/إيناس القشّاط/
تأثر “المستطيل” الأخضر بشكل كبير مع بداية الأزمة الروسية – الأوكرانية، وتصاعدت وتيرة الاحداث خلال الساعات الماضية، وأصبحت روسيا في عزلة رياضية تامة، بعد قرارات صارمة من الاتحادين الدوليين لكرة القدم، وتوصية من اللجنة الأولمبية الدولية على خلفية “غزوها” أوكرانيا.
تم تأجيل العديد من المحافل والمباريات، إضافة إلى تغيير روزنامة المشاركات، وتغيير ملاعب استضافة بعض المسابقات.
هذا ما جعل الرياضة الروسية في خطر، وسيكون الثمن الأبرز غياب منتخبها الوطني لكرة القدم عن مونديال قطر 2022. حيث استبعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) روسيا من كأس العالم للعبة، مع إعلان إيقاف كل المنتخبات الروسية الوطنية وأنديتها “حتى إشعار آخر”، وذلك في بيان مشترك مع الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا). ولن يتمكن المنتخب الروسي بالتالي من خوض الملحق المؤهل إلى مونديال قطر 2022 ضد بولندا، علماً بأنه كان سيستضيف الأخيرة في 24 آذار.
كما لن يتمكن منتخب السيدات أيضاً من المشاركة في كأس أوروبا المقررة في إنكلترا في تموز المقبل.
وتم أيضاً استبعاد نادي سبارتاك موسكو، الممثل الوحيد لروسيا في المسابقات الأوروبية، من الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
-سحب نهائي دوري الأبطال
كما سحب الاتحاد الأوروبي، تنظيم مدينة سان بطرسبرغ الروسية لنهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، ونقله إلى العاصمة الفرنسية باريس، وقرر الـ”يويفا” إقامة مباريات الفرق الروسية والأوكرانية في ملاعب محايدة.
وأعلن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم أن المنتخب الإنكليزي لن يلعب أمام روسيا في بطولات دولية تضامناً مع أوكرانيا.
وتنضم إنكلترا بذلك إلى اتحادات أخرى، كانت قد أعلنت أنها لن تخوض مباريات ضد روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.
وكانت بولندا وجمهورية التشيك قد أبلغتا الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بعدم خوض مباريات كرة قدم أمام روسيا.
-الاتحاد الدولي للكرة الطائرة يسحب تنظيم مونديال 2022 من روسيا
لم تنته العقوبات على المستطيل الأخضر عند هذا الحد، وانتقلت الى رياضيات متنوعة.
وبدوره، أعلن الاتحاد الدولي للكرة الطائرة سحب تنظيم مونديال 2022 من روسيا.
-الاتحاد الدولي للجودو يلغي بطولة كبرى في روسيا
وكان للجودو نصيب من الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث اعلن عن إلغاء بطولة 2022 غراند سلام في كازان الروسية، والتي كان من المقرر عقدها في الفترة من 20 إلى 22آيار المقبل.
-العلم الروسي مرفوض
كما أعلن الاتحاد الدولي للجمباز منع رفع العلمين الروسي والبيلاروسي في بطولة العالم المقبلة، في ولاية أوريغون الأميركية وذلك جراء الحرب التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا.
-جائزة روسيا الكبرى لـ”فورمولا 1″
وتواصلت موجة العزل، حيث ألغى الاتحاد الدولي لسباقات السيارات جائزة سوتشي الكبرى للسيارات الفورمولا1. وقال الاتحاد في بيان رسمي إننه من المستحيل أجراء سباق عالمي في روسيا في ظل هذه الظروف.
-إلغاء بطولة موسكو للتنس
قررت رابطة تنس اللاعبين المحترفين إلغاء بطولة موسكو، التي كان من المقرر إقامتها في العاصمة الروسية في آذار المقبل.
وأكدت الرابطة في بيان رسمي أن هذا القرار جاء “حفاظاً على سلامة اللاعبين”.
وأعلنت الرابطة عن إلغاء البطولة “بسبب عدم اليقين حول الرحلات الدولية إلى روسيا”.
-مقاطعة مونديال السباحة
وصلت الانسحابات الى السباحة، وأعلن اتحاد السباحة الأسترالي أنه لن يشارك في بطولة العالم للسباحة القصيرة، المقرر إقامتها في كانون الأول المقبل في روسيا.
وطلبت أستراليا من الاتحاد الدولي للسباحة، العثور على “أماكن بديلة” لاستضافة هذه البطولة. ويأتي إعلان أستراليا، بعد قرار الاتحاد الدولي بإلغاء كأس العالم للسباحة للناشئين، التي كان من المقرر إقامتها في آب المقبل، في روسيا أيضاً، وبالتحديد في كازان.
-بوتين بلا “منصب”
وللرئيس الروسي نصيب أيضاً من العقوبات الرياضية، حيث علق الاتحاد الدولي للجودو، الرئاسة الفخرية لفلاديمير بوتين في منصبه كسفير للاتحاد.
-مانشستر يونايتد ينهي عقد رعايته مع شركة طيران روسية
من جانبه، قرر نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، إنهاء عقد الرعاية الذي كان يربطه بشركة الطيران الروسية “إيروفلوت”.
