/محمد عساف /
توجه العديد من اللبنانيين في بلاد الاغتراب، للإدلاء بصوتهم في مراكز الاقتراع التي توزعت في الدول كافة.
منهم من حمل لواء التغيير، ناشداً ذلك من القوى التي تطرح نفسها بديلاً للسلطة الحالية. ومنهم من اقترع ليؤكد ولاءه للحزب الذي ينتمي اليه. وهي المرة الثانية التي تتاح فيها للمغتربين الاقتراع من دول الاغتراب.
شهدت الدول العربية والأوروبية اقبالاً كبيراً يوم الاستحقاق، الذي يجري في ظل أزمة صُنّفت من أشد الأزمات الاقتصادية في البلاد على مر العصور. وقد بلغت نسبة التصويت 60% من اجمالي عدد المسجلين مسبقا. وهناك دول لامست نسبة الاقتراع فيها حدود الـ 70% مثل فرنسا والبحرين وغيرها.
يرى البعض ان الانتخابات فرصة جديدة لإزاحة السلطة التي ثار بوجهها الناس في 17 تشرين، ولإلغاء القوانين والأعراف القائمة على المحاصصة الطائفية والحزبية والتوريث السياسي، عبر انتخاب لوائح جديدة معارضة ومستقلة، رغم ادراكهم ان حظوظ بعض مرشحيها في النجاح ودخول السلك السياسي، ضئيلة جدا.
التقى المرشحون الذين يمثلون اللوائح المعارضة مع مرشحي الأحزاب التقليدية، في عملية استشراف المستقبل، في ما خص نسبة المشاركة الشعبية في العملية الانتخابية من خلال انتخابات المغتربين.
حاول بعض ممثلي الأحزاب فرض سطوتهم على الناخبين وترهيبهم.
فقد شهدت مدينة لندن إشكالًا بين مناصري “التيار الوطني الحر” وناخبٍ لبناني، لتعبيره عن رأيه خارج السفارة اللبنانية في لندن.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر “الجريدة”، أن الإشكال بدأ بعد انتهاء الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، المواطن توفيق بريدي المعروف ب “توفيلوك” من الإدلاء بصوته في الانتخابات معلنًا انتخابه للائحة المعارضة، متوجهاً الى أشخاص ينتمون الى “التيار” بجملة بحسب قولهم شتم فيها رئيس الجمهورية، فوصل الشحن السياسي الى ضربه ضربا مبرحاً وشتمه.
كما لفتت مصادر”الجريدة” الى ان “توفيلوك” سيرفع دعوى لدى الجهات الأمنية المختصة في لندن، معتبرًا انه في دولة تحترم القانون.
يشتد العصب الانتخابي مع اقتراب موعد الاستحقاق الديمقراطي نهار الاحد المقبل، وتزداد حماوة المعركة بين الأطراف المتنازعة للوصول الى قاعة البرلمان.
فهل فيض التصريحات لدى بعض المرشحين سيغير من الجحيم الذي يعيشه المواطن يومياً؟
وهل سيكون صندوق الاقتراع هو عينه “صندوق الأمنيات” الذي سيقلب الواقع اللبناني وينتشله من الجحيم؟ وهل ستنهي “شبح الفراغ الرئاسي” الذي ينتظر البلد؟
ربما من يقرأ الواقع اللبناني يعلم جيداً، أن الانتخابات النيابية أصحبت “فلكلوراً” شعبياً لا أكثر!