تطوّرات ملف الترسيم: الحذر واجب

كانت لافتةً للانتباه، الأخبار التي يتداولها إعلام العدو الاسرائيلي، عن تطورات مهمة حصلت في المباحثات التي أجراها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين في بيروت و”تل ابيب”، وأن ثمة تقدماً ملحوظاً يُبنى عليه، ومن شأنه أن يقرّب الاتفاق بين لبنان واسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية بينهما. وتحدث موقع «يديعوت أحرونوت» عن وجود تفاؤل لدى العدو بشأن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، قائلاً: «في إسرائيل هم متفائلون أيضاً».

وفي موازاة ذلك، تبرز في لبنان تأكيدات المعنيين المباشرين بملف الترسيم على «عدم مقاربة ما أشيع من ايجابيات بأنها حاسمة، وكذلك على عدم التسليم بقرب الاتفاق على الترسيم قبل جلاء الموقف الاسرائيلي. وهذا يفترض انتظار ما سينقله الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين من اسرائيل الى بيروت في الايام المقبلة».

إلى ذلك، استوضحت «الجمهورية» مصدراً مسؤولاً ما تم التوصّل إليه في اللقاء اللبناني الموسّع مع هوكشتاين الثلاثاء الماضي، فحدّد المصدر الذي كان مُشاركاً في هذا اللقاء الخلاصات التالية:

أولاً، يمكن القول أنّ لغة جديدة فيها شيء من الإيجابية بات يُبديها الوسيط الأميركي.

ثانياً، الوسيط الأميركي يبدو انه مكلّف من ادارته بإنهاء ملف الترسيم واجراء الاتفاق بين لبنان و”اسرائيل” قبل نهاية شهر آب الجاري، وعلى أبعد تقدير قبل نهاية الصيف الحالي.

ثالثاً، ما سمعناه من هوكشتاين، يَشي بأنّ قطار الترسيم قد أعيد وضعه على السكة، وبزخم اكبر مما كان عليه في السابق. بمعنى أوضح، اذا صَدُقَ ما سمعناه، واذا صدقت النوايا ـ طبعاً ليس نوايا اللبنانيين ـ واذا صدق ما نقله الوسيط لنا، نستطيع ان نقول ان القطار استبدل محرّكه من محرّك بطيء إلى سريع.

رابعاً، ربطاً بكل التجربة الماضية، فما سمعناه من هوكشتاين من رغبات بَدت جدية بإنهاء سريع للاتفاق حول ملف الترسيم، لا يدفعنا الى مغادرة الحذر الواجب في هذا المجال، وذلك ربطا بتقلبات العدو ومناوراته.

خامساً، بدا الوسيط الاميركي مستعجلا، فيما كان الموقف اللبناني اكثر استعجالا، فعامل الوقت حاسم واساسي، ولا قبول بأي مماطلة او اضاعة للوقت. ما يعني ان الحسم النهائي ينبغي ان يكون سريعا، وسريعا جدا. مع التأكيد على العودة الى طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة تحت اشراف الامم المتحدة وعلمها، بمشاركة الوسيط الاميركي.

سادسا، خلاصة الموقف اللبناني، التمسّك بكامل الحدود وكل الحقوق، يعني «لا كباية ماء ناقصة او زائدة». وتبعا لذلك، كل ما اشيع عن طروحات وعن خط متعرج، هو كلام أعرج.

وفقاً للجمهورية.