هجمات البحر الأحمر ترفع تكاليف الشحن.. هل يتأثّر لبنان؟

| ناديا الحلاق |

مع تصعيد “الحوثيين” في اليمن هجماتهم على السفن التي تتاجر مع “إسرائيل” ترتفع تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر وقناة السويس التي تمثل 12% من حركة الشحن العالمية، بعد أن غيّرت السفن مسارها تجنباً للهجمات.

وكانت إدارة “معلومات الطاقة الأميركية” أفادت أن الشحنات العالمية من النفط الخام والوقود التي تعبر رأس الرجاء الصالح بين آسيا والشرق الأوسط والغرب زادت بنسبة 47% منذ بدء الهجمات على السفن في البحر الأحمر.

وقد لجأت السفن إلى استخدام هذا المسار الأطول لتجنب هجمات الحوثيين في اليمن، ما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن.

وكان حوالي 12% من حركة الشحن العالمية يمر سابقاً عبر البحر الأحمر وقناة السويس المصرية.

وذكرت إدارة “معلومات الطاقة” أن بيانات تتبع السفن من فورتكسا أظهرت أن حوالي 8.7 مليون برميل من النفط الخام والمنتجات المكررة، عبرت طريق جنوب القارة الأفريقية يومياً خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، مقارنة بمتوسط 5.9 مليون برميل يوميًا خلال عام 2023.

كيف سيؤثر ذلك على لبنان؟

الخبير في أسلحة الدمار الشامل والقانون الدولي أكرم كمال سريوي قال لموقع “الجريدة” إنه قد فشل تحالف “حارس الازدهار” في تأمين الحماية للسفن التي تعبر عبر باب المندب، وأشعل التحالف حرباً في البحر الأحمر كان بغنى عنها، فهي لم تُحقق أي مكاسب أو نتائج إيجابية. فالتحالف جعل المواجهة مباشرة مع الحوثيين، بهدف حماية السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة، فقام الحوثيون بتوسعة دائرة استهدافهم للسفن. وبعد أن كانوا قد أعلنوا عن استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة فقط، بدأوا باستهداف السفن التابعة لدول التحالف العسكرية والمدنية”.

وأضاف سريوي: “هذا الواقع أثر بشكل كبير على حركة التجارة العالمية، ومن الطبيعي أن تكون دول الشرق الأوسط وأوروبا من أكثر الدول تضرراً، خصوصاً الدول المصدّرة للنفط في الخليج العربي، والدول الأوروبية المستوردة له”.

بالنسبة للبنان لم تتأثر حركة التجارة كثيراً كون السفن التي تدخل الموانئ اللبنانية، تابعة لشركات لا يتم اعتراضها من قبل الحوثيين، وهي ما زالت تمر عبر باب المندب وقناة السويس. من ناحية ثانية زادت حركة تجارة الترانزيت، عبر مرفأي بيروت وطرابلس، نحو دول الخليج خاصة نحو العراق، بحسب سريوي.

وبلغت التكلفة العسكرية لمهمة “حارس الازدهار” أكثر من 3 مليار دولار، وفق التقارير الأوروبية والأميركية.
وأكد أن “دوران السفن حول أفريقيا، تأثّرت به الدول الأوروبية ودول الخليج بشكل رئيسي، لكن تأثيره على لبنان كان بسيطاً”.

وتابع: “كان يمكن للبنان أن يستفيد من الوضع الناشئ في البحر الأحمر، لكن الدمار الذي أصاب مرفأ بيروت، إضافة إلى عدم وجود سكك حديد، وضعف البنى التحتية، وعدم انجاز الاوتوستراد العربي بين بيروت والبقاع، كل ذلك يعيق حركة النقل البري”.

وأضاف: “كما أن قانون قيصر والعقوبات المفروضة على سوريا، والوضع الأمني الهش خاصة على الحدود السورية العراقية، وكذلك السورية الاردنية، كل ذلك يعيق حركة العبور البري بين لبنان ودول الخليج العربي”.

وفي المحصلة، لا بد من الإشارة أن لبنان في قلب الأحداث الدائرة في المنطقة، ولا يمكن فصله عنها، فمن الحرب في غزة التي أشعلت جبهة الجنوب، وإلى الحرب السورية وما سببته من تعطل لحركة العبور البري نحو الخليج، إضافة إلى أزمة اللاجئين، إضافة إلى الصراعات الدولية التي تترك آثارها على الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان، فإن هذا البلد الصغير عانى وسيعاني كثيراً، حتى تنضج الحلول الكبرى، والخطر الكبير أن بعض الحلول المقترحة، تأتي على حساب لبنان.