إسرائيل تحرك “عربات النار”.. فهل تمتد إقليمياً؟

/ علاء حسن /

بدأ العدو الإسرائيلي أكبر مناوراته على الإطلاق تحت مسمى “عربات النار”، والتي تستمر لأربعة أسابيع، وتحاكي حرباً شاملة من الشمال والجنوب، والتي ستتعامل مع سيناريوهات مختلفة لأوضاع بالغة الخطورة، من أجل تحسين استعداد قوات الاحتلال الإسرائيلية للحرب على عدة جبهات على “ساحة معركة ديناميكية ومتغيرة”، بحسب بيان جيش الاحتلال.

المناورة، التي تأجلت عاماً كاملاً نتيجة عملية “سيف القدس”، من المقرر أن تشارك فيها القطعات العسكرية كافة، بما فيهم جنود الاحتياط والجبهة الداخلية، لمواجهة حرب تشمل تهديدات برية من الشمال (جنوب لبنان والقنيطرة) والشرق (الضفة الغربية) والجنوب (قطاع غزة وسيناء) وإطلاق صواريخ من عدة جبهات ومنها “أراضٍ بعيدة” عن فلسطين المحتلة.

وتأتي هذه المناورات في ظل التوتر الكبير في القدس ومناطق أخرى من فلسطين، بسبب العمليات الفدائية التي يقوم بها المقاومون الفلسطينيون منذ أكثر من شهر، والصدامات التي حصلت في الحرم القدسي الشريف، والتي أوصلت “حماس” بشأنها رسائل شديدة اللهجة إلى اسرائيل عبر الوسيط المصري، محذرة أياها من أي تصعيد.

وفي هذا السياق، استمر اجتماع الكابينت الإسرائيلي الأخير أربع ساعات وحضره رئيس الوزراء بينيت، ووزير الحرب غانتس، ووزير الخارجية لابيد، ورئيس الأركان كوخافي، وقائد سلاح الجو تومر بار، ورئيس مجلس الأمن القومي إيال هولتا، ورئيس الموساد ديدي برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار.

وحضرت في الاجتماع قضيتان أساسيتان: “عملية عسكرية ضد قطاع غزة، ومخيم جنين”. وبحسب القناة 12، فإن جيش الاحتلال أصر على تنفيذ عملية عسكرية ضد جنين، لكن هناك مشكلة تتمثل في زيادة العمليات الفدائية في الضفة الغربية. وأضافت القناة 12 “أن المؤسسة الأمنية ستجتمع مرة أخرى خلال الأيام القليلة القادمة، لاتخاذ قرار بتحديد معادلة جديدة ضد قطاع غزة”.

إلا أن القناة 13 قالت إن بينيت وافق على تنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة، لكن غانتس وجهاز “الشاباك” والجيش رفضوا ذلك، وقالوا إنه يجب الاكتفاء بتكثيف عمليات الاعتقال في الضفة الغربية.

في المقلب الآخر، قالت مصادر في المقاومة الفلسطينية إن الفصائل في غزة رفعت حالة التأهب إلى أعلى درجاتها القصوى، خوفاً من إقدام العدو على غدر بزعمه تنفيذه لمناورته الأركانية، وهذا ما أكده الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله في كلمته في يوم القدس قبل نحو أسبوعين في معرض حديثه عن المناورات الاسرائيلية، أن “المقاومة في لبنان ستكون في أعلى درجات الاستنفار ‏والجهوزية، وهذا أمر بُلغ به الأخوة ويقومون بالتحضير له، حتى لا نؤخذ على حين غفلة”. وأضاف “أي خطأ أي حماقة أي عمل عدواني ‏صغير أو كبير يمكن أن يُقدم عليه العدو الإسرائيلي، سيتم الرد عليه سريعاً ومباشرةً”.

من جهة أخرى أفادت مصادر مطلعة أن جاهزية المقاومة شملت محور المقاومة ككل، وليس فقط فلسطين ولبنان، وأن هذه الجاهزية لم تبدأ اليوم، بل بدأت عندما وافقت حكومة الاحتلال على اقتحام المسجد الأقصى، الأمر الذي استدعى جاهزية المقاومة للرد على أي تصعيد محتمل، في إطار الحرب الإقليمية الشاملة التي طرحها الأمين العام لـ”حزب الله” العام المنصرم.

إلى ذلك حصل تطور هام تمثل في زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولقائه نظيره الإيراني السيد ابراهيم رئيسي والمرشد السيد علي الخامنئي، في زيارة تم الإشارة إليها على أنها “زيارة عمل” وحصل فيها اجتماعان مع السيد خامنئي، أحدهما مغلق، بحسب المصادر المطلعة، في تأكيد على تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي وصف الزيارة بأنها فتحت أفقاً جديداً في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

بين المناورات الإسرائيلية، وبين استنفار المقاومة، وزيارات العمل السياسية، ستحدد الأيام المقبلة وجهة العدو، ومعه المنطقة بأسرها.