الأنظار الإثنين إلى قصر العدل.. و”الضفة” نار تحت الرماد؟

مقدمات نشرات الأخبار المسائية للأحد 8 أيلول 2024

هل بركانُ الضفة الغربية اقترب من الأنفجار قبل أن يهمد بركان غزة وجنوب لبنان؟ هل حادثة جسر الملك حسين أو جسر اللنبي فردية ٌ ومعزولة في الزمان والمكان، أم مؤشرٌ إلى نقل المعركة إلى الضفة الغربية من بوابة الأردن؟ الضفة الغربية منذ قرابة الشهر نار تحت الرماد ، فهل تكون حادثة اليوم الشرارة؟ حماس لم تعلن مسؤوليتها لكنها رحبت، ورئيس الوزراء الاسرائيلي لمَّح إلى حماس وإلى دور إيراني.

الحادثة ان اردنيًا يستقل شاحنة آتية من الأردن، فتح النار قرب جسر الملك حسين بين الضفة والاردن فقتل ثلاثة إسرائيليين قبل أن يقتله حرس الجسر. وفيما الأردن فتح تحقيقًا، فإن إسرائيل بلسان نتنياهو ألمحت إلى حماس ، حيث قال: المهاجم ارهابي استلهم “أيديولوجية قاتلة تدعمها إيران. في المقابل أشادت حماس بالهجوم لكنها لم تعلن مسؤوليتها عنه.

لبنانيًا، الانظار غدًا إلى قصر العدل حيث يمثل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة أمام قاضي التحقيق الاول في بيروت بلال حلاوي.

لبنانيًا ايضًا، قفز أرنب من كمِّ الرئيس نبيه بري، فقفز فوق رئاسة الجمهورية ليصل إلى الانتخابات النيابية، علمًا أن موعدها بعد سنة وثمانية أشهر، فيما انتخابات رئاسة الجمهورية تأخرت سنة ً ونصف السنة.

عنوان الأرنب هذه المرة أن “القانون النافذ لا يصلُح للتطبيق لأننا ملزمون انتخابَ ستة نواب للاغتراب،  لم يُصَر بعد الى تحديدهم وتوزّعهم على الطوائف والقارات”.

من الآخر “حلّوا عن المغتربين” ليس المغتربون بقرة حلوب، إنهم ما تبقَّى بعدما طيَّرتم السياحة، والخدمات، لم يعُد هناك من مصدر للعملة الصعبة إلا هذا المغترب الذي عقله حيث هو مغترِب، وقلبه على عائلته وإهله ووطنه، يأتي مَن يُمنِّنه بمقاعدَ أو بمشاركة، وفات مَن يُمننُه أن مغتربين تبوأوا حيث هُم مناصبَ رئاسية وحكومية ونيابية.

أمامنا سنة ٌونصف سنة لتوزيع مقاعد المغتربين وإسقاط ذريعة أن “القانون النافذ لا يصلح للتطبيق” … فماذا انتم فاعلون في السنة ونصف السنة؟ إنتخبوا رئيسًا وأنجزوا المراسيم التطبيقية بعد ذلك ؟ أما إلهاء اللبنانيين والمغتربين بهذا الملف الذي ليس أوانه، فليس سوى هروب إلى الامام، والقفزِ من فشل إلى فشل.

هذا اليومُ صعب… هو التوصيف الذي انطلق على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد عملية اطلاق النار التي نفذها سائق شاحنة أردني على معبر الكرامة بين المملكة الهاشمية والضفة الغربية المحتلة وأسفرت عن مصرع ثلاثة صهاينة. وفي معرض هذا التوصيف لم يـَفـُت نتيناهو استحضار طهران عندما قال: نحن محاطون بأيديولوجية قاتلة يقودها ما نـَعـَتـَه بمحور الشر الإيراني.

