مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 19/1/2024
على ضفاف الاستحقاق الرئاسي الغارق في بحر الجمود يتلمس المراقبون بدايات حراك ولو خجولة.
ويتولى هذا الحراك سفراء دول الخماسية الدولية المعنية بلبنان ولاسيما السعودي وليد بخاري والفرنسي إيرفيه ماغرو.
ويبدو أن إعادة هؤلاء السفراء تشغيل المحركات تأتي تمهيدا لاجتماع تعقده اللجنة الخماسية قريبا.
وقد أكد نواب في تكتل الاعتدال الوطني تبلغهم بهذا الاجتماع من السفير بخاري وأشاروا أيضا إلى أن الرئيس نبيه بري أبلغهم من ناحيته بأنه إذا كانت ثمة أفكار جديدة تؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية فهو مستعد – بصفته رئيسا لمجلس النواب – لدعوة البرلمان حتى لو كانت الساعة الواحدة ليلا.
وكان الرئيس بري قد نقل للسفير الفرنسي دعمه الخماسية كما ابلغ الاسبوع الماضي السفير القطري بأنه يشجع الحراك الرئاسي القطري.
في موازاة الاستعدادات لإعادة تشغيل محركات الملف الرئاسي سيكون الاسبوع المقبل أسبوع الموازنة العامة لعام 2024 بامتياز إذ دعا الرئيس بري اليوم إلى جلسة عامة تعقد الاربعاء والخميس المقبلين صباحا ومساء لدرس واقرار مشروع الموازنة
أما محركات الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب فإنها شغالة وقد رصدت اليوم غارات كثيفة جاء بعضها على شكل أحزمة نارية كما كانت الحال عند محور راميا وعيتا الشعب وكذلك بين الطيري وكونين وبيت ياحون.
اما التهديدات الإسرائيلية فإن جديدها ورد على لسان وزير الحرب يوآف غالانت الذي قال إن علينا الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على الحدود مع لبنان.
على أن الجانب الآخر من الحدود يبدو في وضع شديد التدهور نتيجة ضربات المقاومة. وقد عكس ذلك بعض الاعلام العبري عندما لفت إلى أن كريات شمونة ليس فيها سوى حواجز للجيش.. فيما قال بعض آخر: الحقيقة المؤلمة أن منطقة الجليل لم تعد مزدهرة كما كانت في السابق.. إنها منطقة حرب أما وزير الحرب فيستمر بالتكابر وبلهجة التهديد والوعيد ولنظيره الأميركي (لويد أوستن) يؤكد (يوآف غالانت) أن إسرائيل تفضل إعادة سكان الشمال عبر تسوية وإلا مستعدون عبر القوة العسكرية.
سياق التهديد نفسه أعلنته الواشنطن بوست إذ نقلت عن مسؤولين غربيين ولبنانيين أن إسرائيل هددت بتصعيد قتالها مع حزب الله إن لم يوجد إتفاق خلال أسابيع.
لكن النائب محمد رعد تحدى العدو بأنه غير جاهز للحرب أمام ما أعدته له المقاومة.
وفي غمرة هذه الحرب أكد مصدر أمني لبناني لوكالات أنباء عالمية ان الجيش اللبناني وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي يتوليان التحقيق في الاتصالات المشبوهة التي ترد إلى لبنانيين من متصلين إسرائيليين يتمكنون من اختراق شبكة الاتصالات اللبنانية.
من الفاتيكان الى عنايا دقت الاجراس احتفاء برفع موزاييك للقديس شربل في بازيليك مار بطرس. هكذا توحدت اجراس كنائس لبنان مع اجراس الحاضرة الرسولية في تأكيد جديد ان لبنان ارض قداسة اولا وآخرا، وانه وطن رسولي يعانق السماء ولو بات يعاني الامرين من شياطين الارض
! سياسيا، بركة مار شربل يمكن ان تحل قريبا على الملف الرئاسي. فالمعلومات الواردة من عواصم القرار تفيد ان البحث جدي لانتخاب رئيس للجمهورية . لذلك فان الاتصالات تتكثف بين اعضاء اللجنة الخماسية للتوصل الى حل عملي لمسألة الشغور الرئاسي. كما ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان يتواصل مع قطر، وهو موجود الان في السعودية، بعدما كان اجتمع في باريس مع الموفد الاميركي الى لبنان آموس هوكستين. فهل يحقق الحراك الرئاسي نتائجه المطلوبة، أم ان خريطة الطريق الى بعبدا ستبقى مقطوعة طالما ان الصورة في غزة لم تتضح نهائيا بعد؟
في الاثناء، القصف الاسرائيلي متواصل في الجنوب، فيما الاقليم، من غزة الى البحر الاحمر يبدو كأنه على فوهة بركان. البداية من الفاتيكان، حيث انضم ختيار عنايا الى كبار بابوات الكنيسة الكاثوليكية, ليكرس روحانية بلاد الأرز في العالم أجمع.
