| مرسال الترس |
يروي متابعون لحركة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، أن هاجسه الدائم، وقبل وصوله إلى رئاسة “التيار البرتقالي” بدعم عمه المطلق رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، هو للوصول إلى كرسي قصر بعبدا.
عقدة باسيل الأساسية في الطريق إلى بعبدا هي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الذي سبقه الى قلب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي قطع، بالتحالف والتضامن مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعداً لفرنجية بدعمه ليكون هو المرشح المحوري لـ”الثنائي الشيعي” في معركة الرئيس الرابع عشر للجمهورية في لبنان.
ولكن باسيل، الطموح بلا حدود إلى “كل شيء”، ظنّ أنه بحصوله على كتلة مسيحية، سيستطيع التأثير على وعد السيد نصر الله لفرنجية. ولذلك، وضع نصب عينيه مسألة معارضة وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، وبدأ بتنفيذ استراتيجية لهذا الهدف، وطرح المبادرات التي تمكّنه من “إسقاط” ترشيح فرنجية، حتى بدا وكأنه مستعد لأية خطوة من أجل تحقيق طموحه. ما دعا النائب جهاد الصمد ليصفه بأنه “نرجسي وشرير.. وما بيعرف مصلحتو”.
فجبران خسر ثقة حليفه “حزب الله” الذي فعل المستحيل لتأمين أكبر كتلة مسيحية لـ”التيار البرتقالي” واضعاً حلفاء آخرين، ومنهم تيار “المردة”، على لائحة انتظار الدعم، كي يستطيع باسيل الوقوف بوجه حزب “القوات اللبنانية” ورئيسه سمير جعجع. إلاّ أن باسيل صنّف ذلك الدعم في خانة “الواجب” من الحلفاء لبعضهم، ولكنه تناسى هذا المبدأ عندما انتظر منه “حزب الله” السير بدعم ترشيح فرنجية!
كما خسر جبران ثقة جعجع الذي وقّع وإياه “اتفاق معراب” لدعم وصول العماد عون إلى الرئاسة، لا بل إن الأمور بينهما وصلت إلى اتهامات بالكذب والرياء. وكذلك خسر ثقة باقي الأحزاب في المعارضة، ابتداء من “الكتائب” الى “الوطنيين الاحرار” مروراً بكتلة “تجدد” و”حركة الاستقلال” ومعظم النواب المستقلين، حتى صحّ فيه القول المأثور أنه خرج من المعركة “لا مع سيده بخير ولا مع سته بخير”!
اللافت أن بعض الأوساط، ما زالت تراهن على أن صهر الجنرال سيسلك “الطريق الصحيح” عند الضرورة لأنه لم يُبقِ له صاحب، ولكن الذين يعرفونه عن قرب يؤكدون أنه يفضّل لعبة “الروليت الروسية”، وبخاصة عندما يكون المسدس محشواً بمعظم فتحاته، وهذا ما لمسه كثيرون أثناء توليه رئاسة “التيار الوطني الحر”!