سوريا ايران عبد اللهيان الاسد

النصيحة السعودية ـ الإيرانية للبنان في محلها.. متى يأتي دور سوريا؟

/غاصب المختار/

لعل أدق تعليق عن انعكاس الاتفاق السعودي ـ الإيراني باستئناف العلاقات الدبلوماسية وتهدئة وتبريد أجواء المنطقة، على لبنان، جاء على لسان طرفي الاتفاق.

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي قال إن “لبنان يحتاج إلى تقارب لبناني وليس لتقارب إيراني ـ سعودي، وعلى لبنان أن يقدّم المصلحة اللبنانية على أي مصلحة، ومتى حصل هذا سيزدهر”. ولاقاه السفير الإيراني في لبنان مجتبی أماني بتأييد موقف بن فرحان بقوله: “هذه هي رؤية الجمهورية الاسلامية الإيرانية. على لبنان أن ينظر إلى مصلحته، وعلى السياسيين فيه أن يقدموا المصلحة اللبنانية على أي مصلحة أخرى”.

أما في لبنان، فقد غرق معظم سياسييه، كالعادة، في سجال وتناقض وتسجيل مواقف ونقاط على بعضهم البعض، عدا التحليلات والتفسيرات التي انطلقت من هنا وهناك حول انعكاس الاتفاق على الاستحقاق الرئاسي والحكومي، وعلى الوضعين الاقتصادي والمالي، علماً أن طرفي الاتفاق أكدا أن مفاعليه العملية لن تظهر قبل شهرين إلى ثلاثة أشهر أو أكثر، أي بعد فتح السفارات وتبيان أداء كل طرف تجاه الآخر، والأهم كيف ستُنفذ مفاعيل الاتفاق على الأرض في الدول مصدر الخلاف، لا سيما في اليمن، كما قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، ومن ثم العراق فسوريا.. وأخيراً لبنان.

لا شك أن الاتفاق يرسي تبريداً كبيراً للأجواء المحمومة التي سادت المنطقة طوال العقد الماضي، وعبّرت عنه مواقف الدول، لا سيما أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا، لكن البارز كان الموقف الروسي الذي عبّر عنه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي كشف عن دور روسي في التوصل إلى الاتفاق، بالتعاون مع الصين والعراق وسلطنة عمان، وقوله: “وعلى الأساس نفسه نشجع أصدقاءنا في أنقرة ودمشق على تطبيع العلاقات السورية ـ التركية وفق مبادئ القانون الدولي. كما ونحيي التوجه نحو تطبيع العلاقات العربية ـ السورية، ونعتقد أن تطبيع العلاقات الإيرانية ـ السعودية سينعكس إيجابيا على مجمل أوضاع المنطقة التي تعتبر مناطق نفوذ للسعودية أو لإيران. وهنا يمكن الإشارة إلى عدد من البلدان مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن”.

وأشار بوغدانوف إلى أن “الاجتماع المزمع في موسكو بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا، قد يفتح الطريق أمام لقاءات قمة يتعين التحضير لها أعلى المستويات”.

وكان موضوع “بناء الحوار بين دمشق وأنقرة” مدار بحث، يوم الجمعة الماضي، بين الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، حيث رحب الاسد “بانضمام طهران إلى الاجتماعات المعنية بالحوار السوري ـ التركي” المرتقب.

وبالتوازي، صدر قبل أيام موقف عن وزير الخارجية السعودية بن فرحان حول الحوار مع سوريا، بقوله: “إن التواصل مع سوريا ضروري”، ولو من باب الوضع الانساني بعد الزلزال، لكنه أضاف: “علينا أن نجد طريقة لتجاوز الوضع الراهن. مع إعطاء الأولوية للوضع الإنساني داخل سوريا… وهذا يعني التحدث إلى الحكومة في دمشق. لكن إلى أين سيؤدي ذلك؟ من السابق لأوانه معرفة ذلك”.

على هذه المعطيات، ثمة أولويات أمام هذه الأطراف الاقليمية والدولية لا يقع لبنان في رأسها، ولو كان من ضمنها، لكن متى توقيت التفرّغ لبنان؟ لننتظر كيف ستتم معالجة الوضع اليمني والسوري. وبالإنتظار لنستمع إلى نصيحة السعودي والايراني “على لبنان أن ينظر إلى مصلحته”.