مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 23/7/2024
العين في هذه الأيام على الولايات المتحدة من زوايا عدة تكاد تلتقي عند استحقاقها الإنتخابي المثير وانعكاسات نتائجه على ملفات العالم ومن ضمنه منطقتنا ولا سيما فلسطين ولبنان.
آخر معطيات هذا الإستحقاق يظهر نجاح وريثة الرئيس جو بايدن (كامالا هاريس) في انتزاع موقع قوي لضمان تسمية حزبها الديمقراطي لها كمرشحة لخوض الإنتخابات في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب.
وإذا كانت استطلاعات الراي تضع الآن المرشحين في مواقع متقاربة فإن الجميع بانتظار أن يحسم الحزب الديمقراطي مرشحه رسميا في مؤتمره الذي يبدأ في التاسع عشر من آب المقبل.
وقبل أقل من شهر من هذا الموعد حصدت (هاريس) دعم غالبية المندوبين الديمقراطيين البالغ عددهم نحو اربعة آلاف شخص يختارون مرشح الحزب رسميا
ومن أوجه قوتها ايضا أن المانحين ضخوا مبلغا قياسيا تجاوز ثمانين مليون دولار في حملتها خلال أربع وعشرين ساعة بعد تنحي بايدن عن الترشح وهو أكبر مبلغ ليوم واحد في تاريخ الرئاسة الأميركية.
لكن عناصر القوة هذه لا تلغي التحديات التي تواجهها هاريس ولا احتمالات الفشل في بقائها بالبيت الأبيض رئيسة بدل نائبة الرئيس.
الولايات المتحدة الغارقة في استحقاقها الإنتخابي تستقبل حاليا رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي يعتبر زيارته حبل نجاة له لمواجهة طوق الداخل المضروب عليه وحصار الخارج الذي لم يعد قادرا على مجاراته في الجرائم المرتكبة في غزة
حتى الآن حسم موعد اجتماع نتنياهو مع الرئيس بايدن يوم الخميس فيما لم يوافق ترامب بعد على استقباله أما هاريس فأكدت أنها ستلتقيه هذا الأسبوع في البيت الأبيض علما بأنها لن تحضر جلسة الكونغرس التي سيلقي خلالها نتنياهو خطابا لأنها ستكون منشغلة بالتحضير لخوض السباق الرئاسي.
وفي ما يبدو أسلوبا دعائيا اصطحب رئيس الوزراء الإسرائيلي معه إلى واشنطن بعض الأسرى المفرج عنهم وعائلات آخرين ما زالوا محتجزين في غزة.
ويشكل هذا الأمر محاولة استعطاف سيستغلها خصوصا خلال إلقائه خطابا في الكونغرس.
على خط آخر اختتمت الفصائل الفلسطينية وبينها حركتا حماس وفتح اجتماعاتها في الصين بإعلان اتفاق سمي (إعلان بكين) لإنهاء الإنقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية,
وينص الإتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال وفك الحصار الهمجي عن غزة والضفة الغربية.
على الضفة اللبنانية اعتداءات إسرائيلية متواصلة ابرز وقائعها اليوم غارة بمسيرة على سيارة في شقرا أسفرت عن سقوط شهيد فيما كان الطيران الحربي يستبيح الأجواء اللبنانية خارقا جدار الصوت ولا سيما فوق العاصمة.
وفي مقابل تمادي العدو في اعتداءاته أضافت المقاومة مستوطنة جديدة إلى دائرة الإستهداف للمرة الأولى وهي مستوطنة (تاسوريال) في الجليل الغربي والتي تبعد سبعة كيلومترات عن الحدود.
اسرائيل تفاوض بيد، وتواصل عملية القتل باليد الاخرى. فنتنياهو في واشنطن لاجراء محادثات مع الرئيس الاميركي بايدن ونائبته هاريس، والاهم لالقاء خطاب امام الكونغرس الاميركي الاربعاء، ينتظر ان يحدد مسار الامور والتطورات في المنطقة في المرحلة المقبلة.
والخميس يصل الى الدوحة وفد اسرائيلي، وذلك للبحث مع رئيس الوزراء القطري في ثلاثة مطالب اسرائيلية جديدة تسعى اسرائيل الى تحقيقها، كشرط لقبولها باقرار هدنة وتبادل الرهائن مع حركة حماس. في المقابل، اسرائيل تواصل عملياتها العسكرية في خان يونس التي اسفرت حتى الان عن مقتل ما لا يقل عن سبعين شخصا.
