نجح مؤرخ الانتخابات الرئاسية الأميركية والأستاذ بالجامعة الأميركية، آلان ليشتمان، في التنبؤ بشكل صحيح تقريباً بكل فائز رئاسي بالبيت الأبيض منذ عام 1984، عبر استخدام تحليل يستند إلى 13 “مفتاحا”.
وبالنسبة لسباق الرئاسة الأميركية لسنة 2024، بين الحزبين “الديمقراطي” و”الجمهوري”، وبالتالي بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس (بعد أن يرشحها الحزب الديمقراطي رسمياً)، قال ليتشمان في مقابلة مع شبكة “CNN”: “الأمر المثير للدهشة هو مدى التغيير القليل الذي طرأ على المفاتيح”.
أضاف: “المفاتيح هي النجم الشمالي Northstar، إنهم لا يتأثرون بأي من أحداث الحملات الانتخابية هذه، حيث تعمل هذه المفاتيح على هيكل كيفية عمل انتخابات الرئاسة كأصوات لصالحك أو ضدك ـ ومع تنحي بايدن، يفقدون (الديمقراطيون) مفتاح شغل المنصب. لكن الديمقراطيين عملوا بذكاء واتحدوا حول كامالا هاريس. وهذا يعني أنهم يحتفظون بمفتاح المسابقة. لذا، لا يزال يضع الديمقراطيين في وضع جيد لإعادة انتخابهم، وسيتعين عليهم ارتكاب الكثير من الأخطاء حتى يخسروا، وهو ما كنت أقوله منذ أشهر، ولم يغير أي من الأحداث الأخيرة هذه ذلك على الإطلاق”.
وتابع: “كان الديمقراطيون سيئين للغاية في إرسال الرسائل لفترة طويلة جدًا عودة إلى إدارة أوباما الذي كما تعلمون، كان ناجحًا للغاية، لكن الديمقراطيين خسروا كل شيء خلال سنوات أوباما، أعتقد أن لدى هاريس فرصة لإعادة ضبط الحوار حول الاقتصاد، وهناك الكثير مما يمكنك التحدث عنه بطريقة إيجابية، ولكن عليك اختصاره في رسالة بسيطة مقنعة، إذ كان الجمهوريون رائعين في ذلك، وكان الديمقراطيون يعانون من النقص بإيصال ذلك بشكل رهيب”.
وبعيدًا عن مباراة العودة المملة التي دفعت العديد من الأميركيين إلى الابتعاد عن السياسة، شهدت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 تقلبات جامحة ومنعطفات مخيفة، إذ لم يتوقع أحد أن تنهار حملة الرئيس جو بايدن في أقل من شهر، من صدمة أدائه في مناظرة CNN في أواخر يونيو/ حزيران إلى قراره بالتنحي في السباق في أواخر يوليو/ تموز. لقد تحول الديمقراطيون من القلق بشأن ترشيحه إلى إثارة جديدة بشأن نائب الرئيس كامالا هاريس كبديل له.
ولم يتوقع أحد محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو الحدث الذي وحد الجمهوريين حوله، وأظهر الكثير في حزبه نوعًا من التبجيل الإلهي لتجربته التي كانت على وشك الموت، لذا، فإننا لا نعرف على وجه التحديد ما الذي سيحدث في السباق نحو يوم الانتخابات في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر)، أو ما قد يأتي بعد ذلك، عندما تبدأ عملية الهيئة الانتخابية الفريدة من نوعها في البلاد.