الجمعة, ديسمبر 5, 2025
spot_img
spot_img
spot_img
الرئيسيةSliderخاص - ما هي حقيقة عصابات خطف الفتيات في لبنان!

خاص – ما هي حقيقة عصابات خطف الفتيات في لبنان!

spot_img
spot_img
spot_img
spot_img

| ناديا الحلاق |

خلال الأسابيع الماضية، انتشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي يفيد بـ”اختفاء أكثر من 15 فتاة خلال أقل من شهر” في عدد من المناطق اللبنانية، وسط مزاعم بوجود عصابات منظمة تقوم بعمليات خطف بدوافع مالية أو إجرامية.

هذا الخبر، الذي أثار حالة من الذعر والبلبلة في الشارع اللبناني، دفع البعض إلى الحديث عن تسجيلات وفيديوهات تؤكد هذه الروايات، في حين لم يتم عرض أي من هذه “الأدلة” على الملأ، ما عزز الشكوك بشأن دقتها ومصداقيتها.

رواية قوى الأمن: لا وجود لعصابات خطف

ردًّا على ما يُتداول، أكدت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان رسمي أن الخبر غير دقيق على الإطلاق، ووصفت ما يُنشر بأنه “عارٍ من الصحة جملةً وتفصيلًا”.

وجاء في البيان أن التحقيقات التي أجرتها القطعات المختصة في الفترة الممتدة من 1 تموز حتى 13 آب 2025، أظهرت أن حالات غياب الفتيات وعددهن 16 فتاة (11 لبنانية، 4 سوريات، وواحدة من الجنسية البنغلادشية، بينهن فتاة قاصر) — تعود بمعظمها إلى مشاكل وخلافات عائلية، وليس إلى عمليات خطف منظمة.

العائلات تتحدث: قصص هروب وليست خطف

في متابعة للقضية، تواصل موقع “الجريدة” مع عدد من أقارب الفتيات “المفقودات”، حيث أكد قريب إحدى الفتيات أن قريبته لم تخطف، بل هربت مع شخص تنوي الزواج منه، مشيراً إلى أن الشاب تواصل مع العائلة من رقم هاتف أجنبي، وتحدث بلهجة سورية بطريقة ساخرة، من دون أن يتضمن الاتصال أي تهديد أو مطالب مالية، مرجّحاً أن الاتصال كان بدافع الانتقام، بعدما رفض والد الفتاة الشاب حين تقدم للزواج منها وقت سابق.

هذه الرواية تتقاطع مع ما أكده مصدر أمني لـ”الجريدة”، إذ أشار إلى أن ما يتم الترويج له عبر بعض الوسائل الإعلامية مبالغ فيه، خصوصاً مع غياب أي دليل ملموس كالفيديوهات أو التسجيلات المزعومة التي لم تُعرض حتى الآن.

وأضاف المصدر الأمني أن “معظم أهالي الفتيات رفضوا الحديث عن تفاصيل القضايا، وطلبوا طي الملف وعدم إثارة الموضوع في الإعلام”، ما يطرح علامات استفهام إضافية حول طبيعة هذه الحالات، ويؤكد في الوقت نفسه أن لا معطيات تدل على وجود شبكة خطف منظمة.

الخبراء يحذّرون: التفكك الأسري في دائرة الاتهام

من زاوية اجتماعية، حذّرت المحامية مايا جعارة، في حديثها لموقع “الجريدة”، من أن بعض حالات الاختفاء قد تكون نتيجة تفكك أسري وفقدان الثقة داخل العائلات، خصوصًا في ظل هيمنة التكنولوجيا والتواصل الرقمي على العلاقات الأسرية.

وقالت جعارة: “نحن نعيش اليوم في عالم تُهيمن عليه الشاشات. كل فرد من أفراد الأسرة بات منزويًا مع هاتفه أو حاسوبه، ما أدى إلى تراجع الحوار داخل العائلة، وارتفاع في معدلات الانعزال والاكتئاب”.

وأكدت “أهمية بناء الثقة وتحسين التواصل بين الأهل والأبناء، محذّرة من تجاهل إشارات الإنذار المبكرة مثل تغيّر المزاج، الانعزال، اضطرابات النوم أو الشهية، والتعبير عن الاستياء أو الرغبة بالرحيل، إذ إن “كلها إشارات مثيرة للقلق ويجب التوقف عندها بجدية”.

القضية التي بدأت بمنشور مثير على مواقع التواصل، انتهت حتى الساعة بروايات لا تدعمها أدلة ملموسة، مقابل بيانات رسمية وتحقيقات تُشير إلى أسباب شخصية وعائلية وراء اختفاء الفتيات.

كما أن امتناع العديد من الأهالي عن الإدلاء بأي تفاصيل يعكس رغبة واضحة في إبقاء الأمور ضمن نطاق العائلة، وربما يؤكد أن القضية اجتماعية أكثر منها أمنية.

ورغم نفي الجهات الأمنية، تبقى المسؤولية مشتركة: الإعلام مدعو للتحقق قبل النشر،الأهل مدعوون لبناء جسور الثقة،والمجتمع بأكمله مدعو للتكاتف قبل أن تصبح شائعة اليوم مأساة الغد.

للانضمام إلى مجموعة “الجريدة” إضغط على الرابط

https://chat.whatsapp.com/D1AbBGEjtWlGzpr4weF4y2?mode=ac_t

spot_img
spot_img
spot_img

شريط الأحداث

مقالات ذات صلة
spot_img
spot_img