انطلق الاسبوع على زحمة استحقاقات وسط تخبط سياسي ومالي ونقدي ومعيشي.
ففي المسار القضائي مثل اثنا عشر شخصا من اهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت امام مفرزة تحري بيروت في ثكنة بربر الخازن – فردان على وقع تحرك تضامني لينتهي التحقيق معهم ويطلب المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة من وليام نون وبيتر بو صعب التوجه الى المديرية العامة لامن الدولة لاستكمال التحقيق معهما.
اما قصر العدل فشهد اليوم الجلسة الاولى من التحقيقات القضائية الاوروبية من قبل كل من وفود فرنسا والمانيا واللوكسمبورغ في ملف تبييض الاموال والفساد المالي مع احد الاشخاص فيما لم يحضر الشخص الثاني الذي كان من المقرر الاستماع اليه بعذر شخصي.
وعلى الصعيد النقدي اجتماع استثنائي للمجلس المركزي في مصرف لبنان بحث في الارتفاع الجنوني للدولار في السوق السوداء.
وابقى التعامل مع منصة صيرفة على حاله في وقت أنهت اللجان المشتركة النقاش بمشروع الكابيتال كونترول بعد ثلاث عشرة جلسة وأحالته على الهيئة العامة.
حكوميا وكما كان متوقعا وجهت الدعوة لجلسة للحكومة من قبل الامانة العامة لمجلس الوزراء العاشرة صباح الاربعاء وعلى جدول اعمالها سبعة بنود الاول والثاني منهما يتعلقان بالكهرباء مباشرة.
هذا وتنعقد جلسة الحكومة قبل الجلسة الحادية عشرة الخميس لانتخاب رئيس الجمهورية بمشهديتها الرتيبة.
ولكن قبل الدخول في تفاصيل النشرة نشير الى خبر رحيل الاعلامية القديرة صونيا بيروتي التي طبعت مرحلة مشرقة من الزمن الجميل في لبنان وفي تلفزيون لبنان لا سيما اثناء تقديمها لسنوات برنامج استديو الفن.
أسرة تلفزيون لبنان تتقدم بأحر التعازي من عائلة الراحلة الكبيرة.
إلى الجلسة الثانية لها كتصريف أعمال تعقد الحكومة جلسة بعد غد الأربعاء وتم توزيع جدول أعمال من سبعة بنود أبرزها ما يتصل بالكهرباء وتأمين الإعتمادات المستخدمة لشراء الفيول والغاز أويل.
جلسة الأربعاء ستعقد بنصاب مكتمل اما ما يتصل ببنودها فقد لفتت مصادر السراي لل NBN ان هكذا هي المراسيم ونقطة على السطر.
وعشية الجلسة الحكومية المرتقبة أصر وزير الطاقة على موضوع المرسوم الجوال لتأمين الأموال اللازمة لتمويل خطة الكهرباء.
في مجلس النواب وبعد 13 جلسة انهت اللجان النيابية المشتركة نقاش مشروع الكابيتال كونترول واحالته الى الهيئة العامة.
مشروع القانون هذا خضع الى سلسلة تعديلات وتغييرات جذرية في عدد كبير من بنوده.
ومن روحية الحفاظ على أموال المودعين اختتم النقاش في المشروع لاسيما في المواد 11 و12 و13 و14 والتي تتصل بالغرامات والعقوبات لأي مخالف لتطبيق القانون وتحديدا المادة 12 التي تتعلق بالدعاوى على المصارف داخل لبنان وخارجه كما تم تخفيض مهلة سريان القانون من سنتين إلى سنة.
من ينقذ لبنان واللبنانيين من حكومة معا للانقاذ؟ الكهرباء تكاد تكون مطفأة كليا على الاراضي اللبنانية، والخزينة تخسر يوميا72 الف دولار غرامة نتيجة توقف سفن الفيول في عرض البحر.
مع ذلك، فان رئيس حكومة تصريف الاعمال، وبدلا من ان يصرف الاعمال بطريقة سلسة، نراه يعقد التصريف ، عبراستكمال معركته العبثية الدونكيشوتية مع التيار الوطني الحر.
