى في مجازر متوالية وفي جعبة العدو المزيد إستنادا إلى تهديداته بتوسيع الحرب.

أما أحدث حلقات هذا العدوان فامتدت بصماتها السود من الجنوب وبوابته الشمالية الأولي مرورا بالبقاع وصولا إلى الضاحية الجنوبية ومنطقة الجمهور في جبل لبنان.

لكن كلمة الفصل هي للميدان وفيه يسجل مقاومون أشداء مآثر يومية في مقارعتهم العدو سواء على الجبهة البرية عند الحافة أو عبر هجماتها الصاروخية والجوية على عمق كيان العدو.

على أن أحدث موجة من هذه الهجمات اتسمت بكثافتها كما ونوعا وعمقا واستخدمت فيها صواريخ جديدة من نوع (فاتح110) وطالت أهدافا للمرة الأولى كما هي الحال في استهداف قاعدة عسكرية على مرمى حجر من مطار بن غوريون جنوب تل أبيب.

 

مقدمة الـ “أم تي في” 

لبنان عالق بين شرين: شر قريب يتمثل بإسرائيل، وشر بعيد – قريب يتمثل بإيران.
الشر القريب ليس في حاجة إلى شرح كثير، فإسرائيل تنتهك سيادة لبنان كل يوم، تحتل أراضيه، تهدم قراه ومدنه، وتقتل أبناءه. وهي بعد شهر ونصف الشهر من إعلان حربها على لبنان، لا يبدو أنها ستوقف آلة الدمار والموت.

أكثر من ذلك، كل الترجيحات تشير إلى أن الفترة الفاصلة من اليوم وإلى تسلم دونالد ترامب مقاليد السلطة في أميركا ستكون مرحلة صعبة وساخنة أمنيا وعسكريا في لبنان، هذا إذا لم تتمدد نيران لبنان الى المنطقة.

والدليل على ذلك، ما قاله المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران.
فقائد، ما يسمى بمحور المقاومة ، أعلن أن الجهاد المستمر بقوة في لبنان وغزة وفلسطين، سيؤدي حتما إلى الانتصار.

ويا ليت الخامنئي توقف هنا!!!! بل أكمل حديثه معتبرا أنه انطلاقا من التطورات الجارية والوعد الإلهي، فإن انتصار الحق ومحور الحق وجبهة المقاومة قطعي.
فمن قال للخامنئي إنه يملك حق تقرير مصير لبنان واللبنانيين؟

بل، من أوحى له، أصلا، أن اللبنانيين مستمرون بالجهاد حتى الانتصار؟ ولماذا لا يتكلم الخامنئي باسم إيران قبل أن يسمح لنفسه بالتدخل في الشؤون اللبنانية؟ ولماذا لم يعلن لمجلس خبراء القيادة أن على إيران أن تعد العدة للرد على الهجوم الإسرائيلي الذي ضرب أهدافا محددة في إيران؟ أم أن ايران لا تزال على عادتها القديمة، أي، أنها تفضل تزعم محور المقاومة من بعيد، والقتال من خلال شعوب أخرى ودول أخرى؟

باختصار: إيران، لا مشكلة لديها، ما دامت تحارب باللبنانيين وبالفلسطينيين والغزاويين والعراقيين واليمنيين، من الذين يؤمنون بمبادىء ثورتها.
فإلى متى سيرضى هؤلاء بأن يكونوا مجرد وقود وأدوات في يد المرشد الإيراني؟

البداية من الولايات المتحدة الأميركية، فكيف سيتعامل الرئيس دونالد ترامب  مع الملف الإيراني والحرب الإسرائيلية على غزة؟.

 

*

مقدمة الـ “أو تي في” 

طوت الولايات المتحدة صفحة انتخاباتها بسرعة، فاتصلت هاريس المهزومة بترامب المنتصر، وكذلك فعل الرئيس الحالي جو بايدن، الذي تستمر ولايته حتى أواخر كانون الثاني المقبل، وسط تشديد على انتقال سلمي ومنظم للسلطة هذه المرة، على عكس المشهد الفوضوي في كانون الثاني 2021.