كل نيران الغارات ودخان القنابل الفوسفورية والهستيريا الممتدة الى غير منطقة لبنانية لن تخفي حقيقة المستنقع الذي يعلق فيه الصهاينة عند الحدود الشمالية، ولن تغير من حقيقة ان مستوطنيهم لن يعودوا الى مستعمراتهم قبل وقف الحرب العدوانية على غزة ..
وكل غليان المياه في البحر الاحمر، وتقلب الاميركي وادواته عند الخطوط الحمراء لن يلغي حقيقة الا ابواب مفتوحة امام هؤلاء لا سيما باب المندب، والا امن ولا امان لهم قبل وقف العدوان وفك الحصار عن غزة ..
وكل الشكاوى والعويل وكل الحيل الدبلوماسية والتهديدات العسكرية لن تحمي قواعد الاحتلال الاميركي من نيران المقاومة العراقية الا بوقف العدوان والكف عن ارتكاب المجازر بحق اهل غزة .
وقبل كل ذلك لا امان لاي منطقة في الكيان من صواريخ المقاومين، ولا نجاة لجنودهم من نار الغزيين، ولا عودة لاسراهم سالمين الا بوقف العدوان ورفع الحصار والذهاب صاغرين الى مفاوضات غير مباشرة مع اهل غزة ومقاومتهم ..
كل ما هو خلاف ذلك عنتريات منبرية لا محل لها في الميدان، ومحاولات لتوريط المنطقة والعالم بالهروب الى الامام، فيما الصهاينة اجمعون كسيدهم الاميركي وجميع تابعيه يعرفون ان مغامرات بنيامين نتنياهو فشلت وحربه الشخصية على امل النجاة لن تنجي كيانه من مأزق يتفاقم يوما بعد يوم ..
وتصريحا بعد تصريح تتكاثر اصوات المسؤولين الصهاينة حتى داخل مجلس حربهم بان الوقت قد نفد وان الاستمرار باستنزاف الكيان لن يوصل الى بر الامان، اما ما يتحدث عنه بعض المغالين المفلسين عن حرب مع لبنان، فقد أكد لهم حزب الله على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم ان كل هذه التهديدات كانها لم تكن، وعلى كل حال فان جهوزية المقاومة على اعلى مستوى لعدوان ان بدأ لن يكون له نهاية، اما نهاية كل ما يجري الآن هو بوقف العدوان المدعوم اميركيا حتى آخر نفس، وان ما يحكى عن خلافات بينهما ليس سوى تكتيك كما اكد الشيخ قاسم..
فيما تأكيد المؤكد دائما على عهدة الميدان الذي اسمع الصهاينة اليوم وافهم جيشهم رسائل صواريخ البركان التي طالت تجمعات جنودهم في محيط قاعدة ماعر العسكرية ومواقع الرمثا والسماقة في مزارع شبعا المحتلة، اما تجمع الجنود الصهاينة في جبل نذر فقد تعامل معه المقاومون بالاسلحة الصاروخية المناسبة محققين اصابات مباشرة…
مع أن لبنان في قلب منطقة الحرائق، ولكن ما زال فيه متسع من الأوكسيجين المناخي والسياحة الدينية العابرة للدول.
لبنان الذي افتتح موسم التزلج أمس، بدا ناصعا متطلعا إلى مزيد من السياحة المناخية، مستفيدا من تعدد محطات التزلج.
لبنان الروحاني عاد اليوم بالذاكرة قرابة نصف قرن مع الأب شربل مخلوف، من طوباوي إلى قديس، واليوم صورته بين الأحبار والقديسين في الفاتيكان” قديسا من لبنان” ولسان حال اللبنانيين، كل اللبنانيين “يا شربل ساعدنا”.
