رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في حديث صحافي أن الطروحات التي قدمها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان كانت قادرة على إنهاء الحرب، رغم أن بعضها يتجاوز السيادة اللبنانية.
واعتبر أنه من الضروري تجنب الطروحات المستقبلية التي قد تمس السيادة اللبنانية بشكل أكبر.
وقال جعجع إن موازين القوى تشير إلى أن الجمهورية الإسلامية لن تنتصر في هذه الحرب، بينما ستخرج الجمهورية اللبنانية منتصرة.
ولفت إلى أن “القوات اللبنانية” قدمت رؤيتها السياسية خلال لقاء “معراب 2” الذي عُقد منذ أسبوعين، موضحًا الخلفيات والأسباب التي أدت إلى هذا الطرح في ظل الحرب القائمة.
وأوضح جعجع أن الحرب الحالية في الجانب الفلسطيني قد انتهت في غزة، بينما الحرب المستمرة هي بين العدو الإسرائيلي وإيران، مع انعكاسها على الأراضي اللبنانية.
ورأى أنه يجب إنهاء الوضع القائم في لبنان الذي يعاني من الموت والدمار، مشددًا على ضرورة التزام الحكومة بالقرارات الدولية مثل 1559 و1680 و1701.
وردًا على إعلان الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي الموافقة على تطبيق القرار 1701، اعتبر جعجع أنهما يتذاكيان، إذ يلتزمان بهذا القرار في الوقت الذي يتجاهلان فيه القرارين 1559 و1680.
وطالب بتطبيق اتفاق الطائف ووقف الهيمنة المسلحة في لبنان.
وأشار جعجع إلى أن لا أحد يرغب في مواجهة الحقيقة.
واعتبر أن طرح باسيل بأن المطالبة بنزع سلاح “حزب الله” تعتبر خيانة، لا يمكن أن يكون مقياسًا للكرامة والشرف.
وفيما يتعلق بالمعارضة، قال جعجع إن دورها يتمثل في طرح مواقفها ووجهات نظرها، مشيرًا إلى تنامي عدد نواب “القوات اللبنانية” في البرلمان منذ عام 2005.
وانتقد عدم تعاون بعض الكتل مع المعارضة، مبرزًا أن “المعارضة هي معارضة كأي دولة أخرى”.
وأوضح جعجع أن “معراب” ليست أرضًا محرمة، متحدثًا عن عدم حضور البعض للاجتماعات بدوافع سياسية ضيقة.
وقال إن “القوات” تملك مواقف واضحة، مستشهدًا بالجديد في مجلس النواب.
وعند الحديث عن الانتخاب الرئاسي، أضاف جعجع أن الانتخابات يجب أن تتم دون انتظار التوافق على مرشح محدد.
ورأى أن أي مرشح يحتاج إلى 65 صوتًا للفوز، في حين أن قائد الجيش يحتاج إلى 86 صوتًا، وهو عدد يصعب تأمينه في الوضع الحالي.
ولفت إلى أن استمرارية التوترات قد تؤدي إلى المزيد من الدمار في لبنان، مشددًا على ضرورة إعلان الحكومة التزامها بالقرارات الدولية.
جعجع عزا الوضع في لبنان إلى “حزب الله” وحلفائه، رافضًا تحميل “القوات” مسؤولية الأوضاع الحالية.
وأوضح أنه يتواصل مع بري بين الحين والآخر، واعتبر أن إيران تدير اللعبة في لبنان، مشددًا على ضرورة وجود سياسة داخلية مستقلة.
ورفض جعجع الاتهامات بأن أجندة “القوات” تتلاقى مع الأجندة الصهيونية، قائلاً إن الطرح يتصل برغبة قيام دولة في لبنان.
وأشار إلى أن لبنان يتجه نحو مزيد من الدمار إذا استمرت الأوضاع على حالها، داعيًا إلى حلول سريعة.
وأكد جعجع أنه ليس مرشحًا حاليًا لرئاسة الجمهورية، مستعرضًا عدم وضوح طموحاته السياسية، مشددًا على أهمية الخيارات الديمقراطية في لبنان.