اليابانية التي ناضلت من أجل فلسطين.. فوساكو شيغينوبو إلى الحرية

أُطلِق اليوم سراح فوساكو شيغينوبو مؤسسة الجيش الأحمر، بعد 22 عاماً قضتها في سجنها في اليابان.

ولدت شيغينوبو في اليابان عام 1945، وعُرِفت بمناهضتها للامبريالية وميولها اليسارية، رغم أنّ والدها كان يمينياً متطرّفاً. وانضمّت إلى الجيش الأحمر الياباني بعد التحاقها بالحركة المناهضة للإمبريالية، أثناء دراستها الجامعية.

في العام 1971، سافرت إلى لبنان مع مجموعة من رفاقها وكانت المسؤولة السياسية لمجموعتها.

تطوّعت في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لتحمل إسماً مستعاراً في بيروت، وهو “مريم”. وفي بيروت، التقت مع الناطق باسم “الجبهة الشعبية”، والكاتب غسان كنفاني، وعملت معه في دائرة الإعلام المركزي، وانضمت إلى صفوف “الجبهة”، لتشارك في صناعة أفلام ومواد إعلامية خاصة بالجبهة، كما ترجمت العديد من المواقف والوثائق السياسية للجبهة إلى اللغة اليابانية.

فوساكو شيغينوبو

انشقّت شيغينوبو عن الجيش الأحمر بسبب تغير في ممارساته وابتعاده عن الأفكار الثورية، بعد عام من وصولها إلى لبنان، وبدأت مسيرة دعم الفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.

تم اتهامها بالتخطيط لعملية مطار اللد التي حدثت العام 1972، والعملية قام بها 3 فدائيين يابانيين، وصلوا مطار اللد على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، وما إن نزلوا أرض المطار حتى اندلع اشتباك بينهم وبين قوات الاحتلال الذين قُتِل منهم 26 شخصاً وجرح العشرات.

وجدت فوساكو نفسها الناطق الرسمي باسم مجموعة اليابانيين بعد أن فقدت أقرب أصدقائها خلال عملية اللد، وأصبحت اليابانية الوحيدة ضمن مجموعة الثوار المتبقية في لبنان هدفاً للإسرائييلين، لذا اضطرت إلى التخفي.

فوساكو

أسست شيغينوبو العام 1974 الجيش الأحمر الياباني ومقره لبنان، وسرعان ما نفذ 3 من أفراده عملية اقتحام السفارة الفرنسية في لاهاي في هولندا، واحتجزوا السفير وعدد من الدبلوماسيين بهدف مبادلتهم برهين ياباني محتجز.

اتهمت المناضلة اليابانية بقيادة هذه العملية وأصدرت اليابان بحقها مذكرة دولية، وفي عام 2000 وصلت طوكيو، وتم إلقاء القبض عليها، وفي العام التالي خلال محاكمتها أعلنت حل الجيش الأحمر.

وعام 2006 حُكم عليها بالسجن بتهمة عملية الاقتحام، وحيازتها جواز سفر مزور.

أنكرت دورها بالتخطيط للعملية، وحسب محاميتها فلا دليل لتورطها، حيث كانت شيغينوبو حاملاً حينها، والجبهة الشعبية تمنع نشاط الحوامل السياسي والعسكري خلال فترة حملهن.

أُطلِق سراح فوساكو أمس، بعد 22 عاماً قضتها في السجون اليابانية، بتهمة تورطها باقتحام السفارة الفرنسية في لاهاي واحتجاز السفير وعدد من الدبلوماسيين.

يذكر أنّ شيغينوبو تزوجت خلال فترة وجودها في لبنان من قيادي عسكري في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأنجبت ابنة اسمتها “ماي” تيمناً بشهر أيار الذي جرت فيه عملية مطار اللد.