من أبرز العادات الرمضانية التي عرفت بها السودان هي مشروب “الحلو مر” أو “الآبريه”، الذي يقاوم العطش، وهو عبارة عن ذرة تنقع في الماء حتى تنبت جذورها التي تجفف تحت أشعة الشمس، ثم تطحن مع البهارات، ثم تعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج، وهذا المشروب يحتاج لكثير من الوقت ليتم تحضيره.
ولا بد من الإشارة الى أن الحلو مر هو مشروب تحدى الزمن على مائدة رمضان السودانية، فهو المشروب الأساسي عليها منذ أكثر من 90 عاما أو ما يقارب قرن من الزمان.
ويقول المؤرخون ان هذا المشروب هو من صنع الجدات المبتكرات، واهتمت بتصنيعه السودانيات حتى يومنا في كل عام في البيوت، ويتم صنعه من مواد بسيطة تشكل في مجملها بحسب أطباء التغذية فائدة كبيرة لجسم الصائم، أهمها الشعور بالارتواء.
أما بالنسبة للأواني الجديدة، فهي عادة لا مفر منها في السودان أيضا، اذ تقوم السيدات في كل عام بشراء العديد من الأواني المنزلية، استعدادًا للموائد الرمضانية التي تنظم في الشوارع.
وتختلف أصناف الأطباق المحلية على الموائد الرمضانية السودانية من قبيلة إلى أخرى، ففي وسط السودان يعتمد الأهالي بشكل أساسي على الكسرة والعصيدة، وفي الغرب تنتشر العصيدة بأنواعها المختلفة، أما في الشمال فتعتبر القراصة سيدة الموائد الرمضانية.
وفي السودان للأطفال طريقتهم الخاصة بالاحتفال بالشهر الفضيل، اذ أنهم يشعلون الأسلاك المعدنية، فتتوهج وتتطاير منها شرارات النار المضيئة الصغيرة بشكل كثيف خلال تحريكها بسرعة.
وممن العادات المعروفة أيضا في السودان، قطع الطريق على الناس في الشوارع مع اقتراب موعد الإفطار، وتشير هذه العادة إلى الكرم الأصيل في الشخصية السودانية.
وما زالت الإفطارات الرمضانية تنظم على “البرش” كما جرت العادة قديمًا، وهو مفرش للأرضيات يستخدم حتى الآن لتجهيز الساحات من أجل إقامة السفر الرمضانية، إضافة إلى أنهم يقومون بأداء الصلوات عليه.