كشف رئيس الكنيسة الانغليكانية في إنكلترا، أسقف كانتربري، جاستن ويلبي، أن أعداد المسيحيين الذين يحضرون القداس في الكنيسة في تراجع واضح، مشيراً إلى أن هذا يعني “المزيد من التدهور في الكنيسة”، وأكد أنه يتحمّل المسؤولية حتى لو لم يكن مسؤولاً عنه، معتبراً أن ذلك “يُعد فشلاً شخصياً لي”.
وأوضحت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن متوسط الحضور للكنيسة يوم الأحد في إنكلترا، بلغ عام 2013 أكثر من مليون شخص، لكن بحلول عام 2019، وصل العدد إلى نحو 850 ألفاً بانخفاض يزيد على الـ15 بالمئة.
ولفتت “الغارديان” إلى أن تعليقات القس ويلبي، تأتي في الوقت الذي تكافح فيه كنيسة إنكلترا الانقسام، في أعقاب خطوتها التاريخية بمباركة زواج المثليين، وتهديدات الطائفة الأنغليكانية، في جميع أنحاء العالم، بالانفصال رسمياً، في أعقاب التصويت، والمخاوف من أن النظام تحت التهديد والتجمعات تتضاءل.
وقالت الصحيفة إن العديد من الكنائس كافحت للوصول إلى أعداد كبيرة من المصلين، قبل انتشار كورونا، وقدر تقرير صادر عن أبرشية أكسفورد، أن الحضور في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 كان 81 بالمئة من مستوى الحاضرين في عام 2019.
وجاءت تصريحات ويلبي، في مهرجان سنوي لمركز الإعلام الديني في فينشلي شمال غرب لندن، حيث شدد على أن الكنيسة “ليست في أيدي رؤساء أساقفة مستقلين، ولا يعتمد بقاؤها على الرؤساء بل على الله وعنايته بها”.
وقال: “على مدى ألفي عام كنا في أماكن أسوأ بكثير من هذه، وأمضينا 150 عاماً في قتل بعضنا البعض على الوجود الحقيقي للقربان”.
واشارت “الغارديان” إلى إن المسيحيين يشكلون اليوم أقل من نصف سكان إنكلترا وويلز، لأول مرة في تاريخ تعدادهم.
ولفتت إلى أن تعداد مكتب الإحصاءات الوطني، لعام 2021، أظهر أن 46.2 في المئة من السكان (قرابة الـ27.5 مليون نسمة) وصفوا أنفسهم بالمسيحيين، بانخفاض من نسبة 59.3 في المئة (33.3 مليون نسمة) في عام 2011.
وأشارت الصحيفة، إلى إحصائيات كنيسة إنكلترا، التي نشرت عام 2021، والتي توضح بالتفصيل نسبة الحضور والمشاركة في الكنائس بجميع أنحاء إنكلترا، والتي أظهرت فشلها في استعادة عافيتها ذلك العام، بعدد الحضور، ووجدت الأبرشيات كافة، أن الحضور بلغ 72 بالمئة مما كان عليه العدد عام 2019.
ويرجع تاريخ الكنيسة الأنغليكانية القرن السادس عشر. ويعتبر الملك في المملكة المتحدة رأس الكنيسة، وهو يتصرف بوصفه الحاكم الأعلى. وهناك حوالي 76 مليون من أتباع كنيسة إنكلترا، وهي تشكل جزءًا من الطائفة الأنغليكانية، ويعتبر رئيس أساقفة كانتربري المتصرف رئيسًا رمزيًا في جميع أنحاء العالم.
وكانت الكنيسة الأنغليكانية قررت، في كانون الثاني الماضي، السماح بـ”مباركة زواج المثليين”، وسط انقسام كبير وحاد بين أعضاء مجمع السينودس العام لكنيسة إنجلترا الذي صوّت لصالح اقتراح بمباركة عقود الاتحاد للأزواج المثليين، بأغلبية 250 صوتاً مؤيداً لمباركة الكنيسة عقود الاتحاد للأزواج المثليين و181 صوتاً معارضاً لهذا الاقتراح وعشرة أعضاء امتنعوا عن التصويت من أصل أعضاء السينودس الذين يبلغ عددهم نحو 500 شخص.