كتبت صونيا رزق في “الديار”: مَن يستمع كل احد الى عظة سيّد بكركي البطريرك بشارة الراعي، ومَن يسمع ما ينقله زواره المقرّبون عن استشعاره الخوف على لبنان ومصيره ومستقبله، يساند مواقفه على الفور ويؤيدها، لانه يتلقى يومياً أخباراً ومعلومات عن ضرورة الإسراع في إنقاذ لبنان قبل فوات الاوان، خصوصاً انّ الوقت يداهم هذا البلد وشعبه، الذي يعاني المآسي والكوارث المعيشية والاقتصادية المتتالية منذ اكثر من ثلاث سنوات، لذا يعمل البطريرك الراعي على بحث أي حل من شأنه انتشال لبنان إن في الداخل او الخارج، طالباً من الافرقاء السياسيين ضرورة التوافق على رئيس انقاذي بأسر ع وقت ممكن، وهو تعب من كثرة تكرار هذه المطالب وفق ما تنقل مصادر كنسية في الصرح.
الى ذلك ثمة مقرّبون من بكركي ممَن يزورونها دائماً، يشيرون الى انّ البطريرك يملك نفساً طويلاً يجعله يخوض المصاعب ولا يتراجع عن خوضها، لانه وضع نصب عينيه مهمة المساهمة في إنقاذ الوطن مهما جرى، وبالتالي فهذه المهمة تدخل ضمن واجباته الدينية بصفته مسؤولاً عن مسيحييّ لبنان والشرق، وعن اللبنانيين عموماً لانه لا يعمل من منظار طائفي بل وطني جامع.
ويذكّر المقرّبون بأنّ الراعي لطالما بحث عن حلول بدأها قبل سنوات، بالمطالبة بحياد لبنان لانه الحل الانسب، نظراً للتداعيات التي يتحملها كل فترة من جرّاء دخوله الدائم على الخطوط الاقليمية بصورة خاصة، ودفعه الأثمان الباهظة عن الغير، لكن كالعادة جوبهت مطالبه بالرفض من قبل البعض، الذين سارعوا الى اختراع التفسيرات التي لا تمّت الى الحقيقة بصلة، ومنذ ايام دعا البطريرك الى تدويل الازمة اللبنانية، من خلال طرحها ضمن مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، بهدف إيجاد الحلول المناسبة لها بعد فقدانه أي امل داخلي في الحل، وسط ما يجري بين الافرقاء السياسيين في لبنان، وأكدوا أنّ لا صحة لما قيل عن رفض الفاتيكان لطروحات الراعي، فيما الحقيقة تشير الى انّ التنسيق قائم الى أبعد الحدود مع الفاتيكان، وكل ما أشيع قبل ايام بعيد كلياً عن الحقيقة، لانّ البطريرك ينقل بدقة الواقع اللبناني للكرسي الرسولي، في ظل عجز الاطراف اللبنانيين عن انتخاب رئيس للجمهورية، لذا اتجه الى الخارج لإنقاذ لبنان قبل زواله. كما عبّر المقرّبون من الصرح عن استيائهم الشديد لما قيل ضد الراعي خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فكلامهم مرفوض وغير مقبول البتة ضد مَن يمثّل الكنيسة المارونية في لبنان، وبكركي معروف دورها من ناحية التقارب والجمع بين اللبنانيين، وعملها الدائم من اجل تحقيق العيش المشترك من كل جوانبه.
واشاروا الى انّ الراعي استنفد كل الحلول بعد ان اطلق صرخاته في كل الاتجاهات، بغياب السامعين او هؤلاء الذين يديرون الاذن الطرشاء دائماً، وكأنهم غير معنيين فيما الحقيقة انّ كل تلك الرسائل والصرخات موجهّة لهم، وهم يعرفون ذلك ولا يأبهون وكأنّ البلد بألف خير فيما هو يُحتضر، مذكّرين بفشل الحوار الذي دعا اليه لجمع القادة المسيحيين الذين لم يلبّوا مطلبه، وكأنهم لم يسمعوا نداءه، فحتى هؤلاء لم يستمعوا اليه فكيف سيفعل ذلك باقي الاطراف؟ لذا طفح كيل بكركي بالتزامن مع تحذير قداسة البابا من فقدان لبنان هويته، وتبع بذلك دعوات في الداخل من المطران الياس عودة خلال عظة كل أحد، التي تصّب في خانة مطالب الراعي ايضاً، لانّ المرجعيات الدينية باتت على يقين، وفق المعلومات التي تصلها تباعاً من الخارج، أنّ لبنان يواجه خطراً وجودياً، ولذا باتوا يدعون الى التدويل بهدف تطبيق القرارات الدولية اولاً .
وختم المقرّبون «بأنّ اكثر ما يهم بعض الطامحين الى الرئاسة، هو نيلهم دعم البطريرك ، اذ يقومون بزيارته بعيداً عن الاعلام وفي توقيت معين، لطرح أنفسهم كمرشحين توافقيين وجسّ النبض حول مدى قبوله بهم، كما يطلبون من بعض الاصدقاء المشتركين طرح أسمائهم في بكركي مرات عديدة، ضمن إطار المرشحين الوسطيين».