50 دولار مزورة.. لا داعي للهلع؟

| ناديا الحلاق |

قبل أيام انتشر خبر ينبه اللبنانيين إلى وجود أوراق مزورة من فئة الـ 50 دولار في السوق، لا يمكن كشفها عبر الماكينات لدى الصرافين ولا حتى ماكينات الصراف الآلي، وقدر حجمها بمئات ملايين الدولارات، أي من بين كل 20 ورقة هناك ورقة واحدة مزورة.

هذا الخبر أرعب اللبنانيين ودفعهم لعدم قبولها في عمليات دفع، فيما أعلنت بعض شركات تحويل الأموال عن عدم قبول أو استلام فئة 50 دولارًا أميركيًا، وذلك بسبب تداول أعداد كبيرة مزيفة من هذه الفئة في الأسواق، مما يعرض العمليات المالية لخطر الاحتيال.

القرار جاء كإجراء احترازي لضمان سلامة العملاء وحماية التعاملات النقدية، وسيستمر حتى إشعار آخر .

كيف دخلت هذه الدولارات الى لبنان؟

بحسب مصادر موقع “الجريدة” بدأ كشف الدولارت المزورة وتحديداً فئة الـ 50 دولار في لبنان قبل 3 أسابيع تقريباً، وهي دولارت يصعب اكتشافها عبر الفحص اليدوي والنظري، ولا الماكينات المخصصة لكشفها، كما وبإمكانها المرور عبر ماكينات الصراف الآلي غير المحدّثة الأمر الذي استدعى توقيفها، ما يشير إلى مدى جودة هذه الدولارات وفن تزويرها.

ولفتت المصادر إلى أن “الدولارات على ما يبدو لم يتم تزويرها محلياً وليس مصدرها تركيا والعراق كما يشاع، وعلى الأرجح أنها آتية من كوريا الشمالية أو الصين أو نيجيريا، وهي دول لها تاريخ حافل بتزوير العملات وبيعها للمافيات التي بدورها تبيعها عبر صفقات معينة وبأسعار تنافسية”.

إذاً بعد أن أصبحت الدولارات المزورة في متناول يد اللبنانيين، فهل كمياتها تستدعي القلق؟

مصادر من مكتب مكافحة الجرائم المالية وتبييض الأموال التابع لمديرية قوى الأمن الداخلي أكدت لموقع “الجريدة” أن هذه الفئة من الدولارات موجودة في السوق اللبناني إلا أن كمياتها ما زالت محدودة، والموضوع تحت السيطرة، وكل ما يشاع عن ضخامة هذه الكتلة النقدية في السوق هو تهويل، وتخوف المواطنون التداول بفئة الـ 50 دولار أمر مبالغ فيه، وليس كل 50 دولار هي مزورة.

وأكدت المصادر أن الجهات المعنية تقوم بتتبع الموضوع بهدف معالجته. كما دعت المصادر جميع اللبنانيين للتنبه لمصدر الدولارات التي يحصلون عليها، كي يتسنى لهم مراجعته في حال كانت مزورة.

بدوره، أكد مصدر مصرفي لموقع “الجريدة”، أن الدولارات المزورة التي دخلت المصارف عبر ماكينات الصراف الآلي ليست كبيرة، ومن أجل تفادي انتشارها على نطاق واسع عمدت معظم المصارف إلى توقيف صرافاتها الآلية إلى حين معالجة الموضوع.

وعن طريقة التعامل مع هذه الدولارت قال المصدر: “كل مصرف يعرف زبائنه وهو طبعاً قادر على تحديد صاحب الحساب الذي أدخل الدولارات المزورة إلى المصرف، وبالتالي عند اكتشاف الموضوع يقوم المصرف بالتواصل مع صاحب الحساب وابلاغه بالأمر لاستبدال الدولارات المزورة بأخرى حقيقية”.