ما حقيقة مشروع التطبيع بين “إسرائيل” وأكبر دولة إسلامية في العالم؟

تسبب موقع “جويش إنسايدر”، اليهودي الأميركي، بإحراج في المسؤولين في أكبر دولة إسلامية في العالم، بعد أن نشر تقريراً يزعم فيه وجود اتفاق لتطبيع العلاقات بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وإندونيسيا، كان يفترض أن يعلن عنه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلا أن عملية “طوفان الأقصى” عطّلت هذا الاتفاق.

وقد سارع القصر الرئاسي في إندونيسيا إلى نفي مضمون هذا التقرير، خوفاً من الشارع الإندونيسي الذي يواصل تنظيم تظاهرات ضد العدوان الصهيوني على غزة.

وأكد نائب الرئيس الإندونيسي معروف أمين، خلال زيارة إلى نيوزيلندا، أن بلاده “لن تؤسس أي علاقة دبلوماسية مع إسرائيل قبل تحقيق أي تسوية شاملة، تضمن للفلسطينيين دولة مستقلة”، وأن إندونيسيا تدعم كفاح الشعب الفلسطيني، في المحافل الدولية السياسية والإقليمية والقضائية.

ووصف معروف أمين كيان الاحتلال الإسرائيلي بأنه “أكبر سجن في العالم للشعب الفلسطيني”، مذكرا بأن بلاده لم تغير موقفها من القضية الفلسطينية منذ مؤتمر آسيا وأفريقيا المنعقد في إندونيسيا عام 1955، وكشف أن “هناك دولاً طبًعت علاقاتها مع إسرائيل وتريد التأثير على موقف إندونيسيا لتتخذ الموقف نفسه”، لكنه أكد أن “إندونيسيا ثابتة على موقفها الرافض لذلك”.

ويأتي موقف أمين بعد نفي القصر الرئاسي الإندونيسي سعي إندونيسيا إلى تأسيس علاقات دبلوماسية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وأكد منسق موظفي مكتب الرئاسة آري دوي بايانا أن “كل القصة التي أوردها التقرير المذكور آنفا غير صحيحة”.

وكان موقع “Jewish Insider” اليهودي الأميركي نشر تقريراً مطولاً، أشار فيه إلى أن إندونيسيا كانت في طريقها إلى تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن الترتيبات لذلك كانت ستتم في نفس الشهر الذي انطلقت فيه عملية “طوفان الأقصى”، واعتبر التقرير أن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول أخرت تحقق ذلك، بحسب مصادر كانت مشاركة في المحادثات بين البلدين، وذكرت ذلك للموقع.

كما ذكر التقرير أنه تم الاتفاق على مسودة بين مسؤولين إسرائيليين وإندونيسيين، لتبادل افتتاح مكاتب تجارية أو مكاتب اتصال تقدم خدمات قنصلية أيضا، بالتزامن مع افتتاح مكتب تجاري في رام الله بالضفة الغربية، كخطوة تمهيدية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية، وكان من المفترض حسب الموقع اليهودي الأميركي أن يكون الإعلان عن ذلك في أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، مع افتراض أن ردة الفعل ستكون أقل لو اتخذ القرار في فترة متقاربة مع إقدام دول عربية أخرى على التطبيع.

ويزعم التقرير أن أندي ويجايانتو، وهو الذي كان يترأس الهيئة الوطنية الإندونيسية للدفاع حتى 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قد التقى بمسؤولين إسرائيليين ومسؤول في الخارجية الأميركية في القدس في سبتمبر/أيلول الماضي، وأنهم كانوا يعملون على مسودة مذكرة تفاهم، كما نشر الموقع صورة لمن حضروا أحد تلك اللقاءات.

وكان ويجايانتو قد ترك في الشهور الأخيرة دوائر الرئيس جوكو ويدودو، وانضم للحملة الرئاسية لحزب النضال من أجل الديمقراطية، الذي رشح غانجار برانوو، وهو مرشح مختلف عن الذي أيده الرئيس الحالي جوكو ويدودو.

ويشير التقرير إلى أن ما وصفها بـ”مسودة مذكرة التفاهم بين البلدين” أشارت إلى جوانب من مجالات التعاون الاقتصادية والتجارية والتقنية، وتحسين الحياة اليومية للفلسطينيين، والعمل على تسوية سلمية للصراع، وتحدث التقرير عن وثيقة أخرى تشير إلى تبادل الخدمات القنصلية، لتسهيل منح تأشيرات تجارية للمواطنين من البلدين.

كما أشار إلى أن مسارات اتصال أخرى كانت قائمة قبل شهور من الانتخابات الإندونيسية التي جرت منتصف الشهر الماضي، وذكر أن المفاوضات بين البلدين استغرقت 4 أشهر، وأن مسارات تجارة بينية قائمة في مجال التقنيات الزراعية، وأن اليهود الأميركيين المقيمين في جاكرتا أسهموا في تأسيس تلك العلاقات، وختم بالقول بأن الدبلوماسيين المتابعين لهذا الملف يقرون بأن عليهم الانتظار بعد حرب غرة، “لأن التوقيت يمثل إشكالية حالياً”، وأنه لابد من انتظار الوقت المناسب