ولكن كم قديس يحتاج هذا البلد على سياسييه ومنظومته وفاسديه؟ عمليا لا يحتاج كثيرا، إذا قرر الشعب أن يقوم بدوره في المبادرة والمساءلة والمحاسبة، لا أن ينتظر أعجوبة أو أن يلعب دور الموالي الأعمى. مشاكل البلد من فعل سياسييه الذين اختارتهم الناس في صناديق الإقتراع، فهل نقول: “كما تكونوا يولى عليكم”.
في ذروة حرائق المنطقة، لبنان السياسي في شبه غيبوبة، بحيث يصبح تحديد موعد لجلسة مناقشة الموازنة، المتأخرة اصلا، حدثا، أما الإدارات المشلولة والمنهارة والمتحللة، فلا أحد يتحدث فيها، وقد بتنا في “جمهورية التعداد “، لا في “جمهورية المعالجة”. إلى متى هذا الواقع؟.. حين يكون الجواب لدى الشعب لا لدى السياسيين، تبدأ المعالجة الحقيقية.
ترنيمة قداسة لفحت لبنان من شرفات الفاتيكان، عندما ارتفع مارشربل لوحة بين اصدقاء الله وناشري تعاليمه على الارض.
علت الصلوات وقرعت الاجراس هنا في ارض تطلب الرحمة فكان كل من المسيحي والمسلم يردد لصانع المعجزات… ساكن عنايا “يا شربل صلي معنا”.
وما إن انتهت لحظات القداسة حتى عاد اللبنانيون لحكم فراعنة السياسة وشياطينها وحراس هيكلها الفارغ.
والفراغ صار دستورا متبعا معمما على الادارات, وهو واحد من قضايا ستعتلي متن الموازنة في جلساتها العامة يومي الاربعاء والخميس المقبلين، وستكون مفتوحة على نقاش يبدأ من الحرب ولا ينتهي باقرار موازنة يكاد يجمع النواب على ان ارقامها كارثية…
ولكن رقما واحدا من خارج الموازنة سيورده حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري على توقيت الميزانية العامة،
ويمكن له ان يصطحب المودعين الى لقاء أطراف ودائعهم.
ووفق معلومات الجديد فإن منصوري يعكف على دراسة الآلية التي سيستفيد منها المودعون لسحب مئة وخمسين دولارا شهريا،
وستصبح جاهزة بحلول يوم الاربعاء المقبل. ويسجل للمركزي أنه يقدم على هذا التدبير في اجواء البلاد المغلقة، والتي تشهد على اخطر الحروب واشد المراحل تضييقا اقتصاديا،
بالتوزاي مع رفض السلطة كل بادرة اصلاحية ماليا . وغياب الاصلاحات المالية بدءا باعادة الهيكلة، يسير جنبا الى جنب مع هدم الهيكل الامني والقضائي،
وبروز الخلاف بين المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وشعبة المعلومات…
والطرفان كانا عماد المستقبل.
وقميص عثمان .. ارتداه هذه المرة الرئيس نبيه بري فكان الرابح الاول على حساب الخلاف بتعيينات واعادة تشكيلات جاءت لصالح حركة امل. يدور ذلك في بلد يعيش على نبض جنوبه الساخن واللقاءات المتصلة بتبريد الجبهة، وبينها اجتماعات على مستوى من الاهمية ستشهدها نيويورك الثلاثاء المقبل وستخصص مداولاتها لمنطقة الشرق الاوسط،
وسيمثل لبنان في هذه الجلسات وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.
ولكون سفراء الدول المعنية ستكون حاضرة هذا المنتدى، فإن هناك ترجيحات بتبادل اطراف الحديث الرئاسي اللبناني بين دول الخماسية.
وأما الحديث الذي لم يكشف عن مضمونه بعد، فكان عبر هاتف كسر القطيعة بين الرئيس الاميركي جو بادين ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو. والمتمرد الاسرائيلي على واشنطن ..كانت ابرز تصريحاته في اليومين الماضيين قد تشكل تحديا جديدا للادارة الاميركية عندما أعلن نتنياهو الا دولة فلسطنية ستنشأ ما دمت في منصبي، وهو كلام رد فيه على تصريحات البيت الابيض عن العمل على حل الدولتين.