تحذير رعايا وإجلاء موظفين.. هل تُضرب السفارات؟

| ناديا الحلاق |

في ظل تصاعد التوتر على الحدود مع فلسطين المحتلة، وبعد جريمة عيناتا المروعة التي هزت قواعد الاشتباك في الجنوب اللبناني وراح ضحيتها 4 شهداء بينهم 3 أطفال، ارتفعت وتيرة تحذيرات الدول لرعاياها لمغادرة لبنان، بما فيهم موظفي السفارات وعائلاتهم، في ظل الحديث عن توسع الحرب بين “إسرائيل” و”حماس”، ووصولها إلى لبنان.

تخوفاً من القاعدة التي أرساها الأمين العام لـ”حزب الله” في خطابة قبل أيام “قتل المدنيين سيقابله قتل مدنيين”، بدأت بعض السفارات باتخاذ خطط طوارىء وإجراءات احترازية، كي تضمن سلامة رعاياها وموظفيها في لبنان، وبعد أن طلبت سفارات عدة منذ بدء “عملية الأقصى” رعاياها بمغاردة لبنان و عدم السفر إليه، أعلنت الخارجية البريطانية اليوم رسمياً سحب موظفيها في السفارة وجميع أفراد أسرهم، بسبب الوضع الأمني في لبنان واستمرار تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، على أن تواصل السفارة العمل الأساسي بما في ذلك تقديم الخدمات للمواطنين البريطانيين.

وبحسب معلومات خاصة لموقع “الجريدة”، رفعت سفارات 12 دولة من بينها “أميركا، ألمانيا وفرنسا” ليل أمس، من إجراءاتها الأمنية، وأعطت أوامر لموظفيها في لبنان وعائلاتهم، بأن يلتزموا في منازلهم وتقليص مهماتهم باستثناء تلك التي تتطلب الضروروة القصوى، فيما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية “تحذيراً أمنياً” لموظفيها وطالبتهم بتوخي الحذر في الأيام المقبلة والحد من تنقلاتهم.

على خط موازٍ، أرسلت دول عربية بريداً إلكترونياً استعداداً لإخلاء السفارة من الموظفين الذين ما زالوا في لبنان، باستثناء الأساسيين منهم تخوفاً من تطور الأوضاع إلى حرب شاملة.

الكاتب والصحافي إبراهيم ريحان يقول لموقع “الجريدة”، أن “سحب موظفي السفارات من لبنان مرتبط بشقين، الأول أمني ويتعلق بأن مفهوم السفارات والطواقم الدبلوماسية قد تكون مستهدفة على خلفية حرب غزة خصوصاً الطواقم الغربية (الأميركية والبريطانية).

أما الشق الثاني فيتعلق بارتفاع احتمالية الحرب لأسباب عدة، ومنها أن “حزب الله” حتى الساعة لم يعطي أي ضمانة للسفارات بعدم التصعيد وتوسع نطاق الحرب، تاركاً لهم كل الخيارات مفتوحة، ما يجبرهم على اتخاذ الاجراءات الاحتياطية والاستباقية في حال حدوث الحرب”.

كما ويرى ريحان أن “مستقبل رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتانياهو السياسي انتهى، وهو أمر بطبيعة الحال يربك السفارات خصوصاً وانه قد يبادر لجر لبنان إلى حرب شاملة وليس “حزب الله”.

إذاً حتى الساعة لا جواب واضح لدى السفارات المتواجدة على الأراضي اللبنانية، سواء من “حزب الله” أو “إسرائيل”، بخصوص التصعيد، وهو ما يجعلها تستبق الأمور وترفع من مستوى إجراءاتها الأمنية طالبة من موظفيها “إما الأخلاء أو الإلتزام بالاجراءات الواجب اتباعها في حال أُعلنت الحرب”.

من جهة أخرى يرى الخبير العسكري العميد المتقاعد أكرم سريوي أن السفارات لديها تعليمات دائمة تقضي باصدار تحذيرات لمواطنيها عند وجود أي احتمال خطر.

ولفت إلى أن كل الاجراءات المتخذة بلبنان حتى الآن هي ضمن ذلك، خصوصاً أن الاشتباكات مستمرة في الجنوب، وهناك احتمال دائم لتوسع رقعة العمليات، ففي الحرب يمكن أن تحدث مفاجآت غير محسوبة، لكن حتى الآن الوضع في لبنان ضمن حدود قواعد اشتباك شبه متفاهم عليها.

error: Content is protected !!