ملف الترسيم.. فخ أميركي لتشريع التطبيع مع العدو

أشار مصدر مطلع على ملف الترسيم لـ”البناء” الى أن “كل ما يُثار في الاعلام من أجواء تفاؤلية بقرب التوصل الى حل لملف الترسيم يجافي الحقيقة”، كاشفاً أن “ما طرحه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لا يمكن للبنان أن يوافق عليه”.

ويرى المصدر وجود عقبات عدة أمام استئناف مفاوضات الترسيم في الناقورة المتوقفة من حوالي العام ومنها:

رفض “إسرائيل” الإقرار بالخط 29 الذي رسمه الجيش اللبناني وأكد عليه الوفد اللبناني العسكري المفاوض في جولة المفاوضات الأخيرة وكرّسته الرسالة اللبنانية الأخيرة الى الأمم المتحدة، وبالتالي لاتزال «إسرائيل» ترفض البدء بالمفاوضات من الخط 29 وهي التي انسحبت من الجلسة الأخيرة وعلقت المفاوضات بسبب تشبث الوفد اللبناني بهذا الخط.

السبب الثاني: الخلل الناشئ في الوفد اللبناني وعدم الاتفاق على تعيين بديل عن رئيس الوفد العميد الركن بسام ياسين الذي أحيل الى التقاعد، وبالتالي هناك صعوبة لإيجاد ضابط يقبل التنازل عن الخط 29 الذي رسمه الجيش ويكون محل توافق بين عون والثنائي الشيعي، وكذلك لا يمكن تعيين ضابط غير شيعي ما يؤدي الى توتر بين بعبدا وعين التينة، لذلك يرى المصدر بأن المفاوضات معقدة أكثر مما نتوقع.

وعن الحل الذي طرحه هوكشتاين أي التفاوض تحت الماء واقتسام المساحة المتنازع عليها، لفت المصدر الى أن هذا الطرح يواجه بعقدة تداخل الحقول ما سيفرض التعاون الميداني بين لبنان والعدو الإسرائيلي، وبالتالي ندخل في التطبيع النفطي – الغازي – الاقتصادي المقنع، وهذا ما وضع عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخط الأحمر العريض.

وحذر المصدر من الوقوع بالفخ الأميركي ومن ورائه الإسرائيلي المتمثل بحل الخط المتعرج، الذي يعني إسقاط قانون البحار وكل القوانين والمرجعيات الدولية التي يستند اليها لبنان للتفاوض وتثبيت حقوقه كاملة. ودعا المصدر لبنان لعدم التنازل حتى لو طال أمد الترسيم، لأن الامر لم يعد مساحة بحرية أو آلاف أمتار مكعبة فحسب، بل كشف الحدود اللبنانية والدوس على كل القوانين والمرجعيات الدولية والوثائق الجغرافية والتاريخية التي تثبت حقوق لبنان.