في المقابل، التيار الوطني الحر يريد ان يثبت للمسيحيين انه “بي الصبي” وانه يدافع عن حقوقهم. لكن الفريقين على خطأ، ويلعبان لعبة شعبوية مدمرة فيما اللبنانيون يدفعون الثمن.
فالحكومات لا تساس بالنكاية وباستقواء فريق على آخر كما يفعل نجيب ميقاتي، كما ان المعارك السياسية التي يخوضها التيار الوطني الحر لاعادة تعزيز شعبيته خصوصا في الشارع المسيحي لا يجب ان تكون على حساب مصلحة اللبنانيين.
في النتيجة نحن أمام امرين قاسيين: لا كهرباء حتى اشعار آخر، فيما خسائر الخزينة تتراكم وقد بلغت مليون و400 الف دولار اميركي حتى اشعار آخرايضا! فهل هذه حكومة معا للانقاذ، او معا للعتمة والافلاس والانهيار الكبير؟
في التفاصيل، رئيس الحكومة دعا الى جلسة الاربعاء المقبل وعلى جدول اعمالها ستة بنود. كما ارسل الامين العام لمجلس الوزراء الى الوزراء كتاب وزير الطاقة، اضافة الى ردين من الامانة العامة لمجلس الوزراء.
ومع تصاعد معركة الردود والردود المضادة حكوميا، شهد لبنان تطورين قضائيين. الاول يتعلق ببدء الوفد القضائي الاوروبي تحقيقاته في بيروت، في ما يتعلق بتحويلات من لبنان الى الخارج تدورحولها شبهات فساد وتبييض اموال.
اما التطور الثاني فيتعلق باعطاء المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة اشارة بترك وليم نون وبيتر بو صعب وابقائهما رهن التحقيق. فما دامت الامور جرت بهذه السلاسة اليوم لماذا تعمد زاهر حمادة فتح مشكل في البلد يوم الجمعة الفائت؟ هل الامر يتعلق بتصفية حسابات شخصية كما يقال، ام ان القصد توجيه رسالة معينة الى اهالي الضحايا؟ في الحالين ما هكذا يكون القضاء، وما هكذا تتحقق العدالة.
الاربعاء المقبل اذا موعد الجلسة الحكومية ببنود اعطاها الرئيس نجيب ميقاتي عنوان الملحة ووزعها بين الكهرباء والنفايات وغيرها من الازمات، الا ان العتمة وبواخرها الراسية قبالة معامل الكهرباء المعطلة في اول الاولويات..
وعلى مرمى ساعات من الجلسة حاول وزير الطاقة وليد فياض اعطاء محاولات الحل الميتة صعقة كهربائية بمسمى مبادرة حل متكاملة، لم يجد المنقبون عن الحلول والباحثون عن التهدئة على خطوط التوتر السياسي اي امل جدي للبناء عليه، ما يعني ان الاشتباكات الدستورية والسياسية المبنية على موعد الجلسة الحكومية ذاهبة بالتصاعد..
وعن اول الكلام لم يحد حزب الله، فإلى الآن يبقى العنوان الكهربائي المحرك الوحيد نحو حضور الجلسة، متعاليا عن كل الاعتبارات الا معاناة الناس التي لم تعد تحتمل، فالعتمة حالكة، وايام اللبنانيين تزداد صعوبة، وبضع ساعات كهربائية هي ضرورة ملحة يجب الاستحصال عليها بأقصر الطرق، ما دام أن طرق البعض الملتوية سياسيا لا تزال تحرم اللبنانيين الكهرباء الايرانية المجانية وكذلك الروسية وغيرها، بايعازات اميركية..
وبايعازات سرية وتعاميم علنية لا تزال حاكمية المال تقلب المواجع بالدولار، وجديدها اليوم تأميل اللبنانيين باجتماع دعا اليه حاكم البنك المركزي رياض سلامة لمناقشة الخطوات المفترض اتخاذها، لكنه انتهى الى اللا قرار، على ان يكون الاربعاء موعدا آخر، عسى ان يحمل جديدا..
