/غاصب المختار/
يبدو أن عدداً من المطروحة اسماؤهم لرئاسة الجهورية باتوا مقتنعين بأن الانتخابات الرئاسية مؤجلة الى اواخر الربيع المقبل، لذلك فإن بعضهم غيرمتحمس للقيام بأي حراك داخلي اوخارجي لطرح ترشيحه وبرنامجه ومحاولة جمع اكبر قدر من الاصوات النيابية على اسمه. وقد بدا مثلاً ان الحذر في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي واضح لدى عدد من المرشحين مثل الوزراء السابقين زياد بارود وصلاح حنين وناجي البستاني وناصيف حتّي، مع ان اسماءهم مطروحة كمرشحين وسطيين معتدلين مقبولين من اغلب القوى السياسية والكتل النيابية.
وفي تواصل موقع “الجريدة” مع عدد من هؤلاء المرشحين وسواهم، يظهر التكتم والحذر في مقاربة موضوع الرئاسة، ومنهم من يفضّل انتظار بلورة صورة التحركات السياسية الداخلية والخارجية الجارية للتوافق على مرشح مقبول، ومنهم من يعتقد ان لا الوضع الداخلي ولا الخارجي يسمح الآن بإنتخاب رئيس للجمهورية نظراً لتشابك الامور وعدم وضع الدول المعنية الوضع اللبناني في اولوياتها بسبب الاولويات الاخرى العالمية والاقليمية، ولذلك تذهب هذه الدول الى مقولة اتفقوا كلبنانيين ونحن ندعم، ويذهب بعض الساعين داخليا الى طرح فكرة “لبننة” الاستحقاق الرئاسي.
وفي لقاء لأحد المرشحين للرئاسة مع احد المرجعيات السياسية الكبيرة، خرج بإنطباع ثابت بأن “المحاولات مستمرة، لكن لا يوجد اي عامل داخلي اوخارجي يمكن الاستناد اليه لتوقع إنتخاب الرئيس في فترة قريبة، وانه لا بد من إيجاد نقطة انطلاق ليجري البناء عليها وهو امر غير متوافر حتى الآن”.
ويذهب مرجع كبير سابق متابع للوضع الى القول في مجلس خاص، أن اتصالاته ولقاءاته تشير الى ان “البلاد في حالة جمود قاتل لا ندري الى متى ستطول، وكل ما يجري بخاصة على صعيد العمل النيابي والحكومي، هو محاولات لاستمرار عمل المؤسسات الدستورية الرسمية حتى لا تصل الى الشلل التام”. لذلك يسعى الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي قدر الامكان الى تفعيل عمل مجلس النواب ومجلس الوزراء بقدر معقول ومقبول لإنتاج شيء ما تشريعياً وحكومياً لحل بعض الازمات القائمة على كثيرمن المستويات بإنتظار تسوية الرئاسة.
وفي السياق، يقرّ عدد من النواب المستقلين الذين يقومون بحراك تجاه بعض المرجعيات السياسية، ان لاتوافق على اي امر حتى الآن وأن المواقف ما زالت متباعدة بسبب الاصطفافات السياسية القائمة وما من جامع مشترك سوى التفاهم على اولوية انتخاب الرئيس.. لكن كيف لا احد يعلم! وما يعمل عليه هؤلاء يصب في خانة محاولة التوصل الى إسم مشترك بين معظم القوى. ومن هذا المنطلق تبلغ النواب من رئيس حزب سياسي مسيحي “ان مؤيدي ترشيح ميشال معوض قد يتنازلون عن ترشيحه اذا تم التوافق على مرشح اخر يحظى بأغلبية الكتل النيابية”.
وعلى ضفة “نواب التغيير” يؤكد احدهم لموقع “الجريدة”، أن الامور لدى المجموعة على حالها، وجرى عقد عدة لقاءات للتداول في الخيارات لكن احداً لم يحسم قراره نهائياً او يدفع بإتجاه تبني خيار معين. لذلك الكل باقٍ على ما هو عليه حتى الآن حتى إشعار آخر.