اما لبنانيا، فترقب لأولى خطوات فريق عمل الرئيس دونالد ترامب، حتى قبل تسلمه السلطة، في وقت يحذر كثيرون من مرحلة انتقالية بالغة الخطورة، قد تستغلها اسرائيل لمزيد من التصعيد، قبل موعد المفاوضات الجدية الذي قد لا يحين الا بعد بدء ولاية ترامب.

واليوم، وجه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رسالة إلى الرئيس الأميركي المنتخب هنأه فيها على انتخابه، لافتا إلى أن الالتزامات التي تعهد بها في حملته الانتخابية سيكون لها تأثير إيجابي كبير على المستويين الأميركي والدولي.

وأعرب باسيل عن تقديره للرسالة التي وجهها ترامب إلى الأميركيين من أصل لبناني في 26 تشرين الأول الفائت، خصوصا لجهة موقفه الواضح بشأن الحفاظ على الشراكة المتساوية بين جميع اللبنانيين وتحقيق السلام والاستقرار والرخاء في الشرق الأوسط، وضمان سلامة وأمن شعب لبنان العظيم.

وأكد باسيل أن هذا الموقف يمثل فرصة ثمينة للبنان واللبنانيين. وقال: تماما، هذه هي الرسالة التي نقلناها بوضوح إلى مناصرينا وأصدقائنا الأميركيين من أصل لبناني على امتداد الأشهر الأخيرة…

وفي غضون ذلك، الموت خبر أول في لبنان، على وقع الغارات الاسرائيلية المتنقلة بين المناطق، والمسيرات التي تلاحق السيارات وتصطاد الاشخاص على الطرقات.

وفي آخر الارقام، اعلنت وزارة الصحة ان الهجمات الاسرائيلية على لبنان أسفرت حتى الآن عن استشهاد 3103 شخصا على الأقل وإصابة 13856 منذ تشرين الاول 2023، عدا الدمار الهائل الذي لم يوفر منطقة، فيما محت اسرائيل بلدات وقرى واحياء بأكملها، ما يطرح علامات استفهام على مدار الساعة عن الاهداف الفعلية للحرب.

 

مقدمة الـ “أل بي سي” 

هل دخلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله مرحلة معادلات جديدة وخطوط جديدة؟

الدافع إلى هذا السؤال ما حدث امس، قصف حزب الله جوار مطار بن غوريون في تل ابيب، فردت إسرائيل بضرب جوار مطار بيروت.

هذه المعادلة، إذا صحت، تكون على جانب كبير من الخطورة، تعطيل مطار بن غوريون لا يعطل الملاحة في إسرائيل ، لكن تعطيل مطار بيروت يعطل الملاحة في لبنان ، فيقفل المتنفس الجوي بعد المتنفس البري في المصنع.

معادلات الحروب لا تحتمل التحليل أو الإجتهاد، وإذا استمر التصعيد على هذا المنوال، هل يكون لبنان على عتبة مفاعيل الحصار؟ هذا ليس تهويلا ولا تضخيما للمخاوف، بل سرد الوقائع كما هي، ليتحمل من بيدهم القرار المسؤولية.

ومن تغيير المعادلات إلى تغيير المعالم، وقد يندرج في هذا الإطار القصف الذي بلغ الموقف الخارجي لقلعة بعلبك ,وهو اقرب نقطة من المعابد ,كما استهدف مبنى تاريخيا قريبا من القلعة، معروفا بـ “المنشية”.

ومن المعادلات والمعالم إلى الخطوط، هل بلوغ الغارات الإسرائيلية نهر الأولي في صيدا هو نقل للخط من الليطاني إلى الأولي؟ ام أن الاستهداف لا علاقة له بنقل الخطوط؟ الاستهداف عند الأولي طاول سيارة فيها ثلاثة مواطنين، ما أدى إلى استشهادهم.

حرب الإسناد والمشاغلة تدخل غدا شهرها الثالث عشر، والحرب الفعلية التي بدأت مع تفجير البيجر تدخل يومها الخمسين، ويبدو انها إلى تصعيد ولا هدنة أو اتفاق أو وقف لأطلاق النار في الأفق، على الأقل في الوقت الضائع أميركيا وفي إفادة إسرائيل من هذا الوقت الضائع.

