/ فاطمة ضاهر /
نظام القبة الحديدية هو سلاح دفاعي متحرّك لمقاومة الصواريخ القصيرة المدى وقذائف المدفعية عيار 155 ملم التي يصل مدى خطرها حتى 70 كلم في الظروف المناخية كافة ومنها الغيوم المنخفضة، والأمطار، وعواصف الغبار أو الضباب، ويستعمل صاروخًا معترضًا وحيدًا مع رأس خاص يفجر أي هدف في الهواء خلال ثوانٍ.
الّا أن تلك القبة الحديدية فشلت أمس بالتصدي لرشقات المقاومة الفلسطينية، وتصدرت الـ”تريند” بعد أن أطلقت عشرات من صواريخ “القبة” في سماء غزة، بعدما أربكتها طلقات رشاشات من العيار الثقيل أطلقت من غزة.
لم تعمل “القبة الحديدية” عندما أطلق صاروخ من غزة نحو مستوطنة سديروت، أي أنها لم تعترض الصاروخ، أي أن ما حدث هو خطأ في تشغيل صواريخ “القبة الحديدية” في منتصف الليل.
لذلك سارع رواد الـ”سوشيال ميديا” لانتهاز الفرصة والتصويب على فشل “القبة” لأنه يشكل إخفاقاً لقوات الاحتلال التي تتكلف المليارات على هذه المنظومة الدفاعية، إذ تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد من 35 إلى 50 ألف دولار، وقد أطلقت العشرات منها هباءً مساء أمس.
https://twitter.com/MAbwhya/status/1517080120514727936?s=20&t=4ZtCFRt40IrCZkDhhc9zww
ميزات نظام القبة الحديدية
يرى خبراء كيان الاحتلال أن أحد الإنجازات التي يتميَّز بها نظام القبة هو جهاز رادار متطور يستطيع التمييز بين قذائف صاروخية يمكن أن تصيب منطقة آهلة بالسكان وأخرى يمكن أن تسقط في منطقة غير مأهولة.
وتشمل المنظومة نظام تعقُّب وبطارية مكونة من عشرين صاروخًا اعتراضيًا موجَّهًا بالرادار لتفجير قذائف المدفعية في الجو، فضلاً عن استهداف صواريخ “كاتيوشا” يراوح مداها ما بين 5 كلم و70 كلم. كما يعتمد النظام على التعاون مع سلاح الجو والمضادات الأرضية لمواجهة صواريخ المقاومة.
ويشمل هذا النظام جهاز رادار، ونظام تعقّب، وبطارية مكونة من 20 صاروخًا اعتراضيًا تحت إسم «تامير».
عمل النظام
يكتشف رادار القبة ويحدد الصاروخ أو قذيفة المدفعية المنطلقة ويرصد مسارها. ثم تنقل معلومات الهدف الى نظام إدارة المعركة والتحكّم بالسلاح للمعالج. فيحلل مسار الخطر بسرعة وتقدّر نقطة الإصابة المتوقعة. وإذا طرح المسار المقدر للصاروخ خطرًا حرجًا يعطى أمر خلال ثوان لينطلق صاروخ معترض ضد التهديد المحدق. ويتلقى هذا الأخير مستجدات المسار من نظام إدارة المعركة من وصلة اتصال. ويقترب الصاروخ المعترض من الهدف ويستعمل راداره الباحث لاكتشاف الهدف ليوجه ضمن المسافة المقطوعة، ويفجّر رأس الهدف الحربي فوق منطقة محايدة تقليلاً للضرر الملازم عن المنطقة المحمية.
عيوب
انتُقدت “القبة الحديدية” لتكلفتها الباهظة حسب البعض، حيث تقدر تكلفة الصاروخ المعترض ما بين 35 ألف و 50 ألف دولار، وحتى 62 ألف دولار وفقاً لمصدر فرنسي.
كما صدرت انتقادات حول عدم فعالية القبة الحديدية أمام صواريخ “القسام” إذا أطلقت من مسافات قصيرة جدا.
واعتبر قائد الوحدة 81 للتكنولوجيا في جيش الإحتلال أنه “من الخطأ من قبل إسرائيل أن تعتمد فقط على نظام دفاع فعال يعتمد على تكنولوجيا الصواريخ الاعتراضية، من أجل توفير استجابة فعالة للتهديدات الصاروخية، التي قد تلحق أضراراً بالغة بالحرب المستقبلية في الجبهة الداخلية، ومنشآتها الاستراتيجية وقوات الجيش، وتشمل هذه التهديدات الطائرة وصواريخ وقذائف”.
وأضاف أن “نظام القبة الحديدية له العديد من القيود، بما في ذلك نطاق الاعتراض الفعال للصاروخ قصير الاعتراض، لأنه في كثير من الحالات يحدث الاعتراض فوق منطقة الاستهداف، وكذلك لديه قيود في اعتراض الصواريخ الباليستية التي يجري إطلاقها على المديين المتوسط والبعيد، وغير قادرة على التعامل مع صواريخ العدو القابلة للمناورة الدقيقة.