وفيما العالم ينتظر خطاب نتنياهو، ونتائج مفاوضات قطر ، فان لبنان ينتظر جواب رئيس مجلس النواب على جلسة المساءلة البرلمانية التي طالبت قوى المعارضة بعقدها لمناقشة التطورات الميدانية في الجنوب.
واللافت انع رغم مرور اكثر من ثلاثين ساعة على دعوة المعارضة، فان اي رد فعل لم يصدر بعد من عين التينة. البداية من زيارة نتنياهو الى واشنطن، حيث يحاول ترسيخ دعم الحزبين لاسرائيل.
لم يخرج رمح يافا من قلب تل ابيب بعد، ولم تبرئ نار الحديدة جرح الصهاينة النازف، فحد مسيرة يافا ما زال يجرح عنجهيتهم، وما ظهر من تفاصيل هويتها سيزيدهم الما..
مسيرة يمنية الصنع والبأس، فلسطينية الاسم والهدف، متعددة المهام بعيدة المدى، تمتلك انظمة للتخفي عن الرادارات والدفاعات الجوية، وتحمل رأسا حربيا شديد الانفجار. هي باكورة المرحلة الخامسة الممتدة ما امتد العدوان على غزة ..
وليافا أخوات على جبهات الاسناد، تشبهها بأسا وهدفا يؤرق مستوطنات الشمال، ومعها صواريخ من العائلة نفسها، المنسوبة لفلسطين وقضيتها وغزة ومظلوميتها، اصابت اليوم مواقع صهيونية جديدة ومقرات مستحدثة لجيشهم ردا على عدوانيته على القرى والبلدات الجنوبية..
اما عدوانية طائراتهم الحربية بخرق حاجز الصوت فوق بيروت والعديد من المناطق اللبنانية، فلن تغطي على عويل مستوطنيهم وجيشهم المكشوف امام تقنيات المقاومين واسلحتهم..
ولن ينقذ الصهيوني بحثه بين مقرات القرار الاميركي عن حصانات لمستقبله السياسي، لن تنفعه من حكم الميدان، والكلمة لغزة وصبر اهلها وليست للخطابات امام الكونغرس، أما جرحه النازف بين جيشه وحكومته فلن تطببه كلمات الدعم الاميركية..
وبحسب خبراء صهاينة لن يكون لدى الاميركيين ما يعطونه من كل اشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي أكثر مما اعطوه – وان تبدلت الادارات، ليعرف نتنياهو ان ادارة الايام الصعبة لكيانه تحتاج الى عدم المكابرة والكف عن الهروب الى الامام قافزا فوق اتفاق لا بد منه لاعادة اسراه ووقف اطلاق النار..
وفيما النار الصهيونية على سعيرها ضد الشعب الفلسطيني، خطت الفصائل الفلسطينية خطوة لاطفاء النار التي تستعر في البيت الداخلي، فكان إعلان بكين لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية بمواجهة حرب الابادة الصهيونية، وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة تشرف على اعادة اعمار القطاع، وتهيئ الظروف للانتخابات العامة بأسرع وقت ..
وفي وقت دقيق كان اعلان من صنعاء عن اتفاق يمني سعودي لحل بعض القضايا الإنسانية والإقتصادية العالقة، وترتيب حركة البنوك والمطارات كخطوة مهمة على طريق الوقف الدائم للعدوان – بحسب رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبد السلام..
الرصاصة التي أصابت أذن ترامب، أسقطت اليوم أيضا ضحية ثانية، بعد الضحية الأولى الرئيس بايدن. كيمبرلي تشيتل مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي استقالت اليوم، بعد تعرض الجهاز لتدقيق شديد بسبب إخفاقه في منع محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي.
تأتي هذه التطورات المتسارعة في وقت تسلط الأضواء في العاصمة الأميركية على الزيارة الاستثنائية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والتي يسود الترقب حيالها انطلاقا من أكثر من محطة:
مضمون الخطاب الذي سيلقيه أمام الكونغرس، ومنسوب التفاعل معه.
مضمون محادثاته مع نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس جو بايدن.
مضمون اللقاء المحتمل مع دونالد ترامب.
هذه المحطات الثلاث ستشكل دفعا لنتنياهو في المسار الذي ينتهجه في حرب غزة وفي الحرب المستجدة مع اليمن.
بند الأسرى سيكون الطاغي، وقد أعطى نتنياهو نفحة أمل لعائلات الرهائن بأعلانه أن الظروف من أجل التوصل لاتفاق تتحسن، وهذا مؤشر جيد.