 

مقدمة “الجديد” 

عند الأولي.. النقطة التي تفصل الجنوب عن الشمال رسمت إسرائيل إحداثياتها وبمسيرة واحدة ثلاثية الأهداف ضربت سيارة مدنية واصابت معها حاجزا للجيش وقوة لليونفيل…

استشهد ثلاثة مدنيين وأصيب ثلاثة عسكريين وخمسة ماليزيين من جنود حفظ السلام كانوا ضمن قافلة تابعة لقوات اليونفيل وصلت حديثا إلى لبنان وتتجه إلى مراكز عملها في الجنوب.

أصابت الضربة الجناحين التنفيذيين للقرار 1701 في رسالة بالدم والنار مفادها أن كل من يحاول تخطي حاجز الأولي معرض للاستهداف وضربة الأولي جاءت متممة لرسائل التهجير لنحو خمس وعشرين قرية في جنوب لبنان طالب فيها جيش الاحتلال السكان بالإخلاء الفوري والتوجه إلى شمال نهر الأولي، ليرتفع بذلك عدد البلدات المدعوة إلى الاخلاء إلى مئة وخمس وثلاثين بلدة بالمباشر.

أصابت مسيرات الاحتلال القافلة وعلمها الأممي الأزرق ضمن سلسلة استهدافات لمواقعها الحدودية وأبراج مراقبتها.

وأما قيادة اليونفيل الشاهدة والتي كادت قوتها أن تصبح شهيدة فأصدرت بيان إنعاش ذكرت فيه جميع الأطراف بتجنب الأعمال التي تعرض قوات حفظ السلام أو المدنيين للخطر.

وطالبت بحل الخلافات على طاولة المفاوضات وليس من خلال العنف ومجرم الحرب يخبط خبط عشواء يقتل المدنيين يمحو تاريخا وذاكرة يبيد قرى ويدمر بيوتا ارتبطت بسيرة مناضليها كما فعلت بمنزل طبيب الفقراء في الخيام شكرالله كرم المناضل الذي رص صفوف المقاومين وشد من همم الأهالي للبقاء وللصمود وللدفاع… وقال لهم أنا هنا معكم باق في بيتي، وعيادتي مفتوحة، ولن اغادر مهما حصل فاغتالته إسرائيل في عيادته عام سبعة وسبعين…

وبمفعول رجعي عن ثأر قديم لمواقف الأمس تقتل إسرائيل الخيام اليوم تماما كما قتلت “منشية” بعلبك جارة القلعة والضاربة في عمق تاريخ والتي عمرت فوق حجارتها أعواما تفوق عمر نشوء الكيان بأعوام…

وللمنشية توأم البالميرا الذي احتضن في مواسم العز ملوكا ورؤساء ونجوما وحجز لفيروز.. “ليل وأوضة” غير منسية، وعلى “دراج بعلبك” صار مقام الصوت أرفع من “عواميد القلعة” التي هزتها صباح “بالأووف المشهود”، عند هذا التاريخ، أفرغت إسرائيل نارها لتقتل ذاكرة وتهدم تاريخا لا يزال معلقا على الهياكل ونائما بين معابد الآلهة…

لم ترتو إسرائيل من قتل البشر والحجر وهي ماضية في استثمار الوقت الضائع بين ولايتين ديمقراطية وجمهورية وبعدما هدأ غبار المعركة الرئاسية الأميركية فتحت صفحة جديدة في دفتر الحساب للمقايضة مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادم لولاية ثانية على إرث الاعتراف “بسيادة” إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وغيرها من الملفات…

وإلى حين انقشاع رؤية ترامب 2024 مسبوقة باستصدار سجل لا حكم عليه بقضايا جنائية فإن الداخل الإسرائيلي يغلي على نار بنيامين نتنياهو وتشكيلاته الحكومية وتغيير ضباطه في الحرب.

فقد برزت اليوم مشكلة دبلوماسية بين حكومة نتنياهو والخارجية الفرنسية التي رفض وزيرها دخول كنيسة تديرها باريس في القدس بوجود الشرطة الإسرائيلية بعدما أوقفت عنصرين من الدرك الفرنسي شرطة على باب كنيسة لم تحتملها باريس، فكيف باحتلال أرض وتنكيل بشعب منذ ثمانية وسبعين عاما أم هي مسألة فيها نظر؟