الصيام المتقطّع يؤثر على نمو الشعر؟

يلجأ عديدون إلى ما يُعرف بالصيام المتقطع Intermittent fasting، وهو مصطلح واسع يشمل طرقاً مختلفة للتناوب بين فترات الأكل والصيام. وعلى الرغم من أنه قدّم لكثيرين فوائد جمّة كفقدان الوزن وتقليل الالتهابات، نبقى بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لاختبار عدد من الادّعاءات الشائعة بشأنه، ولكشف التأثيرت المحتملة  غير المرغوبة.

وأكد بينغ زانغ، المؤلف الرئيسي للدراسة والمتخصص في بيولوجيا الخلايا الجذعية في “جامعة ويستليك” في الصين، أن “هذه الأخبار لا ينبغي أن تطغى على الفوائد المحتملة للصيام المتقطع. وفي المقابل، قد تعتبر بمثابة تذكير لما لم نعرفه بعد عن هذا النظام الغذائي، وكيف أن الفوائد الصحية المحتملة قد تصاحبها آثار جانبية مفاجئة”، بحسب مقال نشره موقع “ساينس أليرت” Science Alert.

وتذكيراً، تظهر الخلايا الجذعية Stem Cells في المراحل المبكرة من نمو الجنين، ثم تتفرع منها أنواع الخلايا التي تكوِّن مختلف الأنسجة والأعضاء في الجسم.

من جهة أخرى، أظهرت دراسات سابقة أن الصيام المتقطع يمكن أن يعزز مقاومة الإجهاد في بعض الخلايا الجذعية، بحسب توضيح من تشانغ وزملائه، بما في ذلك تلك المرتبطة بالدم والأنسجة المعوية والعضلية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف يؤثر هذا النهج على الأنسجة الطرفية كالجلد أو الشعر. وقد اعتقد باحثون بأن الأخيرة قد تتجدّد مع الصيام المتقطع.

ولحسم المسألة، لجأ العلماء إلى إدخال عدد من فئران، حُلِق شعرها، ضمن مجموعتين مارستا نمطين مختلفين من الصيام المتقطع، بالإضافة إلى انضمام عدد منها إلى مجموعة ثالثة تمتعت بوصول غير محدود إلى الطعام. ثم راقبوا نمو الشعر لدى المجموعات الثلاث.

لم يحصل تجدد للشعر لدى الفئران الحليقة في مجموعتي الصيام المتقطع، وصار النمو الطبيعي للشعر لديها أبطأ من إيقاعه الطبيعي. وقد دهش العلماء من تلك النتيجة الأخيرة التي تعني أن الصيام المتقطع يبطّئ نمو الشعر.

واكتشف الباحثون أن خلايا جذعية لبصيلات الشعر  لم تتمكن من التعامل مع تأثيرات الصيام المتقطع وما يتضمّنه من عملية التنقّل المستمرّ بين الحصول على الطاقة باستعمال السكّر الآتي من الطعام أثناء فترة الأكل وبين استخدام الدهون كمصدر للطاقة أثناء فترة الامتناع عن الطعام.

وقد لوحظ في الدراسة أن ذلك النوع من الخلايا الجذعية دخل في حالة خمول نتيجة عملية التنقل بين نظامين في الحصول على الطاقة. ومع الخمول، تراكمت أنواع من الدهون حول بصيلات الشعر، مما أوصلها إلى حالة قريبة من التفكّك والفناء.

وفي المجموعة التي حصلت بشكل مفتوح على الطعام، عادت تلك الخلايا الجذعية إلى النشاط بعد نحو 20 يوماً من حلاقة الفئران. وقد ظلّت نشطة حتى نمت الشعيرات من جديد.

لقد أُجريت الدراسة في المختبر على الفئران، ثم طبّقت النتائج المستخلصة من تلك القوارض على أنسجة بشرية زُرِعَتْ في أطباق مختبرية، فأعطت نتائج مشابهة.