أعلن تنظيم “داعش”، الخميس، أن مجلس شورى التنظيم استقر على مبايعة “أبو الحسن الهاشمي القرشي” كخليفة جديد، موضحاً أن الكشف عن هوية الزعيم الجديد غير متاح حالياً.
واعترف “داعش” بمقتل زعيمه “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي”، والمتحدث الرسمي باسمه “أبو حمزة القرشي”.
ودعا المتحدث الجديد باسم التنظيم “أبو عمر المهاجر”، في كلمة صوتية وجهها، كافة عناصر التنظيم إلى مبايعة الزعيم الجديد للتنظيم، ومواصلة عملياتهم ضد خصومهم.
وقال “المهاجر” إن آخر إنجازات “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي” كان إطلاق سراح عدد من عناصر التنظيم في سجن غويران بالحسكة، من أيدي قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
ولفت إلى أن اختيار “أبو الحسن الهاشمي القرشي” جاء امتثالاً لوصية “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي”.
وكان أبو الحسن الهاشمي القرشي، أحد 5 مرشحين لتولي قيادة “داعش”، بعد مقتل زعيمه السابق إثر عملية أمنية أميركية في الأراضي السورية، في 3 شباط/فبراير الماضي.
ويشبّه البعض “الخليفة” الجديد لـ”داعش” بأنه مثل “الصندوق الأسود”، ويخضع لعملية التمويه التي يمارسها “داعش” في السنوات الأخيرة، عبر منح قياداته الرئيسية عددا كبيرا من الأسماء والكنى، في محاولة لحماية هوياتهم الحقيقية من أجهزة الاستخبارات.
وكان المرشحون الأربعة لقيادة داعش هم: “أبو مسلم” وهو أحد القيادات الرئيسية في مدينة الأنبار. “أبو خديجة”، و”أبو صالح”، وهما من قيادات الصف الأول الذين كانوا مقربين من زعيم التنظيم الأسبق أبو بكر البغدادي، إضافة إلى القائد الميداني “أبو ياسر العيساوي” الذي تتضارب الأنباء حول مقتله.
أما المرشح الخامس الذي أصبح زعيماً للتنظيم بالفعل، فهو “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، وهو عراقي يقول التنظيم إنه قرشي النسب، لإضفاء شرعية على اختياره، لأن “داعش” يشترط القرشية فيمن يتولى منصب القيادة.
و”أبو الحسن الهاشمي” هي كنية ثانية لـ”زيد العراقي”، أمير ديوان التعليم سابقا في التنظيم، وهو يختلف عن “أبو زيد العراقي” أحد القيادات الميدانية في “داعش”.
ويلقب “أبو الحسن الهاشمي” أو “زيد العراقي”، أيضا بـ”أستاذ داعش”، لأنه كان يتولى إمارة ديوان التعليم في التنظيم وقت بسط الأخير سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق وإعلان خلافة مزعومة.
وعادة ما يعرف زعماء داعش بأكثر من كنية، فـ”أبو بكر البغدادي” هو نفسه “إبراهيم عواد البدري” و”أبو دعاء السامرائي”. كما أن “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي” هو نفسه “حجي عبد الله قرادش” و”أبو عمر قرادش”.
ويُعد “الخليفة” الجديد للتنظيم “زيد العراقي” أحد قيادات الصف الأول القلائل المتبقين على قيد الحياة، وجميعهم منحدرون من العراق ويعرفون بـ”الأمراء العراقيين” داخل التنظيم، ويتحكمون في كل شيء داخله ويديرون العمليات الميدانية.
وتدرج “زيد العراقي” على مدار سنوات داخل تنظيم “داعش”، وتولى مناصب أمير ديوان القضاء والمظالم، والمسؤول عن إمارة المكتب المركزي لمتابعة الدواوين الشرعية، وأمير ديوان التعليم، ويعد أحد القيادات التي تصف نفسها بـ”الشرعية”، أي الدينية، داخل التنظيم.
كما أن “الخليفة” الجديد يعد من قيادات الصف الأول المقربة من مؤسس التنظيم وزعيمه الأول، “أبو بكر البغدادي”.
ويأتي إعلان التنظيم بعد إعلان الولايات المتحدة مطلع شباط/ فبراير الماضي، اغتيال “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي” في ريف إدلب الشمالي.
وبرغم أن “القرشي” استمر في قيادة التنظيم نحو عامين وثلاثة أشهر، فإن تنظيم الدولة فضل عدم الكشف عن هويته.
على مدى 27 شهرا التي قضاها كزعيم لتنظيم “داعش”، ظل أبو إبراهيم القرشي بعيداً عن الأنظار، ولم يُصدر أي تصريحات أو مقاطع الفيديو، مثل سلفه أبو بكر البغدادي، كما لم يجر أي اتصال عام مما جعل من الصعب تتبعه.
لكن في الأسابيع الأخيرة التي سبقت العملية الأميركية لاغتياله، كسر القرشي هذا الغطاء عندما أشرف على هجوم شنه “داعش” على سجن غويران في مدينة الحسكة شمال سوريا، لتحرير عناصر التنظيم.
قد فتح أمر مقتل “القرشي” لأسئلة حول آلية عمل التنظيم الحالية. وكما كان مقتل البغدادي محطة للانتقال من التركيز إلى التشتت، يمكن أن يؤدي مقتل “القرشي” إلى تعزيز اللامركزية في التنظيم، أي أن يمنح أذرعه مساحة أكبر لحرية الحركة واتخاذ القرار، بحيث يصبح قرار هذه الأذرع ليس مرتبطاً بتخطيط مركزي أو لمراجعة من القيادة في سوريا والعراق.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد أعلن في 29 حزيران/ يونيو 2014، أن “أبو بكر البغدادي” أصبح خليفة للمسلمين، ولم يفت التنظيم أن من شروط الخلافة أن يكون الشخص من نسل النبي محمد عليه الصلاة والسلام، أي عربياً قرشياً. ونشر التنظيم نسب “أبو بكر البغدادي”، قائلا إن اسمه إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري انتهاء إلى كامل نسله عند الإمام علي بن أبي طالب، وزوجته فاطمة بنت النبي محمد.