جعجع: محور “الممانعة” فشل في فرض مرشحه

أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن عدم ذكره لـ”اتفاق الطائف” في خطابه بعد قداس شهداء المقاومة اللبنانية كان ناتجاً عن السياق المحدد للخطاب، حيث فضل التركيز على مواضيع تتماشى مع السياق بدلًا من إدراج قضايا قد تكون غير ملائمة للموضوع المطروح.

وأشار إلى أن حزب “القوات اللبنانية” كان من أكبر المدافعين عن “اتفاق الطائف” واعتبر أن لديهم كل الأسباب للتشبث بالاتفاق، رغم الواقع الحالي الذي لا يزال يظهر عدم وجود دولة فعلية في لبنان بعد 34 سنة من تنفيذ الطائف.

ولفت جعجع إلى أن الدستور اللبناني ليس نصًا مقدسًا لا يمكن تغييره. وقد أبدى استعداد الحزب لمناقشة أي تعديلات إذا لزم الأمر، لكنه انتقد بعض الأجندات التي تهدف إلى تغيير النظام وفقاً للأرقام والإحصاءات، معتبرًا أن التعديلات يجب أن تتم ضمن الأطر القانونية والدستورية الصحيحة.

وانتقد جعجع الوضع السياسي في لبنان، واصفاً إياه بـ”المخربط” حيث تتجاوز القرارات الدستورية ويتم التعامل مع الأزمات بطرق غير منظمة.

وذكر أن هناك تخبطاً في التعامل مع شغور منصب الرئاسة والاختراعات الجديدة التي تُطرح في كل ساعة، مما يعكس عدم استقرار النظام.

واعتبر جعجع أن تدخل “حزب الله” في النزاع بعد الهجوم من غزة في تشرين الأول 2023 كان خطأً استراتيجياً، لأنه منح “إسرائيل” ذريعة للتصعيد ضد الحزب.

وأوضح أن “إسرائيل” لم تكن تفكر في البداية في مواجهة “حزب الله”، لكن التدخل فتح المجال أمامها لتوسيع عملياتها.

كما انتقد جعجع بشدة الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، مشيراً إلى أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل أعباء وجود مليوني لاجئ سوري.

وأوضح أن العديد من هؤلاء اللاجئين يتلقون مساعدات تفوق دخلهم في سوريا، مما يجعلهم يفضلون البقاء في لبنان بدلاً من العودة إلى بلادهم.

واعتبر أنه من الضروري اتخاذ الدولة اللبنانية موقفًا حاسمًا بخصوص هذه القضية.

وتحدث جعجع عن محاولات “محور الممانعة” للسيطرة على مفاصل الدولة، خاصة رئاسة الجمهورية.

وأوضح أن هذا المحور فشل في فرض مرشحه، سليمان فرنجية، مشيراً إلى أن “محور الممانعة” لم يستطع تحقيق الأغلبية المطلوبة، في حين حصل مرشح “القوات” جهاد أزعور على 59 صوتاً في الجلسة الانتخابية، مما يدل على قدرة الحزب على تحقيق نتائج جيدة في مواجهة المحور.

وأشار جعجع إلى أنه مستعد للتوصل إلى تسوية مع “حزب الله” إذا قام الحزب بتغيير مساره وتحول إلى حزب لبناني تقليدي بدلاً من كونه تنظيماً عسكرياً تابعاً لإيران.

ورفض جعجع أي تسوية طالما استمر الحزب في تنفيذ استراتيجية إيران في لبنان.

ورد جعجع على معادلة البعض التي تقول إن المسيحيين أصبحوا 30% من السكان وعليهم تقبل ما يفرض عليهم، قائلاً إن الدستور اللبناني ليس مبنياً على الأرقام.

ولفت إلى أنه لا يزال ملتزماً بحماية حقوق المسيحيين وضمانها ضمن إطار الدستور اللبناني.