عبدالله الحمصي

“دويك” لم يعد في “المدينة”: الكوميديا تخسر “أسعد”

/ محمد جابر /

عن 86 عاماً، رحل عبدالله الحمصي المعروف باسم “أسعد”، تلك الشخصية التي اشتهر بها لعشرات السنوات من خلال العديد من المسلسلات والأفلام، التي أغنت الفن اللبناني، فكان رحيله محزناً نظراً لمحبة الناس من الكبار والصغار لشخصيته، وهو الذي دخل القلوب بلا استئذان.

لعب أسعد في فرقة “أبو سليم” دور الانسان البسيط، بأسلوب فكاهي يقدم في نفس الوقت مزيجاً من الكوميديا والدراما، فأبكانا تارةً وأضحكنا تارةً أخرى بأسلوب بعيد عن الإبتذال.

ساهمت شخصية أسعد في إنجاح أعمال كثيرة قدمتها فرقة “أبو سليم” تماماً، كما نجح معظم أعضاء الفرقة الذين يكملون بعضهم البعض، وظل مخلصاً للفرقة حتى النهاية.

نشأ أسعد في مدينة طرابلس التي كانت أرضاً خصبة لنجوم الفن منذ خمسينات القرن الماضي، أحب الناس أدواره التي أضحكتهم وأبكتهم، وتحول إلى عنصر مهم في فرقة “أبو سليم”، وقدّم معه ومع باقي أعضاء الفرقة من أبو سليم وفهمان ودرباس وسعيد وأمين وابو نصرا، عشرات الأعمال التي ما زالت تدغدغ ذاكرتنا حتى اليوم.

لعب في طفولته “كمال الأجسام”، وفاز في بطولة الشمال عام 1955، وبدأت مسيرته الفنية في سن الـ15، مع فرقة كشاف “الجراحة الفنية” ثم انضم إلى تلفزيون “لبنان”، ومن ثم انضم إلى فرقة أبو سليم الطبل، حيث كانت الإنطلاقة الحقيقية.

في عام 1960 قام بتأسيس “فرقة الفنون الشعبية” التي قدمت نُخبة من المواهب الشابة، كما قدمت العديد من الأعمال التي انفرد ببطولتها سواء على مسرح الرابطة الثقافية بطرابلس أو غيره من المسارح، كما قدّم ما يزيد عن 1700 ساعة تليفزيونية، وما يزيد عن ستين مسرحية.

اشتهر عبدالله الحمصي بشخصية “دويك”، التي تحولت إلى نموذج للإنسان الذي يقرر الذهاب والعيش في الميدان، فيواجه نموذجاً مختلفاً من نمط الحياة، وأصبحت شخصية “دويك” مضرباً للمثال، وتطلق على الكثير من الأشخاص والمحلات والمطاعم.

من أهم أعماله “أسعد وعيلة أبو الريش”، “شاكوش ومنشار “، “أسعد على الهواء “، “قضية وحرامية”، “وزارة التربية مع اطيب التمنيات”، “دويك والمغناطيس”، “هندومة سقطت الحكومة”، ومن أبرز اعماله التلفزيونية “عزيزتي مروة”، “المنتقم” ، “قصص حب”، وقدّم في الاذاعة أكثر من 3 آلاف حلقة إذاعية.

وصلت أعماله الإذاعية إلى 3000 حلقة، كما شارك في أكثر من 15 فيلماً سينيمائياً، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المهرجانات مثل مهرجانات قلعة طرابلس التي انطلقت عام 1969 ومهرجانات قلعة بعلبك.

شارك مع السيدة فيروز في الفيلم السينمائي “سفر برلك” و”أيام اللولو “مع كريم أبو شقرا، “غيتار الحب”، “الليل الأخير”، وغيرهم الكثير.

برحيل “أسعد”، فقد الفن اللبناني ركناً أساسياً لن ينسى، نظراً لكونه يعيدنا إلى زمن “الفن الجميل” الذي لا يتكرر… وداعا لمن أسعد الناس وأضحكم وداعاً عبدالله حمصي..