وقاحة الحاكمين: لنجدّد لسلامة

«استبدال حاكم مصرف لبنان سيكون صعباً». هكذا، بكل بساطة، وفي ظل دولار يقترب من عتبة الـ 100 ألف ليرة، افتتح وزير المال يوسف خليل على ما يبدو معركة التمديد لرياض سلامة المحاصر بقضايا فساد وتبييض أموال، والمُلاحق أمام القضاء في عدد من البلدان الأوروبية. وأكّد خليل أن سلامة «قد تُمدّد ولايته رغم عدم التوصل إلى توافق بشأن ذلك حتى الآن (…) لأنّ المناخ السياسي الحالي في لبنان يجعل من الصعب إجراء تغيير كبير مثل هذا». وإذ يصعب أن يكون كلام وزير المالية من «بنات أفكاره»، فإن السؤال هو عن الجهة التي ستجرؤ على تبنّي التمديد لأبرز اللاعبين على حلبة التلاعب بالعملة وكاتم أسرار المنظومة ومدير جرائمها المالية عند انتهاء ولايته في أيار المقبل.

كلام خليل جاء في ذروة الانفجار السياسي والاجتماعي، ومع تخطي الدولار عتبة الـ 80 ألفاً وسطَ مؤشرات تدل على مضيه في تسجيل أرقام قياسية، فيما كانَ لافتاً أمس انكفاء الحركة الاحتجاجية التي شهِدها الشارع أول من أمس. إلا أن هذا «الانسحاب» لا يلغي بأن موجة الاضطرابات التي بدأت تعود ميدانياً ستشهد تصاعداً الأسبوع المقبل بفعل الغلاء الفاحش واستمرار انهيار الليرة وغياب الرقابة على تجار الأزمات. وهو ما استدعى أمس اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. الاجتماع استعرض العملية التي يقوم بها الجيش اللبناني في بلدة حورتعلا البقاعية، والأحداث الأمنية التي شهدها اليومان الماضيان، وسأل ميقاتي عما إذا كان هناك إيعاز من جهة ما للعودة إلى الشارع. وهو ما نفاه قادة الأجهزة وفق ما توافر لديهم من معطيات. كما عرض هؤلاء الخطط الموضوعة للتعامل مع أي تحركات في الشارع، والمشكلات التي تعاني منها الأسلاك الأمنية والعسكرية لجهة تدني الرواتب وخروج عدد كبير من الآليات عن الخدمة وعدم القدرة على إصلاحها أو شراء قطع غيار لها.

فرنجية: الرئيس المنتخب بـ 65 صوتاً وبحضور 86 نائباً شرعي وميثاقي

رئاسياً، زارت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، بعدما شاركت في لقاء عين التينة بين بري وسفراء دول لقاء باريس الخماسي. وعلمت «الأخبار» أن «هذا اللقاء كانَ مقرراً قبل اجتماع بري مع الديبلوماسيين الخمسة، وبعدما طلبت غريو الإبقاء على الموعد»، وهي، وفق مصادر مطلعة، «لم تضِف جديداً على الأجواء التي نقلها زملاؤها، بل كررت الكلام نفسه عن ضرورة تفعيل الجهود لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة والقيام بالإصلاحات المطلوبة»، معتبرة أن «اللقاء يأتي في إطار التمايز الذي تحاول باريس إظهاره عن الأطراف الأخرى بشأن الملف اللبناني».
وكان لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، المرشح الضمني لحزب الله وحركة أمل، كلام لافت خلال رعايته العشاء التقليدي في زغرتا أول من أمس اعتبر فيه أن «الدستور وُضع بطريقة حكيمة. فالميثاقية هي أن تكون كل طائفة ممثلة وبالتالي فإن الرئيس المنتخب بـ 65 صوتاً وبحضور 86 نائباً هو رئيس شرعي وميثاقي». وقد يكون هذا الكلام تعبيراً عن جهد جدي لتأمين الـ «بوانتاج» الضامن لإيصال فرنجية بانتظار اللحظة المؤاتية للإفراج عن هذا الجهد.

“الاخبار”