أجرى العلماء دراسة شاملة للأبحاث التي أجريت على الأشخاص المعمرين، هدفها تحديد العوامل المشتركة بينهم، التي ساعدت على إطالة عمرهم.
وقد درس الباحثون بصورة مفصلة 34 دراسة مكرسة للمعمرين، الذين عاشوا أكثر من 100 عام وازداد عددهم من 151 ألف في عام 2000 إلى 573 ألف في عام 2021، من أجل تحديد العوامل التي تساهم في إطالة العمر.
وتبين للباحثين أن معظم المعمرين يتبعون نظاماً غذائياً متنوعاً ومتوازناً، حيث يحصلون في المتوسط على 57-65 بالمئة من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات ومن 12-32 بالمئة من البروتين و27-31 بالمئة من الدهون. وأن نظامهم الغذائي يحتوي على منتجات الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات ومنتجات غنية بالبروتين (لحم الدواجن والأسماك والبقوليات). وأنهم يتناولون كمية قليلة من اللحوم الحمراء ويستهلكون الملح بكميات ضئيلة.
واتضح للباحثين أن المعمرين يصابون بالأمراض المزمنة في وقت متأخر جداً مقارنة بالأشخاص العاديين، ولكن أكثر من نصفهم يعانون من ارتفاع مستوى ضغط الدم والخرف وضعف الإدراك. وأنهم يتناولون 4.6 أدوية أي أقل بدوائين في المتوسط من الأشخاص العاديين.
كما ظهر أن 68 بالمئة من الأشخاص الذين عاشوا 100 سنة وأكثر كانوا راضين عن نوعية نومهم وينامون 7-8 ساعات في الليل. وللعلم أن النوم الجيد يعزز منظومة المناعة والقلب ويساعد على تخفيض مخاطر السمنة وارتفاع مستوى ضغط الدم وداء السكري. وأن 75 بالمئة منهم فيعيشون في المناطق الريفية. ويعتقد الباحثون أن العيش في المناطق الخضراء يساعد على تخفيض خطر الإصابة بالاكتئاب وارتفاع مستوى ضغط الدم والنوع الثاني من داء السكري وأمراض القلب.
وأظهرت الدراسة، أن غالبية المعمرين لا يدخنون ولا يتناولون الكحول ويمارسون نشاطا بدنيا واجتماعيا.
ووفقاً للباحثين، بالطبع هذه القواعد لا تضمن بقاء الشخص على قيد الحياة 100 عام. كما تبين أن لبعض المعمرين عادات سيئة، ولكن مع ذلك اتضح أن تأثير نمط الحياة في طول العمر يزيد عن 60 بالمئة.