رياض سلامة

التحقيق الأوروبي: سيفاجأ سلامة بما ليس في حسبانه!

أفادت معلومات صحيفة “نداء الوطن”، أنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يعزّز استراتيجيته الدفاعية أكثر، ليضيف إليها بعض المعطيات والحجج والمستندات الجديدة. وذلك تحضيراً للقاء المحققين الأوروبيين العائدين في شباط المقبل، لاستجوابه مع 18 شاهداً إضافياً، في سياق القضايا المرفوعة على سلامة وآخرين باتهامات اختلاس أموال وتبييضها وإثراء غير مشروع وتهرّب ضريبيّ. وأكدت مصادر متابعة أن “سلامة سيلتقي بعض من مثلوا أمام التحقيق الأوروبي الأسبوع الماضي أو تابعوه عن كثب، ليسمع منهم ما حصل معهم ويطّلع على تفاصيل الأسئلة التي طرحت وحول ماذا ركّز المحقّقون”.

وتشير المصادر عينها إلى أن سلامة يركّز دائماً على أنه كان يملك 23 مليون دولار قبل تعيينه حاكماً لمصرف لبنان، وأنه نوّع استثماراته ليصل الى الثروة والملكيات التي يشتبه المحققون في أنها غير مشروعة. وبين الحجج، التي يتمسّك بها “الحاكم” وشقيقه رجا، الاستثمار الذي بدأ في بنك الموارد بنحو 15 مليون دولار وانتهى بقيمة 150 مليوناً، أي أكبر من الأصول المتحفظ عليها أوروبياً وقيمتها 130 مليون دولار.

وسيحاول سلامة، وفق مصادر متقاطعة، عدم الإجابة على أسئلة خاصة بشركة “فوري” التي يملكها شقيقه، معتبراً أنها شركة وساطة من جملة 7 الى 8 شركات عملت على تسويق إصدارات أوراق مالية سيادية أو صادرة من البنك المركزي لتكتتب بها المصارف. وأن العمولات التي كانت تتقاضاها ليست من المال العام بل من المكتتبين.

بيد أن بين الأسئلة التي بدأت تطرح بقوة ما يتعلق بعمولة الـ 0,375% التي كانت تتقاضاها الشركة، وحصدت بموجبها 326 مليون دولار، فذلك يعني حسابياً بأنها سوّقت أوراقاً مالية بنحو 87 مليار دولار، أي بما يزيد على الحجم الحقيقي لتلك الأوراق المزعومة التسويق بين 2002 و2014، ما يفتح باباً لتقفّي أثر مصادر أخرى استفادت منها “فوري”… “وهنا مفاجأة قد لا تكون في حسبان سلامة”، وفقاً لتطوّر التحقيق الأوروبي.

وفي المفاجآت أيضاً أن هناك متعاملين ماليين أبدوا رغبتهم في الإدلاء بمعلومات شرط الحماية والدعم القانوني، وأن القضايا لا تقتصر على فرنسا وألمانيا واللوكسمبورغ (أي الدول التي أتى منها محقّقون إلى لبنان)، فهناك أيضاً سويسرا وإمارة ليخشتنشتاين وبلجيكا. وفي البلد الأخير، قد تأخذ الأمور أبعاداً غير محسوبة لدى سلامة، بعدما أقرّ البرلمان البلجيكي الأسبوع الماضي بالإجماع قراراً خاصاً بمعاقبة لبنانيين متّهمين بالفساد وعرقلة العدالة، وكان لافتاً كيف أن القرار أتى على ذكر رياض سلامة في متنه.

وبين المفاجآت أيضاً، وفي سياق تعاون الأوروبيين جميعاً تحت مظلة الوكالة الأوروبية “يوروجست”، فإن “خريطة مذهلة بدأت تتظهّر لترسم خطوط شبكة ملكيات خاصة بسلامة ومقرّبين ومساراتها حتى لو كانت مخفية في هولدنغ وشركات واجهة”، كما يؤكد ناشطون حقوقيون يتابعون الملف عن كثب.

الى ذلك، تضاف مفاجأة تقديم 4 مصارف لبنانية كشوفات لحسابات رجا سلامة يعمل المحققون الأوروبيون على مطابقتها مع تحويلات إلى رياض، مع وثائق أخرى “حساسة” حصل عليها القضاء الفرنسي من القضاء اللبناني.

تبقى الإشارة إلى أن المصادر المتابعة للتحقيقات الأوروبية تؤكد “قرب الإدعاء على سلامة، وأن توجيه اتهامات إليه لا شك فيه”، مع ملاحظة أن القضاء اللبناني يتحضّر لذلك أيضاً، وبالتالي تضيق الدوائر على حاكم مصرف لبنان من عدة جهات مع قرب خروجه من الحاكمية في تموز المقبل. أما إذا جدّد له حماته أو رعاته من السياسيين فإنّ لبنان يدخل مرحلة جديدة لها حسابات مختلفة كلياً عند الأوروبيين خصوصاً.