تُلقى على عاتق المرأة العاملة العديد من المسؤوليات في عملها، فضلاً على مسؤولياتها تجاه أسرتها، خصوصاً إذا كانت أُمّاً لأكثر من طفل، مما قد يجعلها عُرضة للتوتر والقلق، نظراً لرغبتها في التوفيق ما بين النوعين من المسؤوليات، العملية والأسرية، في وقت تقِل فيه أو تغيب أوقاتُ الراحة والاسترخاء.
لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قدمت المعالِجة النفسية في مستشفى ومركز بلفو الطبيّ، ريما بجّاني، بعض النصائح التي تفيد المرأة العاملة، وتقلل من اضطراباتها النفسية، فكان الموضوع الآتي:
يجب على المرأة أن تثق بقدراتها
تستهل المعالِجة النفسية ريما بجاني حديثها بالقول: “عندما نتحدّث عن المرأة، لا يمكننا حصر المواضيع أو اقتصارها على دور معيّن، فهي قادرة على التوفيق بين كلّ المهام المسنَدة إليها، من دون أن تُقصِّر في أيّ منها، وعلى العموم، هذا ما أثبته الزمن كما الدراسات.. والأهمّ اليوم من كلّ هذا، هو أن تعرف المرأة قيمة نفسها وقدراتها، لأنّها الخطوة الأولى لتبتعد عن القلق والتوتر، لاسيّما مؤخراً، وسْط الأوضاع الضاغطة والظروف الصعبة، التي يمرّ بها لبنان خصوصاً”.
السلام الداخلي ضروري للمرأة
وتتابع المعالِجة “لعبت المرأة أدواراً كثيرة عبْر العصور، فكانت الأمّ، والأخت، والزوجة، والحبيبة، والعاملة، والمستقلة، والحاكمة والناجحة والمثابرة.. ولكن للأسف، حتى يومنا هذا ورغم كلّ التطور، لايزال البعض ينظر إلى المرأة بصورة نمطية، ويُميّز بين المرأة العاملة وربّة المنزل، مع أنّني أثق بأن أيّ أنثى منّا، بإمكانها التواجد في 4 أماكن، مع زوجها، وفي بيتها، وفي عملها، وحياتها الشخصية أيضاً.. ولأنَّ هذه الأفكار سلبية بحدّ ذاتها، وقد تؤثر على بعض النساء، لا بد من حثّ المرأة على إيجاد السبب الرئيسي وراء عملها أو شغفها بمهنة معيّنة لتبحث عن راحتها الداخلية، كون سلامها الداخلي هو الحافز الأول لتكون منتجة ذهنياً.. لا شكّ بأنّ متطلبات الحياة تُسبّب التوتر والقلق، لذلك أنصح السيّدات بوضع أولويات لهنّ، والعمل عليها كي لا يشعرنَ بأنهن ملزمات بالقيام بأيّ عمل إضافي يُرهقهنَّ، أو يُسبّب لهنّ ضغطاً إضافياً”.
ربما تودين قراءة بعض المعلومات حول علاج القلق.
لا للتفكير الزائد الذي يسبب الإجهاد النفسي
“فعلياً، أؤمن بأن الضغط الزائد يساعدنا في بعض الأحيان على إيجاد الحلول المناسبة لمواقف عدّة، إلا أنه في بعض الأحيان قد يكون سامّاً أيضاً، وأنصح النساء بالسيطرة على عواطفهنَّ، وعدم الانجرار وراء التوتر أو إرهاق أنفسهنَّ بالتفكير الكثير، فمثلاً يمكن للسيّدة القيام بنشاط ترفيهي أو رياضي يُحفزّها ويبعث بداخلها الفرح، أو حتّى يمكنها أخذ عطلة من العمل والحياة العائلية، والابتعاد قليلاً لتعود أقوى”، تتابع المعالِجة بجّاني.
لا تستسلمي للقلق والتوتر
وتنصح المعالِجة ريما بجّاني كل امرأة، إذا شعرت بأن الأمور قد خرجت عن السيطرة، أن تقوم باستشارة معالج نفسيّ يُبادلها همومها، ويُنصت إليها ويُقدّم لها العون اللازم.. أمّا إذا كان التوتر كبيراً؛ فتنصحها بزيارة طبيب نفسي ليُشخِّص حالتها، أو ربما يصف لها نوعاً معيّناً من الأدوية المهدئة أو المضادّة للقلق.