فتحت الشرطة الكورية الجنوبية، الخميس، تحقيقا مع الرئيس يون سوك يول بتهمة “التمرّد” بسبب محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد. وقال رئيس دائرة التحقيقات في الشرطة الوطنية وو كونغ-سو أمام النواب إنّ الشرطة بدأت التحقيق مع الرئيس يون سوك يول بتهمة “التمرد” بسبب إعلانه الأحكام العرفية لبضع ساعات مساء الثلاثاء، قبل أن ترغمه السلطة التشريعية على رفعها.
من جانبه، طالب زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية تشو كيونغ-هو، الخميس، رئيس الجمهورية بمغادرة حزبه، وذلك غداة محاولة الرئيس فرض الأحكام العرفية في البلاد. وقال رئيس حزب “قوة الشعب” هان دونغ ـ هون: “لقد طلبت أن يغادر الرئيس الحزب”، مشددا على أنّ حزبه “لا يحاول الدفاع عن الأحكام العرفية غير الدستورية التي فرضها الرئيس” لساعات ليل الثلاثاء ـ الأربعاء قبل أن ترغمه السلطة التشريعية على رفعها.
من جهته، أعلن رئيس الكتلة النيابية للحزب الحاكم في كوريا الجنوبية أنّ جميع أعضاء الكتلة سيصوّتون ضدّ مشروع القانون الذي طرحته المعارضة بقصد عزل الرئيس يون سوك يول بسبب محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد. وقال تشو كيونغ ـ هو خلال اجتماع حزبي بثّت وقائعه مباشرة على الهواء إنّ “جميع نواب حزب قوة الشعب البالغ عددهم 108 نواب سيظلّون متّحدين لرفض عزل الرئيس”، علماً أنّ المعارضة تحتاج إلى أصوات ثمانية نواب من الحزب الحاكم للتصويت معها لتمرير مشروع قانون العزل.
في السياق، أعلن ديوان الرئاسة في سيول، الخميس، أنّ وزير الدفاع كيم يونغ ـ هيون قدّم استقالته إلى رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول الذي قبلها وعيّن سفير البلاد في السعودية بدلا منه. وقال ديوان الرئاسة في بيان: “اليوم، قبِل الرئيس استقالة وزير الدفاع الوطني كيم يونغ-هيون ووافق على مغادرته واختار مكانه السفير لدى المملكة العربية السعودية تشوي بيونغ هيوك مرشّحا للمنصب الوزاري”.
وفجر الأربعاء، رفع رئيس كوريا الجنوبية الأحكام العرفية التي فرضها الثلاثاء وأدت إلى محاصرة قوات من الجيش الكوري الجنوبي مبنى البرلمان، قبل أن ينجح مشرعون في اقتحامه والتصويت على رفض الحكم العسكري. وقال يون إن حكومته سحبت قوات الجيش بعد تصويت برلماني رافض للأحكام العرفية، وتم رفع الإجراء رسمياً حوالي الساعة 4.30 صباحاً بالتوقيت المحلي خلال اجتماع لمجلس الوزراء.
وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد أعلن الأحكام العرفية مساء الثلاثاء، خلال بث تلفزيوني مباشر، في خطوة فاجأت المجتمع الدولي وخلقت حالة من الاضطرابات داخل البلاد.