| ناديا الحلاق |
لم تسلم السيارات من العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مئات المعارض في الجنوب والضاحية الجنوبية، ما ألحق بالقطاع خسائر قدّرت بعشرات ملايين الدولارات وجعتله يئن تحت الركام في وقت لا يعلم فيه المستوردون بعد، إن كان هناك من سيعوض عليهم خسائرهم على الرغم من قناعتهم بأن “الله وحده بعوض”.
عقب انفجار المرفأ، طال القطاع أضرار فادحة/ فطلبت الهيئة العليا للإغاثة وقيادة الجيش من المعارض إحصاء السيارات المتضررة، ولكن حتى اليوم ما زال أصحابها ينتظرون “فرج التعويضات”، في وقت لا تغطي شركات التأمين خسائر الحروب والقصف. وعلى ما يبدو أن قطاع السيارات في لبنان وحده من سيتحمل هذه الخسارة في ظلّ دولة “معطّلة”.
ومنذ العام 2019 وقطاع معارض السيارات يرزح تحت الصفر بأشواط، بدءًا من الأزمة الاقتصادية، مروراً بجائحة كورونا ووصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت، وبعدها رفع الدولار الجمركي وإقفال مصلحة تسجيل السيارات. لتأتي الحرب بين العدو الاسرائيلي و”حزب الله” لتزيد “الطين بلة”.
بعد أن استهدفت غارات اسرائيلية في الجنوب حوالى 300 معرضاً تتضمن 10 آلاف سيارة تقريباً، تعرض أكثر من 40% منها للقصف والاحتراق والضرر، أما في الضاحية الجنوبية فقُصف 100 معرضاً للسيارات تحتوي على 2000 سيارة تقريباً ما ألحق ضرراً بأكثر من 50% منها، فيما قدرت خسائر السيارات المادية في الجنوب والضاحية معاً بـ 50 مليون دولار تقريباً، أما السيارات التي نجت من القصق فتم نقلها إلى أماكن أكثر أمناً.
وعلى الرغم من أن القيّمين على القطاع قدروا الخسائر بـ 50 مليون دولار، إلا أنه لا يمكن تأكيد هذا الرقم، ويمكن أن يكون أكثر بكثير، خصوصاً وأن خسارات القطاع لم تتوقف عند قصف السيارات فحسب، بل تمتد لتطال الشلل الذي أصاب القطاع ككل في ظل ارتفاع الأكلاف التشغيلية للمعارض، فالحرب الدائرة قوّضت قطاع بيع السيارات بعد أن سجل صفر بالمئة مبيعات، ما ألحق بالتجار والعاملين خسائر كبيرة وأفقدتهم مورد رزقهم، لتبقى آمالهم معلقة على تطورات إيجابية تتيح لهم العودة مجدداً للعمل.