في جديد الكابيتال كونترول، تمكن القانون من اجتياز اللجان المشتركة بعد ثلاث عشرة جلسة، ليترفع الى الهيئة العامة..
في الكيان العبري وهيئة حربه الجديدة، عنتريات من منابر رخوة، اطلقها رئيس الأركان الصهيوني الجديد هرتسي هاليفي خلال تسلمه مهامه وسجل الفشل من سلفه آفيف كوخافي، ولم تحتج المقاومة الفلسطينية للرد على الموهوم الجديد إلا بشريط لجندي صهيوني معتقل لديها لتقوم الاصوات العبرية بالعويل فوق كل عنتريات الجنرال الجديد…
ليس في الأفق ما يؤشر إلى حلحلة على خط الانتخابات الرئاسية، وكل ما يدلي به معظم المحللين الذين يحتلون الشاشات ومواقع التواصل لا يمت إلى الحقيقة بصلة، تماما كما اعلن وليد جنبلاط قبل ايام. أما جلسة الخميس المقبل، المؤجلة من الخميس الماضي بعد وفاة الرئيس حسين الحسيني، فلزوم ما لا يلزم، باستثناء تسلية اللبنانيين بالمشهدية المعتادة، وسجالاتها المحتملة بين النواب، أو بينهم وبين رئيس المجلس.
لكن، إذا كانت المؤشرات غائبة في أفق الرئاسة، فأفق العمل الحكومي شبه مسدود. فصحيح ان الرئيس نجيب ميقاتي ماض في دعوته الى عقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال الاربعاء المقبل، ضاربا عرض الحائط ارادة مكون لبناني ميثاقي، غير أنه هو بنفسه يعرف أن الوضع غير طبيعي، تماما كسائر الممارسات المنافية للدستور، التي يواظب عليها، والتي لن تتوقف الا بصحوة ضمير وطنية غير منتظرة منه من جهة، أو بموقف حازم من الشركاء في الوطن من جهة أخرى.
غير ان الاهم من التطورات السياسية، رئاسيا وحكوميا، يبقى بدء الوفد القضائي الاوروبي تحقيقاته جديا اليوم. واذا كانت السرية العنوان الابرز، الا ان مجرد اجرائها يمكن اعتباره جرس انذار لمعظم الطبقة السياسية اللبنانية، بأن استمرارها على المنوال الذي دمر لبنان، بات يلامس المستحيل.
تبقى اشارة اخيرة، الى اجتياز قانون الكابيتال كونترول اليوم امتحان اللجان المشتركة، وعبوره نحو الهيئة العامة، وهو ما سنتوقف مع تفاصيله الكاملة في سياق النشرة.
بقي سيف القضاء مسلطا فوق رؤوس أهالي ضحايا المرفأ لأن القاضي زاهر حمادة ترك وليم نون وبيتر بو صعب رهن التحقيق ، ما يعني أن الملف مازال مفتوحا ، وأن نون وبو صعب سيبقيان تحت الضغط، فهل يكون هذا التدبير القضائي نوعا من العبء على أهالي ضحايا المرفأ لثنيهم عن التصعيد؟ هذا ما ستظهره التطورات الآتية في ملف المرفأ.
في ملف صيرفة يبدو أن بعض المصارف استغل منصة صيرفة فحرفها عن أهدافها ليحقق أرباحا طائلة على حساب المودعين، وهذا ما حدا بالمجلس المركزي لمصرف لبنان إلى التفكير في إجراءات توقف عملية الإستغلال التي يقوم بها بعض المصارف على حساب المودعين، بهدف تحقيق أرباح كبيرة غير مشروعة .
في ملف التحقيق الأوروبي ، محققون من ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ استمعوا اليوم الى سعد العنداري، وهو نائب سابق لحاكم مصرف لبنان بصفة شاهد، بحضور القاضيين عماد قبلان وميرنا كلاس اللذين توليا طرح الأسئلة.
ولم يحضر خليل اصاف، العضو السابق في هيئة الرقابة على المصارف، الذي كان مقررا الاستماع إليه الإثنين، بعد تقديمه عذرا طبيا، وفق المصدر القضائي.