في الموازاة، وفد اسرائيلي يزور غدا القاهرة لمتابعة هذا الملف، وينتقل لاحقا إلى الدوحة.
الحرب المستجدة مع اليمن تتصاعد مضاعفاتها: مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانز غروندبرغ، قال في إيجاز أمام مجلس الأمن الدولي إن التطورات الأخيرة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة به، تشير إلى أن التهديد الذي يشكله الحوثيون على الشحن الدولي يزداد.
بعيدا من صخب الانتخابات الأميركية وحروب الشرق الأوسط، فرنسا تستعد لحرب من نوع آخر، حرب الميداليات في الألعاب الأولمبية، ومن هذا الحدث نبدأ.
اقتل أربعين ألفا في غزة .. سافر الى واشنطن متجاوزا العدالة الدولية ومذكرات التوقيف .. قف خطيبا كناشط إنساني أمام مجلسي الشيوخ والنواب يصفق لك الكونغرس الاميركي وتفرض عقوبات مسلكية على مقاطعي الخطاب.هي عدالة اميركا .. التي تقلد بنيامين نتنياهو غدا وسام الكلمة كداعية في حقوق الإنسان فيما تاريخ فلسطين اعطاه باشهر تسعة وساما اكبر من نخبة السفاحين عبر التاريخ .يرتفع نتنياهو في الكونغرس على سطح دماء ويقدم خطابا تتناثر منه ارواح اطفال ونساء وصحافيين ومنظمات انسانية.
لكنه يظل زعيما يحتفى به أميركيا وقد تم التصديق على روايته بالدفاع عن النفس وجلسة الخطاب المدججة بالشرطة سيقاطعها عدد من اعضاء الكونغرس, فيما يعتزم نشطاء معارضون للحرب تنظيم احتجاجات في مبنى الكابيتول الأميركي، ووفر المنظمون حافلات
للمدافعين عن حقوق الإنسان للقدوم إلى واشنطن من ولايات عدة في جميع أنحاء البلاد.
وقبل اعتلائه منصة الكونغرس نقل نتنياهو عملية شراء الوقت الى واشنطن في لقائه أهالي بعض المحتجزين في قطاع غزة وطمأنهم بخصوص ذويهم وكشف للعائلات عن اتفاق قد يبرم قريبا لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، موضحا أنه سيكون على مراحل وابلغهم المضي قدما في اتفاق التبادل،بالتزامن مع الضغط العسكري
وفي اثناء تحضيره للقاءات الاميركية تلقى نتنياهو النبأ الموجع من الصين حيث أعلن حصول اتفاق بين الفصائل الفلسطينية لتشكيل “حكومة مصالحة وطنية موقتة” لإدارة غزة بعد الحرب.
والاتفاق ضم أربعة عشر فصيلا فلسطينيا من ضمنها فتح، وحماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعلى قاعدة: اطلب المقاومة ولو في الصين , اتفقت الفصائل على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وإنهائه وفق القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وفي اول تعليق اسرائيلي يعبر عن “طوفان الحقد” للوحدة الفلسطينية قال وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس إن هذا الاتفاق “لن يحدث”، وإن حكم حماس سوف يسحق وعباس سوف يراقب غزة من بعيد.
وبالنسبة لاسرائيل فإن اي اتفاق ” لن يحدث ” حتى ولو كانت قد وقعت عليه بنفسها , واي قرار اممي لن يطبق وعلى رأسها القرار 1701 في لبنان واذ تحدثت نيويوك تايمز عن ما اسمته وساطات بين حزب الله واسرائيل على انسحاب المقاتلين من مناطق حدودية وكشفت عن محادثات غير مباشرة بين الطرفين فإن لبنان يؤكد عبر مسؤوليه الرسميين أن الحدود مرسمة وليس هناك من حاجة الى اتفاقات تسبق وقف اطلاق النار.
وفي سياق المواقف من تفلت الجبهات اكد وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ان جميع من التقاهم في اميركا بلا استثناء، لا يحبذون تفلت الوضع في جنوب لبنان بحيث تصعب السيطرة عليه في حال تدحرجه نحو توسعة الحرب، وقال بوحبيب لصحيفة الشرق الاوسط إن من التقاهم أجمعوا على ترجيح الحل الدبلوماسي على الخيار العسكري، وإن كانوا لا يوفرون الضمانات لما يمكن أن يقرره نتنياهو، لكن اتساع رقعة صواريخ المقاومة اليوم لم يدخل في دائرة التفلت ..وإن أفضى الى وضع نهاية للعام الدراسي المقبل في اسرائيل.