قطاع المطاعم يتحدى الأزمات.. وافتتاح 400 مطعم جديد!

| ناديا الحلاق |

في ظل أزمة لم تنته بعد وحرب مجهولة المصير في الجنوب، يشهد لبنان حركة لافتة في القطاع المطعمي وعلى ما يبدو أن المستثمرين بأعدادهم الكبيرة ركزوا توجهاتهم إلى الشركات المطورة للمطاعم، إما لفتح مطاعم جديدة أو لتوسيع فروع مطاعم أخرى وتصديرها إلى الخارج، ما يؤكد قوة القطاع وجذبه للاستثمارات وخلق فرص عمل للشباب.

والقطاع المطعمي في لبنان لطالما اشتهر بأنه قاطرة أساسية لكل القطاعات الانتاجية ومصدر دخل أساسي للخزينة اللبنانية، كونه من الوجهات السياحية المرغوبة والأكثر طلباً وارتياداً في الشرق الأوسط، فتراثه الاستثنائي وتنوعه الغذائي وما يقدمه من تجربة فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة جعله جاذباً للذواقة ومحبي اللقمة الطيبة.

واقع القطاع المطعمي لا يكشف عن وجود أزمة وخوف من حرب محتملة، فمن يتجول بين مطاعم بيروت أو تلك المتواجدة في المناطق السياحية يرى أنها تعج بالزبائن وكأنها تقول للبناني والعالم “منرفض نحن نموت”.

نعم، المطاعم في لبنان في “عزّها” والاستثمار في القطاع أصبح فرصة ذهبية حتى في أصعب الأوقات.

قبل الأزمة التي ضربت البلاد وصل عدد المطاعم إلى 9 آلاف مطعم تقريباً، إلا أن الأحداث المتتالية التي طالت لبنان بدءً من أزمته الاقتصادية ومن ثم جائحة كورونا وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت، قلّصت عددها حيث أغلق أكثر من 50% منها لتعود هذه الأرقام وترتفع بافتتاح 400 مطعم جديد تقريباً منذ حوالى العام وحتى اليوم بحسب أرقام نقابة أصحاب المطاعم.

هذه المؤسسات المطعمية موزعة بين بيروت وجبيل والبترون والشمال وصيدا وصور، وأمنت فرص عمل لآلاف من الشباب في القطاع حيث يعمل في المطاعم اليوم 100 ألف عامل تقريباً، أي أن من يعملون بالقطاع المطعمي يشكلون 50% من العاملين في المؤسسات السياحية.

كما ساهمت المطاعم بإعادة 10 آلاف مهنيّ وذي خبرة إلى قلب القطاع للعمل فيه بعد أن هاجروا بسبب الأزمة إلى دول عربية، ما أدى إلى تحريك مستنقع مياه الإقتصاد الراكدة.

والأمر لم يتوقف عند فتح فروع لمطاعم جديدة أو افتتاح مؤسسات جديدة بل إعادة فتح مطاعم أقفلت بفعل الأزمة أو بسبب انفجار مرفأ بيروت.

أصحاب المؤسسات السياحية وتحديداً المطعمية الذين يحلمون بعودة لبنان إلى الخريطة السياحية، وضعوا التحديات والمعوقات جانباً وأعلنوا جهوزية القطاع لاستقبال صيف 2024، متحدين كل الظروف.