في تطور أمني هو الأخطر منذ سنوات، نفذت إيران هجوماً صاروخياً مباشراً استهدف قاعدة العديد الأميركية في قطر، والتي تُعد أكبر قاعدة عسكرية أميركية في منطقة الخليج.
وجاء الهجوم في إطار عملية عسكرية أطلق عليها “بركة الفتح”، نفذها الحرس الثوري الإيراني ردًا على العدوان الأميركي الذي استهدف منشآت نووية إيرانية سلمية.
وأكد بيان رسمي للحرس الثوري أن القصف استهدف مواقع حساسة داخل القاعدة التي تُعتبر “الركيزة الأساسية للوجود الأميركي في غرب آسيا”، معتبرًا العملية “رسالة واضحة لواشنطن بأن الاعتداء على سيادة إيران لن يمر من دون رد”.
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا شديد اللهجة دانت فيه الهجوم، واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادة قطر ومجالها الجوي والقانون الدولي.
وقالت إن الدفاعات الجوية القطرية تصدّت للصواريخ الإيرانية ونجحت في إحباط الهجوم، مشيرة إلى أن بيانًا تفصيليًا سيصدر لاحقًا حول ملابسات ما جرى.
وأشارت الدوحة إلى أنها تحتفظ بـ”حق الرد المباشر بما يتناسب مع حجم الاعتداء السافر”، مشددة على أن استمرار مثل هذه الأعمال التصعيدية يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ودعت إلى “وقف فوري لكافة العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات”.
أهمية قاعدة العديد الاستراتيجية
تقع قاعدة العديد الجوية على بعد نحو 30 كلم جنوب غرب العاصمة القطرية، وتُعد أكبر منشأة عسكرية أميركية خارج الولايات المتحدة، وتستضيف أكثر من 11 ألف جندي أميركي، إلى جانب قوات بريطانية ودول من التحالف الدولي.
وتضم القاعدة أحد أطول مدارج الطيران في العالم، وتُستخدم كمقر للقيادة المركزية الجوية الأميركية (AFCENT) في المنطقة، إلى جانب منشآت متقدمة للقيادة والسيطرة ومخازن للذخيرة ومنظومات دفاع جوي وصاروخي متطورة.
وقد شكلت القاعدة، منذ إنشائها في تسعينيات القرن الماضي بدعم قطري مباشر، ركيزة أساسية للعمليات الأميركية في العراق وأفغانستان وسوريا، كما تُعد مركزًا حيويًا لعمليات المراقبة الجوية والمهمات اللوجستية في الخليج العربي.
وتُستخدم القاعدة كمقر دائم للقيادة المركزية الأميركية، وتحتوي على منشآت متقدمة للقيادة والسيطرة، ومدرج طيران من الأطول في العالم، إضافة إلى مستودعات ذخيرة ومرافق متطورة للرصد الجوي والتنسيق الإقليمي.
تفاصيل عن القواعد الأميركية في الخليج والعراق:
– قاعدة الدعم البحري – البحرين
في البحرين، تحتضن قاعدة الدعم البحري الأميركية حوالي 9000 عسكري، وهي المقر الرئيسي للأسطول الأميركي الخامس. وتؤدي هذه القاعدة دورًا محوريًا في تأمين حركة الملاحة في الخليج العربي، خصوصًا في مضيق هرمز، وتوفر الدعم اللوجستي والتشغيلي للوحدات البحرية الأميركية المنتشرة في المنطقة.
– قاعدة عريفجان – الكويت
تُعد قاعدة عريفجان القريبة من مدينة الكويت المقر الرئيسي للجيش الأميركي في الدولة الخليجية. أنشئت القاعدة عام 1999، وتعمل كمركز للدعم اللوجستي وقيادة القوات الأميركية العاملة في إطار CENTCOM، كما تُستخدم لإدارة العمليات الميدانية في العراق وسوريا والخليج.
– قاعدة الظفرة الجوية – الإمارات
في دولة الإمارات، تُمثل قاعدة الظفرة الجوية مركزًا استخباراتيًا وعسكريًا فائق الأهمية، وتضم طائرات مقاتلة من طراز F-22 رابتور، وطائرات بدون طيار، إضافة إلى طائرات إنذار مبكر من طراز أواكس. وتُستخدم القاعدة بشكل واسع في عمليات الرصد والتجسس والدعم الجوي للمهام القتالية في المنطقة، بما في ذلك سوريا واليمن.
– قاعدة أربيل – العراق
تُستخدم قاعدة أربيل الجوية من قبل القوات الأميركية لتأمين وجودها في شمال العراق، كما تلعب دورًا في تنفيذ عمليات في الداخل السوري. وتُعد هذه القاعدة نقطة ارتكاز مهمة للعمليات الجوية والاستخباراتية ضد تنظيم “داعش” وغيرها من الجماعات المسلحة.














