ما هي أسباب انسحاب المرشحين السنّة في البقاع الغربي؟

/ هبة علّام /

نظرياً، تلقّت “القوات اللبنانية” ضربة جديدة في البقاع الغربي، بعد ما تعرضت له لائحتها الانتخابية في بعلبك – الهرمل.

ففي دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي – راشيا)، بذلت “القوات” جهداً كبيراً حتى تمكّنت من تشكيل لائحة بمواجهة لائحة وائل أبو فاعور ولائحة حسن مراد وباقي اللوائح.

معاناة “القوات” جاءت نتيجة اعتذار الحزب “الاشتراكي” عن التحالف معها، نزولاً عند رغبة المرشّح النائب محمد القرعاوي الذي رفض الانضمام إلى لائحة فيها مرشّح “قواتي” بعد القطيعة بين بيت الوسط ومعراب، وبطبيعة الحال فإن أبو فاعور بحاجة ماسّة إلى الأصوات السنيّة الأكثر حضوراً في هذه الدائرة، والتي يتأثّر قسم كبير منها بتوجهات تيار “المستقبل”.

اليوم، خسرت “القوات” كل هذا الجهد للاستمرار في خوض معركتها، بعد انسحاب رئيس اللائحة المرشّح عن المقعد السنيّ خالد العسكر، قبل أيام من الاستحقاق، وكان قد سبقه إلى هذا القرار المرشّح عن المقعد السنيّ الثاني محمد قدورة. بذلك تكون قد فرغت لائحة “القوات” (بقاعنا أولاً) من الغطاء السنيّ في الدائرة، بالرغم من أن الانسحاب هذا معنوي وسياسي.

في البداية اعتبر البعض أن الانسحاب هذا أتى على غرار ما حدث في دائرة بعلبك – الهرمل، أي بهدف إغراق “القوات”. لكن الواقع، بحسب ما تفيد مصادر موقع “الجريدة”، فإن تدخلاً سعودياً على خطّ الانتخابات، وبواسطة ديبلوماسية، أدّى إلى هذه النتيجة دعماً للائحة وائل أبو فاعور، وليس استهدافاً للائحة “القوات”.

وتلفت المصادر، إلى أنّ هذا التدخّل ليس طعناً بالحليف “القواتي”، وإنما انطلاقاً من اليقين بأن معركة “القوات” في هذه الدائرة خاسرة. بالمقابل يسعى وائل أبو فاعور إلى تأمين الفوز بحاصلين وخوض المعركة على المقعد الثالث، وهذا لا يمكن تحصيله ما لم تتوحّد أصوات 14 آذار في صناديق الاقتراع. وبالتالي فإن الهدف هو تحصيل أكبر عدد مقاعد لهذا الفريق عوضاً عن تشتيت الأصوات، بما أنّ نتيجة لائحة “القوات” معروفة مسبقاً.

إضافة إلى ذلك، تشير المصادر نفسها إلى أن لائحة حزب “الكتائب” قد تتعرّض للمصير نفسه خلال الأيام المقبلة، خدمة لهذا الهدف.

لكن بالرغم من كل تلك التطورات، فإن الأصوات السنيّة التي كانت ستقترع للمرشحين السنّة على لائحة “القوات”، من غير المؤكد أن تذهب للائحة أبو فاعور والقرعاوي، وبالتالي قد يختار هؤلاء بين خيار المقاطعة وخيار التصويت مثلاً للائحة المجتمع المدني “سهلنا والجبل”. وهنا تكمن المشكلة في نجاح ما يحاول أبو فاعور فعله، خصوصاً وأنّ أجواء المقاطعة لا تزال تسيطر على المزاج الانتخابي داخل الطائفة السنيّة في البقاع الغربي.