وعلى المقلب المقابل كانت فصائل المقاومة الفلسطينية تشيد بعملية معبر الكرامة وترى فيها أصدق تعبير عن نـَبـَض الشعب الأردني خصوصـًا والشعوب العربية عمومـًا. وعندما أطلق نتنياهو مزاعمه عن “أيديولوجية قاتلة لدى محور الشر الإيراني” إنما كان يحاول التغطية على أيديولوجيته في القتل والتهجير والتدمير الممنهج في قطاع غزة على وجه الخصوص. هناك دخلت حربه المجنونة شهرها الثاني عشر بمزيد من المجازر المنتشرة على مساحة العديد من مدارس إيواء النازحين ودُور العبادة وما تبقـّى من صروح طبية واستشفائية.

هذا الإجرام الإسرائيلي يدور دورتـَه من دون ان تلوح في الأفق بشائر هدنة وشيكة رغم محاولات الوسطاء. أما آخر جولات هذه المحاولات فقد اصطدمت بإصرار نتنياهو على إبقاء قوات الاحتلال عند محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر. لكن الولايات المتحدة تحاول الإيحاء بأنها لم تستسلم لفشل المساعي إذ أعرب مدير الـ (CIA) بيل بيرنز عن الأمل في تقديم مقترح أكثر تفصيلاً لاتفاق هدنة في الأيام المقبلة. وبحسب وسائل إعلام عبرية فإن قائد القيادة الوسطى الأميركية مايكل كوريلا سيصل اليوم إلى تل أبيب للتباحث في صفقة التهدئة وسد الفجوات في قضية محور فيلادلفيا. ورغم حديث المصادر العبرية نفسها عن أجواء تشاؤم بشأن التوصل إلى صفقة فإنها تؤكد أن المقترح الأميركي المحدّث سيقدَّم خلال أربع وعشرين ساعة لكن الواشنطن بوست نقلت عن مصادرها أن تقديم هذا المقترح النهائي لحماس وإسرائيل أرجئ إلى أجلٍ غير مسمّى.

وفي ما يتصل بالجبهة اللبنانية لا عناصر جديدة في المشهد الميداني الذي كان قد تـَصـَدَّرَه في الساعات الأخيرة الاعتداء الجوي الإسرائيلي على أفراد الدفاع المدني في بلدة فرون ما أسفر عن استشهاد ثلاثة منهم الأمر الذي ردت عليه المقاومة بسلسلة هجمات صاروخية على مستعمرات في الشمال الفلسطيني المحتل. ومن المقرر ان تجري مراسم التشييع الرسمي للشهداء الثلاثة عصر غد الاثنين.

أما في مسلسل التهويل على لبنان فقد نقلت صحيفة معاريف العبرية عن نتنياهو قوله إنه أصدر تعليمات إلى الجيش وجميع قوات الأمن بالإستعداد لتغيير الوضع في الشمال. وفي السياق نفسه نقل عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن المعركة في لبنان آخذة بالإقتراب.

في لبنان الاسبوع الطالع حافل ومفصلي. قضائيا، غدا يبدأ قاضي التحقيق الاول في بيروت التحقيق مع رياض سلامة. الجلسة الاولى مهمة لانها ستحدد مسار الادعاء ، ومصير حاكم مصرف لبنان السابق. والمعلومات المتقاطعة تفيد بان جلسة الغد ستكون جلسة استجواب فعلية اي انها ليست شكلية بتاتا، وأنّ توجه القاضي بلال حلاوي هو لاصدار مذكرة توقيف وجاهية في حق سلامة في نهايتها. مع الاشارة الى ان قصر العدل في بيروت سيشهد تدابير واجراءات امنية استثنائية تتولاها قوى الامن الداخلي، وذلك لتأمين سَلَامة حاكم مصرف لبنان السابق، ولعدم النفاذ من اي ثَغَرة محتملة لتصوير سلامة، كما حصل عند توقيفه احترازيا واقتياده مخفورا الى مقر قوى الامن الداخلي.