ومثّلت “إيروفلوت” خطوط الطيران الرسمية لليونايتد منذ 2013، ويستقل الفريق طائراتها عادة لخوض المنافسات الأوروبية، لكن نادي “الشياطيين الحمر” فضّل شركة أخرى هذا الأسبوع للسفر إلى مدريد لمواجهة أتلتيكو في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
–جدل حول عقوبات الفيفا ضد روسيا.. وتضامن أوروبي كبير مع أوكرانيا
أثار قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (FIFA) تعليق مشاركة الأندية والمنتخبات الروسية في جميع المسابقات الرياضية، جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وعلق أسطورة كرة القدم المصرية ولاعب الأهلي السابق محمد أبو تريكة على القرار، عبر حسابه في تويتر، فقال: “قرار منع الأندية الروسية والمنتخبات من المشاركة في كافة البطولات لازم يكون معه منع مشاركة الأندية والمنتخبات التابعة للكيان الصهيوني لأنه محتل ويقتل الأطفال والنساء في فلسطين منذ سنين، ولكنكم تكيلون بمكيالين”.
واثر هذا القرار، تفاعل ناشطون عرب مع القرار، قائلين إنه يظهر ما وصفوها بـ”ازدواجية المعايير” التي يتبعها الفيفا والغرب عموما، وإن قرار المقاطعة يخضع لمعايير غير واضحة.
من المتعارف عليه، أن الاتحادات الرياضية تدعو لغرس الروح الرياضية في كل البطولات، وعدم إقحام السياسة في الرياضة من منطلق ترسيخ مبادئ اللجنة الأولمبية، التي تحظر استخدام الرياضة في الترويج لأغراض سياسية.
وترفض كافة الاتحادات الرياضية الدولية والقارية الخلط بين السياسية والرياضة، وتفرض عقوبات تكون عالية السقف أحيانا على المخالفين. الا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” اعتمد سياسة الكيل بمكيالين.
وسبق وان عاقبت الاتحادات الرياضية، العديد من الرياضيين العرب ولا سيما جماهير كرة قدم، بسبب رفضهم مواجهة لاعبي او منتخبات كيان الاحتلال في بطولات عالمية، او بسبب رفعهم للعلم الفلسطيني.
وكانت اخر حوادث الانتقام من اللاعبين، منع الاتحاد الدولي للجودو اللاعب فتحي نورين من اللعب لمدة 10 سنوات وتغريمه ماليا، ما دفعه للإعلان عن اعتزاله اللعبة.
وأصدر حينها الاتحاد الدولي للجودو بيانًا أكد فيه أن “موقف نورين يتعارض تمامًا وفلسفة الاتحاد”، الذي لديه “سياسة صارمة لعدم التمييز، وتعزيز التضامن كمبدأ أساسي، تعززه قيم الجودو”، مضيفًا: “إن رياضة الجودو تستند إلى قانون أخلاقي قوي، يتضمن الاحترام والصداقة، لتعزيز التضامن. ولن نتسامح مع أي تمييز لأنه يتعارض مع القيم والمبادئ الأساسية لرياضتنا”.
الاتحادات الرياضية غضّت نظرها عن التضامن العالمي الذي يحصل في الملاعب مع أوكرانيا. فالأعلام الأوكرانية أصبحت تملأ الملاعب، و”يتباهى” بها اللاعبون على اكتافهم عند دخول الملعب.
وشهدت مختلف ملاعب الدوري الإنجليزي تضامنا مع أوكرانيا، ولكن الحدث الأبرز، شهدته مباراة إيفرتون وضيفه مانشستر سيتي في المرحلة الـ 27 من الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث قامت جماهير ملعب “غوديسون بارك” بمساندة لافتة لأوكرانيا، حيث دخل لاعبو مان سيتي إلى المباراة وهم يرتدون قمصانًا كتب عليها “لا للحرب” مع علم أوكرانيا في منتصفها، فيما حمل لاعبو ايفرتون أعلام أوكرانيا على أكتافهم، وسط تأثر ظهير سيتي أوليكساندر زينشينكو.
وفي الدوري الفرنسي، رفع فريقا باريس سان جيرمان وضيفه سانت إيتيان لافتة قبل المواجهة التي جمعتهما على ملعب “بارك دير برينس” في العاصمة باريس، وكتب عليها “السلام للجميع”، حيث يأمل الناس أن يعود الهدوء وأن يعم السلام المنطقة ويتجنب الأبرياء ويلات الحرب والموت.
خلط السياسة في الرياضة كان أمراً مرفوضاً دائما من الاتحاد الدولي لكرة القدم، والوقفة الانسانية وابراز التعاطف وكذلك الدعم، لم يخطرا على بال الاتحاد، حينما بادر رئيس الفيفا بادخال الاحتلال الإسرائيلي ضمن المنافسات الرياضية، ودعا للتطبيع العربي مع “إسرائيل”، ولتنظيم نسخة مشتركة من كأس العالم بين الإمارات و”إسرائيل”، متناسياً المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين على أرضهم.
دفعت تلك الحالات والوقائع المختلفة، الكثيرين، للتساؤل عن الأسباب وراء الاحتفاء بالتضامن مع بعض القضايا السياسية، والعقاب على التضامن مع أخرى.. فهل هو نوع من النفاق السياسي؟