14 شباط محطة مفصلية: هل يلتقي سعد وبهاء على الضريح؟

/ محمد حميّة /

تتجه الأنظار إلى ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط الجاري، التي ستُشكّل محطة أساسية ومفصلية لتظهير الاتجاهات، والتوجهات، السياسية، لمرحلة ما بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن العمل الانتخابي والسياسي، وسبر غور تعاطي الشارع المستقبلي، والسني عمومًا، والترجمة العملية في صناديق الاقتراع.

ماذا سيحصل في 14 شباط؟ هذا السؤال تضُجّ به الصالونات السياسية.. هل سيعود رئيس تيار المستقبل للمشاركة في هذه الذكرى؟ أم يكتفي بقراءة الفاتحة عن بعد من مكان إقامته في الامارات؟ وهل يُنظّم المستقبل وقفة شعبية عند ضريح رفيق الحريري في وسط بيروت، كرسالة مستقبلية للخصوم السياسيين، لتظهير الاحجام وإثبات الذات؟ أم أن الاعتكاف المستقبلي يشمل أيضًا التجمع والحشد في الشارع؟ وماذا عن بهاء الحريري؟ هل سيحضر الى بيروت لإحياء ذكرى والده، وتكون مناسبة لإعلان انطلاقته السياسية العملية في لبنان؟

المعطيات الخاصة بموقع “الجريدة”، تشير إلى أن سعد الحريري لن يعود الى لبنان في الوقت الراهن، انطلاقًا من القرار الخارجي الذي فرض تعليق عمله الانتخابي والسياسي، وبالتالي لن يشارك شخصيًا في مناسبة ذكرى اغتيال والده، وقد يكتفي ببيان مكتوب، أو كلمة متلفزة مقتضبة، تحاكي المناسبة، من دون التطرق الى السياسة. إلا أن مسؤولين في تيار المستقبل يؤكدون لموقع “الجريدة” أن الرئيس سعد الحريري “سيعود للمشاركة في ذكرى 14 شباط من بيروت”، علمًا أن الحريري، وفق المعطيات، انكفأ عن الحياة السياسية والانتخابية العملية، لكنه لم ينقطع عن جمهوره وتياره. وبالتالي فإن هناك ترقب لتوجهات سعد الحريري ما بعد الانتخابات النيابية.

أما بهاء الحريري، فتشكل ذكرى 14 شباط، الفيصل لرصد حجم اندفاعته، التي يتحدث عنها من الخارج مرارًا وتكرارًا في الاعلام، وبالتالي تكشف مدى قدرته على استقطاب الجمهور من الشارع المستقبلي، و”تسييل” خطابه السياسي وشعاراته في السوق الانتخابي والسياسي.

لكن، ماذا لو تزامنت عودة بهاء الحريري مع عودة شقيقه سعد؟ فهل سيتلقيان عند ضريح والدهما الشهيد، ثم يعلنان الافتراق السياسي؟

لا معلومات مؤكدة عن حضور بهاء الحريري الى بيروت، لكن المؤشرات وتصاريح المحيطين به، كمستشاره جيري ماهر، توحي بذلك، وإن لم يعد في 14 شباط، فقد يعود في وقت آخر، لخوض المعركة الانتخابية والسياسية التي بشّر بها في تصريحه الأخير بأنه سيستكمل مسيرة ومشروع رفيق الحريري. وما يعمّق الاعتقاد بعودته، هو تعيين صافي كالو ممثلاً سياسياً لبهاء الحريري في لبنان، وهذا يحصل للمرة الأولى.

لكن ما الذي يمكن أن يفعله بهاء الحريري ولم يستطع سعدإنجازه؟ هل سيُصعّد في شعاراته وخطابه السياسي في وجه حزب الله؟ وهل سيرفض الحوار والتفاوض مع أركان السلطة السياسية التي ينعتها بالفاسدة، ومن ضمنهم فريق 14 آذار؟ وهل سيُوصِد أبواب الحوار بوجه حزب الله؟ وما هي خياراته؟ وإذا كان يأخذ على شقيقه سعد بأنه هادن حزب الله، وعقد تسوية مع الرئيس ميشال عون حليف الحزب.. فهل سيعلن “الحرب” على الحزب؟ وما هي أدوات هذه الحرب؟ سياسية وإعلامية؟ أم في الشارع عبر إثارة الفتنة؟

وإذا كان بهاء سيرفض التعامل مع السلطة، فمع مَن سيتحالف إذن؟ وإذا كان ينتقد سياسات سعد التي أوصلت البلد الى هذا الدرك، كما يقول بهاء ومستشاروه.. فكيف سيطبق سياساته وبرنامج عمله إذا لم ينخرط في السلطة؟ وهل يمكنه المشاركة بالسلطة، من دون الحوار والتفاهم مع الشركاء الآخرين الذين ستفرزهم الانتخابات النيابية، من ضمنهم عون وحزب الله وأحزاب السلطة؟