منذ إستدعائه الى بلاده بعد تصريحات نُشرت لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي، ووصف فيها الحرب في اليمن بـ”العبثية”، في 29 تشرين الاول من العام 2021 ، وعودته الى لبنان في نيسان الماضي، ومغادرته ومن ثم عودته في ايار الماضي، ويثير السفير السعودي وليد البخاري “الجدل” والتساؤلات عن طبيعة مهمته وتوجه بلاده السياسي الجديد في لبنان.
وامس الاول كان نهار البخاري حافلاً شمالاً، حيث التقى كلاً من القائم بمقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، والقائم بأعمال رئاسة المجلس الاسلامي العلوي الشيخ محمد خضر عصفور والنواب: طه ناجي واشرف ريفي وكريم كباره وايهاب مطر والنائب السابق فيصل كرامي.
وتكشف اوساط سنية شمالية مواكبة لجولة البخاري، ان البخاري يستكمل “شد العصب السني” من جهة. ومن جهة ثانية يسعى الى تظهير انفتاحه اللبناني والسني مع استثناء الطائفة الشيعية من لقاءاته الاخيرة باستثناء زيارته السيد علي فضل الله في 2 تموز الماضي، وقبل يومين من احياء ذكرى رحيل المرجع السيد محمد حسين فضل الله والتي تصادف في 4 تموز في كل عام.
كما تلمح الاوساط الى ان لجولات البخاري بعدا محليا لبنانيا ايضاً، وهو محاولة لإنشاء اصطفاف سني في وجه حزب الله وحلفائه وللضغط سياسياً ونيابياً ولتحصيل مكاسب في الحكومة ورئاسة الجمهورية وحتى التوازنات الداخلية وإدارة السلطة.
وتكشف الاوساط ان هناك ايضاً، بعداً محلياً سعودياً لجولات البخاري، فهو يسعى لتظهير دوره و”نجاحاته” اللبنانية، حيث تتردد معلومات عن ترقيته خلال فترة قريبة الى مستوى وزير.
ومع استبعاد البخاري للمجلس الشيعي من جولاته الاخيرة، رغم انه كان زار كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب المجلس الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب في نيسان الماضي وبعد عودته الاولى، لم يشمل البخاري اي شخصية شيعية في زياراته في الآونة الاخيرة باستثناء فضل الله.
وتكشف اوساط مطلعة على اجواء المجلس الشيعي، ان ابواب المجلس مفتوحة امام الجميع لبنانيين وغير لبنانيين. وهذا الصرح الوطني لا يمثل الشيعة فقط بل كل اللبنانيين، ولكن البخاري لم يطلب اي موعد للزيارة منذ عودته الثانية قبل الانتخابات النيابية في ايار.
ورداً على سؤال عن اجواء توحي بمقاطعة البخاري للطائفة الشيعية وتظهير هذه المقاطعة برسائل ولقاءات متنوعة، تؤكد الاوساط ان الثوابت الوطنية معروفة للمجلس الشيعي وفي مقدمتها حماية الوحدة الوطنية والسلم الاهلي والتمسك بالطائف.
كما يتمسك بدعم المقاومة والعداء لاسرائيل ورفض التطبيع ومناصرة القضية الفلسطينية والمقاومة في صلب خياراته ولا يقبل التحريض عليها وعلى سلاحها.
وتقول الاوساط في المقابل ان المجلس الشيعي الاعلى يدعو الى افضل العلاقات مع المحيط العربي والخليجي، ولا سيما السعودية ومن منطلق الاحترام المتبادل، ولا سيما ان السعودية معنية بملف الحج وهذا العام كان هناك بعثة دينية تمثل المجلس في موسم الحج.
وفي سياق زيارات البخاري الشمالية حط الاخير في جبل محسن والتقى القائم بأعمال رئاسة المجلس الاسلامي العلوي الشيخ عصفور.
وهذه الزيارة اثارت بلبلة علوية واعتبرت غير مرغوب فيها، وسجل الامين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد اعتراضه عليها، واعتبرها انها خارج سياق العلاقات المتوترة بين السعودية والمكون العلوي في لبنان وسوريا تحديداً.
وتشير اوساط مطلعة على الزيارة الى انها تمت بناء على رغبة البخاري وبالتالي لا يمكن للمجلس العلوي الا استقباله بما يليق ووفق الاصول.
وتؤكد ان فحوى الزيارة لم يخرج عن إطار “المجاملات”، بينما يؤكد المعترضون عليها من العلويين انها لا تخلو من رسائل ومضامين سياسية تجاه سوريا وحلفاء سوريا من العلويين في لبنان.
علي ضاحي- الديار