رئاسيا، الامور بدأت تتحرك، وان ببطء وحذر شديدين. فاللجنة الخماسية تعاود اجتماعاتها الدورية بدءا من السبت المقبل، لكن هذا لا يعني بتاتا انها تملك خريطة طريق واضحة ومتكاملة للمرحلة المقبلة. جُل ما تريد ان تفعله في مرحلة اولى تحريك الملف الجامد، وملاقاة الرئيس نبيه بري في الاتصالات التي يجريها، والتي وصلت الى حد طرح عدد من الاسماء يقول البعض انها ثلاثة، فيما يفضل البعض الاخر عدم حصرها بعدد معين.

لكن الموضوع الاخطر يبقى ما يحصل في الجنوب. اذ بات واضحا ان اسرائيل ستنقل معركتها الى الحدود مع لبنان عاجلا ام آجلا. وهو ما اعلنه نتانياهو صراحة. اذ نقلت عنه صحيفة معاريف الاسرائيلية قوله إنه اصدر تعليمات للجيش الاسرائيلي باجراء الاستعدادات اللازمة لتغيير الوضع القائم على الحدود مع لبنان. لكن التهديد الاقوى هو ما صدر عن عضو الكنيست نيسيم فاتوري، الذي زعم ان اسرائيل تعرف اين يقيم الامين العام لحزب الله ، وانها قد تقضي عليه اذا لم يكن هناك خيار آخر.

معه حق المطران عودة في ما قاله اليوم: في السياسة اللبنانية لم يعد للوقت قيمة.
فأين قيمة الوقت، وقد مضت على الفراغ الرئاسي سنتان تقريباً، وغالبية الكتل النيابية تتفرج على الأزمة، وكأنها تجري في بلد آخر، مترقبة حراكاً خارجياً مشكوراً، ولو أنه عائد إلى دائرة الضوء الإعلامية، بلا نتائج مضمونة.
أين قيمة الوقت، وإدارة البلد رهن حكومة لا شرعية، تبدع في فنِّ إضاعة الوقت، وترتكب التباديع في كل ما يمس الميثاق والدستور وأبسط مقومات الحياة.

أين قيمة الوقت، والانهيار المالي مستمر، والقوانين البديهية في مثل هذه الحالة حول العالم، نائمة في ادراج مجلس النواب، ولاسيما بعض اللجان، وإذا خرجت من بعضها الآخر، أتى خروج أكثرها مشوهاً غير قابل للتطبيق.
أين قيمة الوقت، والسياسيون يسرقون أعمار اللبنانيين وأحلامهم ويهدرون أموالهم ويفككون إداراتهم ويضعفون مؤسساتهم ويعطلون الإستحقاقات لأسباب يعرفونها، سأل المطران عودة، ليلاقيه البطريرك الراعي بوصف الفراغ الرئاسي بالمتعمد، الذي يترك تداعيات سلبية كبيرة على المستوى الوطني، مندداً بتفكك الإدارة واستباحة القوانين والأعراف، وصولاً إلى استهداف مواقع ومراكز مسيحية تمهيدًا لقضمها، ما بات يهدد صيغة المشاركة والمناصفة في الحكم والادارة.

لكن، فيما اللبنانيون على غرقهم في المستنقع المحلي، التفجر الاقليمي على حاله، حيث سرقت الاضواء اليوم عملية نفذها اردني قتل ثلاثة اسرائيليين عند معبر اللنبي، ليعيد خلط الاوراق ويدفع برئيس الوزراء الاسرائيلي الى وصف اليوم بأنه صعب. غير ان بنيامين نتنياهو الذي جدد تهديداته لحماس، استثمر في العملية، لينقل الاهتمام نحو الجبهة مع لبنان، حيث جدد وصف حزب الله بأنه الذراع الأقوى لإيران. وأعلن، خلال الاجتماع الأسبوعيّ لحكومته، أنّه أصدر تعليمات للجيش وقوات الأمن بالاستعداد، لتغيير الوضع في الشمال، اذ لا يوجد احتمال لاستمرارنا بهذا الوضع، قال نتنياهو، ونحن ملزمون بإعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وخلص الى انه في الشرق الأوسط “بدون سيف لا يوجد خلود”.

