كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نقلاً عن مصادر بأن السعودية وجهت دعوة للرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة الرياض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرياض تتطلع إلى تعميق العلاقات مع بكين وسط توتر العلاقات مع واشنطن.
ومن المتوقع أن تتم الرحلة بعد شهر رمضان، في ما يمكن أن تكون أول رحلة خارجية للرئيس الصيني منذ بدء جائحة كوفيد.
وذكر أحد المصادر الذين نقلت عنهم الصحيفة الأميركية أن “الرياض تخطط لتكرار الاستقبال الحار الذي لقيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عام 2017 عندما زار المملكة”.
وقال مسؤول سعودي: “ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس الصيني صديقان حميمان وكلاهما يدرك أن هناك إمكانات هائلة لعلاقات أقوى”، مضيفاً أن الأمر “ليس مرتبطاً بشراء النفط من المملكة والأسلحة من الصين”.
ولم ترد وزارة الخارجية السعودية والسفارة الصينية في الرياض على طلبات التعليق.
الصحيفة أوضحت أن الزيارة تأتي “وسط تحول جيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تتطلع أميركا إلى تركيز المزيد من الاهتمام والموارد على آسيا بينما توسع الصين وروسيا نفوذهما في المنطقة”.
وأشارت إلى أنه “وسط شكوك حول بقاء واشنطن في السلطة خاصة بعد الانسحاب الأميركي السريع من أفغانستان، يسعى العديد من شركائها الإقليميين إلى إقامة علاقات أمنية واقتصادية جديدة”.
وأفادت “وول ستريت جورنال” بأن الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على التغييرات الجارية في التحالفات التقليدية في الشرق الأوسط، مبينة في السياق أن السعودية رفضت طلبات أميركية لضخ مزيد من النفط للمساعدة في ترويض أسعار الخام كما تجاهلت الإمارات الضغط الأميركي وامتنعت عن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتطرقت الصحيفة للعلاقات الأميركية السعودية، وقالت إن “الرياض أقامت علاقات عميقة مع ترامب الذي وقف إلى جانب المملكة في نزاع إقليمي مع قطر، وسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي عارضته الرياض ووقف إلى جانب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي”.
وأكملت: “لكن قرار الرئيس الأميركي السابق عدم الرد على هجوم إيراني بطائرة بدون طيار وصواريخ على مواقع النفط السعودية الرئيسية في عام 2019 أثار قلق الشركاء الخليجيين الذين اعتمدوا لعقود على الوعد بالحماية الأمنية الأميركية، علماً أن إيران نفت ضلوعها في الهجوم على المنشأة النفطية”.
من جهة أخرى أشارت الصحيفة إلى أن الصين “هي أكبر مستورد للنفط في العالم وأكبر شريك تجاري للسعودية، أكبر مصدر للنفط على مستوى العالم”، مضيفةً أن بكين تحافظ أيضاً على “علاقات دافئة مع إيران والتي قد تسعى الرياض للاستفادة منها إذا تم إحياء الاتفاق النووي بين طهران وأميركا وقوى عالمية أخرى”.