ومن المقرر أن يستمع المحققون الأوروبيون الثلاثاء الى شاهدين آخرين، هما نائب سابق للحاكم ورئيس مجلس الإدارة والمدير العام لأحد المصارف.
حكوميا، مجلس وزراء بعد غد الأربعاء.. ملف الكهرباء في الطليعة, ولكن في غياب وزير الطاقة ، لكن مصادر حكومية أكدت أنه على الرغم من غياب فياض عن الجلسة فإن توقيعه موجود على الكتابين الموجهين ، وهذا ما يخول مجلس الوزراء اصدار المراسيم, لأن مجلس الوزراء هو صاحب القرار النهائي.
في المحصلة ، مناكفات، مماحكات ، فيما الإضرابات تتصاعد : الإدارة العامة ستبدأ إضرابا لأسبوع ، أساتذة التعليم الرسمي في إضراب، موظفو وزارة الإتصالات يضربون غدا ، وبعض الوزراء في السلطة التنفيذية يمارس ” ترف” الكباش السياسي لتسجيل مواقف على قاعدة ” بيي أقوى من بيك.
في الموازاة ، هل من تحرك دولي عربي في شأن لبنان؟
نبدأ من هذا السؤال.
“إبن عيلة وكلاس”.. لكن لكل مقام..
تيار لم يختلف أحد على منشأ وتربية وزير الطاقة وليد رهيف فياض، نجل شيوعي العمارة القارئ في نبض المدينة وهندساتها…
وليست المعركة حرب عائلات ومقامات, بل هي صراع بين تيار وحكومة, بين وزير تربى عاليا.
ولكنه قرر تعليق شهاداته على جدران ميرنا الشالوحي لتصدق عليها النائبة ندى البستاني والشهادات تلك لم تنتج طاقة..
وقد رهنت بين أيادي تيار يأخذها إلى حيث أنواؤه السياسية وهذه الأنواء تقرر اليوم استمرار الأزمة، وما ينتج عنها من خسائر “فري كلاسي” وتقدر لغاية اليوم بمليون دولار مرمية في البحر وللإنقاذ الافتراضي طرح فياض اليوم مبادرة قال إنها للحل الشامل وليس “بالقطعة”، ووضعها تحت سقف الدستور وبعيدا من سياسة الاستفزاز.
وكشف فياض أنه جمع تواقيع وزراء التيار الوطني الحر.
وتمنى على رئيس الحكومة أن يوافق عليها، على أن تنال توقيع باقي الوزراء ويتجلى الصراع المكهرب في أن خطة فياض تحتاج الى حكومة، وان الحكومة المنعقدة الاربعاء تحتاج الى فياض، الوزير المغيب خطان غير مستقيمين لا يلتقيان ابدا، ولن يصدرا الا مزيدا من العتمة…
فجلسة الاربعاء التي دعا اليها ميقاتي اليوم تسير على جوانب حساسة، ويتنقل فيها حزب الله بندا بندا ويجلس وزراؤه على اول الطاولة ليتمكنوا من الانسحاب لدى الانتهاء من ملف الكهرباء…
وهذا التسرب الوزاري يأتي بعدما توسع ميقاتي في البنود ورش عليها مراسيم توزعت بين مطامر ومتعهدين وقروض وقمح وتربية…
ولكن معظم المتعلقات هي بنود تتصل بالكهرباء والتي فصلها وزير الطاقة وحملها على مراسيم جوالة.
وقد ردت رئاسة الحكومة بكتابين عبر الامين العام لمجلس الوزراء، وقالت لفياض: أعد الصياغة…
لكأنها تصف الوزير المتعلم بمزايا نقيضة والصياغات لا تعطي مجدها إلا لمن يتقن فنونها ودستورها وميثاقها..
واليوم أقفلت المواثيق والصياغات أبوابها بآخر أيام تقبل التعازي برحيل الرئيس حسين الحسيني وهو.. من غيابه، أهدانا دستورا وميثاقا في كتب وزعت على المعزين في بيال بيروت وهو سيبقى في بال بيروت ..والعامود السابع لقلعة بعلبك وظلالا من شرعة الحقوق على كل لبنان.