عندما وقع فك الارتباط بين الأردن والضفة الغربية عام ثمانية وثمانين في عهد الملك الحسين بن طلال انما حصل ذلك على الورق وبطلب من منظمة التحرير لكن الاردن ظل شعبيا على صلة الروح مع الضفة وكل فلسطين وما رصاصات إبن قبيلة الحويطات اليوم سوى تفريغ غضب عن سابق ابادة اسرائيلية بحق جيران الاردن ماهر الجازي, ليس اسما او حالة او رجلا يهوى قنص المعابر, ماهرا كان في الدخول عبر اللنبي واكثر مهارة في صنع اسم للتاريخ ورثه عن اجداد مقاومين وعشيرة نشأت على “الكرامة” معبرا وتعبيرا وإن بالروح وفي ردود الفعل أغلق الامن العام الاردني جسر الملك حسين أمام حركة السفر إثر إغلاقه من الجانب الاسرائيلي لإشعار آخر فيما أعلنت وزارة الداخلية الأردنية أن الجهات الرسمية باشرت التحقيق في الحادثة ووصف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو اليوم بالصعب منددا بمنفذ العملية، وقال إنه “إرهابي حقير” استلهم “أيديولوجية قاتلة” تتزعمها ايران وهذا الارهابي بالتوصيف الاسرائيلي هز أمن نتنياهو ومعابره وعبر الجسر من دون خوف وهو العارف أنه يتوجه للموت وعند معبر اللنبي، وبصمت وصفاء، انطلق الأردن ليزرع في الأوداء موسمه القدسيا ليس غريبا على قبائل ونشامى وأبناء عشيرة وجيران الدولة المحتلة ان يقدموا على هذا الفعل وهم لن يكونوا في حاجة الى ايران ومحاور لإثبات نسبهم وسلالتهم المدافعة عن الارض، فيما اسرائيل هي المطالبة بتبرير هذا الدعم الاميركي سلاحا وعتادا ومالا ثم تفشل في حرب مستمرة لشهرها الثاني عشر.

تهديدات نتنياهو في حادثة اللنبي طالت لبنان، مطلقا الوعد للمرة المئة بتغيير الوضع ونقلت صحيفة معاريف عن نتنياهو قوله إنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي وجميع قوات الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع في الشمال واضاف أن الحكومة الاسرائيلية ملزمة باعادة جميع السكان الى منازلهم بأمان ومن يبحث عن حرب في جبهة لبنان ليس قادرا على السيطرة في جبهته الداخلية عندما خرج له سبعمئة الف متظاهر بالامس ووصفوه بالفاشل والقاتل للاسرى وهتفوا للمطالبة بإيقاف الحرب وإبرام صفقة تبادل للأسرى ولبنان الحاضر بمقاومته جنوبا يستنفر غدا في جبهته القضائية مع حضور حاكم المركزي السابق رياض سلامة جلسة استجواب لدى قاضي التحقيق الاول في بيروت بلال حلاوي اما الاستنفار الرئاسي فمعلق على موعد الخماسية منتصف الشهر مسبوقا بحراك للنواب الاربعة الخارجين من صفوف التيار، اذ تكشف معلومات الجديد أنهم ينطلقون يوم الاثنين في سلسلة لقاءات بعيدة عن الاعلام مع نواب مستقلين إضافة الى لقاءين مع كتلتين بارزتين في مسعى لبلورة ما سمي باللقاء التشاوري وهم التمسوا عطوفة سياسية اليوم من عظة البطريرك الراعي الذي عول على الحراك الداخلي والخروج من الارتهان الخارجي لبعض الكتل غير أن واحدا من الاربعة سيتم ضبطه الليلة وقد تجند وتطوع  في صفوف تمويل حملة ميشال المر على قناة الجديد الياس ابو صعب .. واصدار النشرة .. خلال هذه النشرة.