/ مرسال الترس /
تفاوتت أجواء اليوم الانتخابي الطويل في الشمال اللبناني بين دائرة وأخرى، فعكست أجواء من الوجوم والترقب المقلق، لما قد تفرزه النتائج.
ففي الدائرة الأولى في محافظة عكار، تفاوتت الحماسة بين منطقة وأخرى، أولاً بسبب إلتزام بعض المناطق التي يغلب عليها الالتزام بتيار “المستقبل”، حيث شهدت برودة ملموسة. في حين كان الاستنفار على أشده في البلدات ذات الأعداد العالية من طائفة الروم الأرثوذكس، حيث التنافس على أشده بين مرشحي الطائفة، إن في جانب “التيار الوطني الحر” أو حزب “القوات اللبنانية” والمرشح سجيع عطية الذي كان مقرباً من نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس. كما تطال المنافسة أحد المقاعد السنية الثلاث والمقعد العلوي.
لذلك، ترك الإشكال الذي حصل في بلدة برقايل بين مناصرين لـ”القوات اللبنانية” وآخرين من “الحزب القومي” أكثر من علامة استفهام. لاسيما وأن مناصري “القوات” قد سجلوا أكثر من إشكال في غير منطقة.
أما في الدائرة الثانية، أي طرابلس المدينة وقضاء المنية الضنية، فيبدو الاستهتار سيد الموقف، وخصوصاً عندما انكفأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن إعطاء موقف واضح، حتى في دعم اللائحة التي كانت محسوبة عليه ويتقدمها كريم محمد كبارة. فيما تجهد لائحة الوزير السابق أشرف ريفي، المتحالف مع “القوات اللبنانية”، ولائحة النائب السابق مصطفى علوش، في حث الناخبين على المشاركة في الاقتراع الذي ما زال بارداً حتى بعد منتصف النهار، فيما يبدو أن السباق بين اللوائح الإحدى عشرة هو على اصطياد مقعد من الاقليات (الماروني، الروم الارثوذكس او العلوي).
أما في الدائرة الثالثة (زغرتا، بشري، الكورة والبترون) حيث السباق الماروني على أشدّه، فقد سجلت نسب الإقتراع الأعلى حتى الآن، بينما كانت في الدائرتين الأولى والثانية بالكاد تتجاوز العشرة بالمئة. فالموارنة في أقضية زغرتا وبشري والبترون، يتنافسون على مسألتين: الأولى تسجيل أعلى رقم تفضيلي والسعي للحفاظ على الحصة التي نالها في إنتخابات العم 2018، والثاني الصراع شبه المكشوف على مقاعد الروم الأرثوذكس الثلاثة في قضاء الكورة.
وبين هذا وذاك، فإن الحديث عن المال الانتخابي يصم الآذان، وكل طرف يتهم الخصم بأنه لم ينم الليل من التجوال وتوزيع الأموال الكاش، حتى في تخوم الأخصام، الأمر الذي يدفع الجميع إلى رفع وتيرة التوجس من مفاجآت قد لا تكون محسوبة، والتي قد تطال أسماء كبيرة، في وقت تفعل فيه الشائعات فعلها في تشتيت ما كان يعتبر من المسلمات.