الحريري “مش راجع” قريباً.. و”مش راجع عن المقاطعة”!

/ خلود شحادة /

أعطى اقتراع المغتربين، في مرحلتي الجمعة والأحد، انطباعاً بعدم وجود زخم وحماس عند المغتربين للتصويت، وبدا كأن شريحة كبيرة منهم قد غابت عن عمليات الاقتراع، إما في سياق قرار مقاطعة، أو في سياق برودة لدى الناخبين المغتربين.

وعلى الرغم من كل الضجيج حول نسب مرتفعة لاقتراع المغتربين، إلا أن التدقيق يكشف أن هذه النسب هي أصلاً من مجموع الذين كانوا تسجّلوا للإقتراع فقط، وليس من مجموع المغتربين.

ويبدو أن هذه البرودة في اقتراع المغتربين، قد شجّعت تيار “المستقبل” في داخل لبنان، على رفع منسوب عمل ماكيناته لتفعيل المقاطعة “حيث يجب”، على اعتبار أن الاقتراع قد يكون ضرورياً في بعض الدوائر الانتخابية لـ”اعتبارات موضوعية” و”موضعية”، بنظر قيادات في “المستقبل”.

قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏ و‏نص‏‏

وفي هذا السياق، يجري الحديث عن تشديد على المقاطعة الكاملة في العاصمة بيروت، والبقاع الغربي ـ راشيا، وإقليم الخروب، وصيدا ـ جزين، وبعلبك ـ الهرمل، وزحلة ـ البقاع الأوسط، والكورة ـ البترون ـ زغرتا، ومقاطعة جزئية في طرابلس ـ الضنية لا تشمل المنية وحرية انتخاب في عكار.

ويفترض أن تنطلق، اعتباراً من اليوم، ورشة تفعيل المقاطعة “الزرقاء”، والتي ستشكّل ـ في حال نجاحها ـ نكسة كبيرة للمراهنين على وراثة الرئيس سعد الحريري، وللمرشحين الخارجين من رحم تيار “المستقبل”، وكذلك لحلفاء “المستقبل” السابقين من “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”.

تزامنت هذه الأجواء مع ارتفاع وتيرة تعليق صور الرئيس سعد الحريري في العديد من أحياء العاصمة بيروت، وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة الانتخابات.

وكان لافتاً أن الحملة التي شنّتها الصحف السعودية على الرئيس الحريري، قد ساهمت في شدّ عصب تيار “المستقبل”، ورفع مستوى التعاطف مع الحريري، معتبرين أن استهدافه بهذا الشكل إنما هو اغتيال سياسي له وللسنّة في لبنان، يشبه الاغتيال الجسدي الذي استهدف الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

لكن ما زاد من توتّر شارع “المستقبل”، وكذلك المزاج السني بشكل عام، هو “الرعاية” السعودية، المباشرة، وعبر السفير السعودي وليد البخاري، والمبالغ فيها، لـ”القوات اللبنانية”، واحتضان رئيسها سمير جعجع وتقديمه كوريث للرئيس الحريري في الزعامة السنّية، خصوصاً مع الضغوط والإغراءات التي تمارس في الشارع السني ومع العشائر العربية، للتصويت للوائح “القوات اللبنانية”. وقد تسبب ذلك في ردود فعل حادة لا بد أن تترك آثارها بالغة يوم الانتخابات، سواء بالمقاطعة، أو على مرشحي “القوات اللبنانية”.

وقد عبّرت بعض الشعارات التي رفعت في العاصمة عن هذا “الغضب المستقبلي”، خصوصاً أن بعض اليافطات الزرقاء تضمّنت شعارات تردّ على الشعارات الحمراء لـ”القوات اللبنانية” في هذه الانتخابات “نحن فينا…”، وجاء في الردّ: “نحن فينا ننتخب.. بس ما بدنا”.

هذه الأجواء، كان سبقها ترويج معلومات عن عودة الرئيس الحريري إلى بيروت هذا الأسبوع، بهدف كسر قرار المقاطعة ودعوة أنصاره إلى المشاركة بالاقتراع في الانتخابات النيابية لصالح لوائح الرئيس فؤاد السنيورة في بيروت وطرابلس و”لوائح المعارضة” في مختلف المناطق، والمقصود بـ”لوائح المعارضة” هو لوائح “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الإشتراكي” وحزب “الكتائب”.

إلا أن قيادات في تيار “المستقبل” نفت هذه المعلومات، مؤكّدة أن الرئيس الحريري مستمر بقرار “الانكفاء” وعدم المشركة في هذه الانتخابات، ومعتبرة أن ما يتردّد عن تراجع الرئيس الحريري عن موقفه هو في سياق حملة لخلق إرباك وللضغط من أجل المشاركة في الانتخابات.

وأكدت هذه القيادات أن الرئيس الحريري “مش راجع” في الوقت الراهن، “ومش راجع عن قراره”.

 

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